تحت شعار "التحذير من مخاطر التبغ على الصحة" أحيت الجزائر على غرار بلدان العالم اليوم العالمي للصحة الذي يصادف 31 ماي من كل سنة حيث نظمت أمس وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمقر المعهد الوطني للصحة العمومية بالأبيار يوما تحسيسيا لشرح الخطة الوطنية التي اعتمدتها الجزائر من أجل مكافحة التدخين والتي تعتمد أساسا على الوقاية من الإدمان على التدخين وسط الشباب من خلال العمل على إيقاف استهلاك التبغ على الأقل بنسبة 5 بالمئة في كل سنة. وتطرق الدكتور يوسف طرفاني المدير الفرعي للأمراض غير المتنقلة إلى الجهود التي بذلتها الجزائر من أجل الحد من استهلاك التبغ وذلك من خلال إبرام بعض الاتفاقيات وسن بعض القوانين كتوقيع الجزائر على الاتفاقية المتعلقة بمنظمة الصحة العالمية في 12 مارس 2006 لمكافحة التدخين وحماية الأجيال القادمة من أثار استهلاك التبغ حيث بينت الإحصائيات المقدمة بأن نسبة استهلاك التبغ عند الرجال بالعالم فاقت 60 بالمئة في حين قدرت عند النساء بأقل من 49 بالمئة. وفي هذا السياق نوه الدكتور يوسف طرفاوي بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة من خلال إقرار لجنة وطنية مكلفة بمكافحة التدخين، حيث تتركز مهمتها على اقتراح كل الإجراءات التي تسهم في إعداد إستراتيجية وطنية لمكافحة التدخين، والتي حددت بعض أهدافها في الوقاية من الإدمان على التدخين وسط الشباب والعمل على حماية غير المدخنين من التدخين من خلال التركيز على العمل التحسيسي إلى جانب التركيز على تكوين الأطباء والأخصائيين وعلماء النفس حول مخاطر التدخين. وعلى هامش اليوم التحسيسي صرح السيد توفيق صالحي ممثل المنظمة العالمية للصحة ل"المساء" هناك إستراتيجية ينبغي العمل على تجسيدها بعد أن أعطت نتائج إيجابية بالدول المتقدمة والمتمثلة في وضع صورة تعكس الحالة التي يؤول إليها الشخص المدخن من أجل الوصول إلى تحسيس أكبر عدد من المواطنين بمخاطر التدخين وفي هذا الإطار كشفت دراسة تم اعتمادها من طرف المنظمة العالمية للصحة بأن السبب الأول وراء الوفاة في العالم هو التدخين والذي يمثل 90 بالمئة من حالات الإصابة بسرطان الرئة لذا - يضيف المتحدث- "فان اليوم العالمي لمكافحة التدخين هو فرصة لتوجيه نداء إلى كافة المؤسسات المنتجة لهذه المادة السامة من أجل اعتماد التوصية الصحية مرفقة بالصورة" ومن جهته ركز البروفيسور سليم لفطي رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا في تصريحه "للمساء" على أهمية التكوين وسط الأطباء في مجال مكافحة التدخين وتبيان مخاطره على الصحة، حيث قال بأن التدخين لا يعد حالة مرضية وإنما حالة نفسية تتطلب متابعة الشخص لمعرفة السبب وراء لجوئه إلى الإدمان على التدخين ومن أجل هذا تم في سنة 2008 تكوين 60 طبيبا وزعوا على كل المراكز الصحية. ويجري العمل على تكوين 60 طبيبا أخرين، ويندرج هذا التكوين يضيف "في إطار العمل التحسيسي لتفادي رجوع المدمن إلى التدخين إلى جانب التركيز على محاربة التدخين بالوسط التربوي كون الإحصائيات المقدمة سنة 2005 كشفت بأنه يوجد بالطور الابتدائي 3 بالمئة من المدخنين تتراوح أعمارهم مابين 6 سنوات و11سنة. في حين قدرت بالمتوسطات ب12 بالمئة أما بالنسبة للثانويات فقدرت نسبة المدخين ب 21 بالمئة وبلغت ما معدله 25 بالمئة بالجامعات. للإشارة تمت برمجة العديد من المداخلات خلال اليوم التحسيسي كانت الأولى حول علم الأوبئة تلتها محاضرة حول مخاطر التدخين ثم محاضرة حول الإطار الوطني لمكافحة آفة التدخين ليخلص المتدخلون إلى تحديد الإستراتيجية التي ينبغي أن يعتمدها البرنامج الوطني لمكافحة التدخين 2009 - 2014 الذي قدم إلى وزير الصحة والذي يقر بضرورة تضافر كافة جهود الوزارات المعني بكافحة التدخين كون القضية لا تخص قطاع الصحة فقط ولعل من بين هذه الوزارات وزارة العدل التي ينتظر منها سن عقوبات مالية من أجل الحد من التدخين إلى جانب دعوة وزارة التجارة من أجل الرفع من تكلفة علبة السجائر للتقليل من استهلاك التبغ وغيرها من الوزارات ذات الصلة.