مع اقتراب موعد السابع جوان، تاريخ لقاء المنتخب الوطني الجزائري بنظيره المصري في إطار الجولة الثانية من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، تتجه الأنظار إلى ملعب الشهيد مصطفى تشاكير بالبليدة الذي سيحتضن هذه المباراة وتكثر التحاليل والتكهنات في ضوء المعطيات الموجودة. ولمعرفة بعض أراء أهل الاختصاص اقتربت "المساء" من اللاعب الدولي السابق نورالدين بونعاس المتوج مع الفريق الوطني بكأس إفريقيا للأمم سنة 1990، فكانت هذه الدردشة القصيرة. - المساء: كيف يرى نور الدين اللقاء المقبل للفريق الوطني ضد نظيره المصري؟ * نورالدين بونعاس: أظن أن اللقاء سيكون صعبا لكلا الفريقين، فالفريقان يعرفان بعضهما البعض جيدا، وهناك نوع من الحرارة التي تميز مقابلات فريقنا ضد نظيره المصري حتى في المقابلات الودية فما بالك لقاء رسمي، حيث ستكون حماسة زائدة واندفاع أكثر مقارنة مع اللقاءات التي تجمع الجزائر مع منتخبات إفريقيا السوداء. - المساء: ربما أهمية نقاط المقابلة ساهمت في خلق نوع من الضغط على الفريقين، خاصة وأن كل فريق حقق نقطة واحدة في أول لقاء له، ما هو رأيك؟ * نورالدين بونعاس: كما قلت المقابلة ستكون صعبة، لكن وحسب رأي فنتيجة المقابلة لن تكون حاسمة ومصيرية أومحددة لمشوار أي فريق خاصة وأن المنافسة عبارة عن بطولة مصغرة، والمقابلات تلعب ذهابا وإيابا وأي تعثر لفريق من الفريقين يمكن تداركه في حالة العمل الجاد دون استنقاص لحظوظ الفريقين الآخرين، وبذلك فالفريق الذي يريد التأهل عليه أن لا يركز على مقابلة واحدة. - المساء: بالعودة للحديث عن أول لقاء للفراعنة على أرضية ميدانهم أمام الفريق الزامبي، هل ستكون لنتيجة هدف لهدف أثر إيجابي أم سلبي على المنتخب المصري في لقائه ضد المنتخب الوطني الجزائري؟ * نورالدين بونعاس: يجب على المنتخب الجزائري أخذ كل احتياطاته، فكما أنه من الممكن أن يكون لتعثر الفراعنة بأرضية ميدانهم دافع قوي لرد الاعتبار وتحقيق نتيجة ايجابية بالجزائر، من الممكن أن تكون لهذه النتيجة تأثير سلبي على أشبال المدرب شحاته خاصة في حالة ما إذا اهتزت ثقة اللاعبين بقدرتهم على تحقيق نتيجة إيجابية، وبذلك سيدخلون اللقاء بمعنويات مهتزة وهو مؤشر إيجابي للفريق الوطني في هذه الحالة. - المساء: بالحديث عن إمكانيات الفريقين ودون الاحتكام إلى العاطفة، كيف يرى نورالدين مستوى الفريقين؟ * نورالدين بونعاس: حقيقة الفريق المصري فريق قوي ومتكامل ويملك لاعبين من المستوى العالي، ولا يمكن أن نغفل أنهم أبطال إفريقيا أثبتوا بجدارة تفوقهم على المستوى القاري وحتى الدولي. - المساء: بالنظر إلى تشكيلة الفريق الوطني المكونة من لاعبين جلهم ينشطون بالبطولات الأوروبية، ألا يشكل هذا عائقا أمام النخبة الوطنية لمجاراة طريقة لعب المنتخب المصري الذي يعتبر مزيجا بين اللعب العربي والإفريقي؟ * نورالدين بونعاس: أظن أن خبرة لاعبينا ستمكنهم من التأقلم مع أي نوع من اللعب، كما لا ننسى أن الفريق يضم مجموعة من اللاعبين الذين سبق لهم وأن لعبوا ضد فرق عربية وإفريقية وبذلك ستكون لهم كلمتهم في هذا اللقاء. - المساء: كيف عشتم الحرب النفسية التي شنتها الصحافة المصرية على المنتخب الوطني؟ * نورالدين بونعاس: أظن أن هذه الأمور أصبحت من البديهيات التي توظف للضغط على المنافس وعلى كل فريق محترف أن يجيد التأقلم معه والتصرف بطريقة مدروسة مع التركيز على التحضير النفسي للاعبين لتفادي أي تأثير سلبي لمثل هذه الأمور، أظن أن الحرب النفسية التي سيفرضها اللاعبون المصريون فوق أرضية الميدان على لاعبينا ستكون كبيرة وعليه وجب الحيطة لذلك مسبقا. - المساء: كيف تقيمون تحضيرات الفريق الوطني لهذه المقابلة؟ * نورالدين بونعاس: أنا شخصيا لا أستطيع تقييم هذه التحضيرات، كوني بعيدا عن محيط المنتخب الوطني، وأظن أن الفريق الفني الذي يسهر على المنتخب الوطني هو أدرى بأمور الفريق وأدرى بطبيعة ومكان التربص المفيد للفريق. - المساء: وما رأيكم في المدرب الوطني رابح سعدان؟ * نور الدين بونعاس: هو مدرب معروف نال ثقة الساهرين على شؤون المنتخب الوطني وعليه أن يكون في مستوى هذه الثقة. - المساء: كلمة أخيرة. * نورالدين بونعاس: أتمنى أن يكون الفوز في هذه المقابلة للفريق الوطني من أجل إدخال الفرحة على قلوب الملايين الأنصار، وحتى يكون دافعا معنويا إضافيا لتخطي باقي مشوار التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، ويكون بذلك أول بشائر الخير للكرة الجزائرية التي يجب أن تعود إلى مستواها في ظل توفر الإمكانيات المادية والإرادة من المسؤولين.