مرة أخرى يحل اليوم العالمي للطفولة في الفاتح من جوان ككل سنة.. ولسان الكبار يردد عبارة: عيد سعيد لأطفال العالم"، ولو أن السعادة لا تصل بالضرورة الى أطفال يحتفلون بالموت والدمار في كل دقيقة، لأن الواقع يشهد أن عيد الطفولة لم يتعولم بعد!! الكثير من أطفال العالم سيمرحون ويحتفلون بعيدهم في ربيع يلفه السلام، بينما يعاني أطفال آخرون من ويلات الحروب ومن آثار الفجوة الاقتصادية والتكنولوجية القائمة بين الدول.. وهم مازالوا يحلمون بالاحتفال بعيدهم في ربيع أنقى من الذي تعودوه... عيد بلا دموع، ولا أشلاء ولا مجاعة. ففي العديد من الدول لا يطالب الأطفال بحقهم في نزهة، بقدر ما يطالبون العالم بحقهم في الاستقرار، طالما أن هناك عدو إسرائيلي يحتل أرض فلسطين ليشرد الصغار ويتفنن في تجويعهم وصدمهم.. ومحتل أمريكي يجثم على قلوب الأطفال وينغص حياتهم في العراق.. وقضية تقرير مصير عالقة في الصحراء الغربية يدفع ثمنها أطفال لا يحلمون حتى بزوج حذاء جديد! وأطفال آخرون في القارة السمراء يطالبون العالم بحقهم في "قطعة رغيف" تسكن آلام الجوع وفي حياة كريمة، بعيدا عن شبح الأمراض الفتاكة ومختلف أشكال العمالة و"مصيدة" شبكات الدعارة والمخدرات!!.. بل وحتى من ظلم بعض الآباء الذين تسمح لهم ضمائرهم بتجنيد أبنائهم للتسول... ونتيجة ذلك، هي أن بعض الأطفال يتألمون تارة بسبب ظلم نظام دولي يسير وفق مبدأ المصالح، ولو على حساب جماجم الكبار والصغار على حد سواء، وتارة أخرى بسبب لا مسؤولية آباء لا يجيدون الاستثمار في الطفولة، إلى حد صار معه الخبراء يدعون إلى تعلم فن الأبوة.. ونحن نتمنى ألا تعاد الأعياد على أطفالنا بهذه الطريقة.