انطلقت حملة الوقاية من حرائق الغابات بولاية سكيكدة، تطبيقا لتعليمات الوزير الأول، وتحت إشراف المرصد الوطني للمجتمع المدني، بالتعاون مع المديرية العامة للحماية المدنية والجمعيات، وبالشراكة مع السلطات العمومية، حيث تهدف إلى تنسيق جهود المجتمع المدني في مجال الوقاية من الحرائق، وتعزيز دوره التوعوي والاستباقي، مع غرس ثقافة اليقظة، والتبليغ لدى المجتمع المدني. ولإنجاح هذه الحملة الوطنية، سُطر برنامج ثري، يتمثل في تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية، خاصة على مستوى جمعيات المجتمع المدني، ومنه إلى مختلف شرائح المجتمع، مع تسخير كل الوسائل البشرية والمادية من قبل الحماية المدنية، ومحافظة الغابات، والأمن الوطني والمصلحة الصحية، منها مصلحة للمساعدة الطبية المستعجلة (سامو21). وكانت أول محطة لهذه الحملة المنطقة العمرانية الغابية التي تضم أجمل شاطئ بسكيكدة يسمى "وادي ميديني"، حيث قدمت جملة من النصائح والإرشادات التوعوية، مع توزيع مطويات تحسيسية وإعلامية، تتضمن معلومات حول كيفية التعامل مع الحرائق، والأسباب الرئيسة المتسببة في انتشارها، لتُتبع بتمرين محاكاة لفائدة المواطنين، حول كيفية التعامل مع الحرائق عند اندلاعها، على أن تمس هذه الحملة كل بلديات سكيكدة، خاصة الغابية منها. وأكدت والي سكيكدة عند إشرافها على إطلاق هذه الحملة، على أهمية تعزيز دور المجتمع المدني والجمعيات، وتنسيق الجهود في ميدان الوقاية من الحرائق والعمل الاستباقي، بغية غرس ثقافة اليقظة، والتبليغ لدى المواطن والجمعيات على حد سواء، ليصبحا طرفا فعالا في الوقاية، مقدمة تحياتها وتشكراتها لكافة أعوان الحماية المدنية، على العمل البطولي الذي أدوه بكل احترافية طيلة الفترة التي اندلعت فيها حرائق الغابات بولاية سكيكدة، بالتنسيق مع أفراد الجيش الشعبي الوطني وأعوان محافظة الغابات، حفاظا على سلامة المواطن والثروة الغابية. للإشارة، سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية سكيكدة، خلال جويلية الأخير لوحده، 361 حريق، تم من خلاله القيام ب 574 تدخل، أدى إلى إسعاف 3 أشخاص، حُولوا إلى مختلف المراكز الاستشفائية، بينما التهمت النيران 5 هكتارات من الأدغال، و20 هكتارا من الأحراش، إضافة إلى 3.5 هكتارات من المحاصيل الزراعية، و25 قنطارا من المزروعات، زيادة على 1965 رزمة تبن، و932 شجرة مثمرة، مع تمكن أعوان الحماية المدنية من إنقاذ تجمعات سكنية ومساحات غابية وبساتين أشجار مثمرة، وخلايا نحل، ومدجنات وإسطبلات للحيوانات؛ كحصيلة غير نهائية. للتذكير، سُخر لإطفاء حرائق الغابات التي اجتاحت غابات سكيكدة الشهر الأخير، 40 شاحنة إخماد، و300 عون حماية مع استعمال الإطفاء الجوي، سواء من خلال الطائرة الروسية أو المروحيات التابعة للحماية المدنية والجيش، للسيطرة على الحرائق المهولة التي ضربت جبال ولاية سكيكدة، والتي بلغ عددها 10 حرائق خلال النصف الأول من أوت الماضي. وكعملية استباقية، سبق أن أصدرت والي سكيكدة خلال جوان الأخير، تعليمة تحمل رقم 1555، تتضمن منع دخول المركبات إلى الأملاك الغابية عبر كامل إقليم الولاية خلال الفترة الموافقة لحملة الوقاية من حرائق الغابات، التي تمتد إلى غاية نهاية أكتوبر المقبل، باستثناء المركبات التابعة للحماية المدنية، ومحافظة الغابات، ومركبات مختلف المصالح الأمنية، ومركبات السكان القاطنين بالمناطق الغابية، التي يتطلب تواجدها بها لضرورة المصلحة. كما منعت من خلال قرار آخر يحمل رقم 1553، الدخول إلى المناطق الغابية ذات الحساسية العالية لاندلاع الحرائق، والمتواجدة عبر 15 بلدية، وهي بني زيد، وقنواع، والشراياع، والزيتونة، وأولاد أعطية، وخناق مايون، ووادي الزهور، وأولاد أحبابة، وكركرة، وتمالوس، وعين قشرة، والولجة، وبوالبلوط، وكذا أم الطوب، وعين الزويت وبوشطاطة، إلى جانب قيامها بإنجاز 11 خزانا لتجميع المياه، للمساعدة على إطفاء حرائق الغابات، ناهيك عن وضع الرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، على أهبة الاستعداد، تحسبا لأي طارئ..