غريبة الأشياء التي يمكن للإنسان المختل أن يفكّر بها، والأكثر غرابة أن ينقل البعض السفاهة التي تخرج من أفواه من يحاولون ضرب استقرار الجزائر وكأنّ الجزائر على شفا الانهيار، وهو ما تتناقله بامتياز الصحف المغربية التي تتحيّن المناسبات وتقتنص الفرص لتسيء للجزائر حتى ولو كان نقلا لخطاب بليد لإنسان فقد عقله يدّعي أنّ "الجزائر تكتوي بنار الانفصال" وهو الذي لا تسمع به الأغلبية الساحقة من الجزائريين. فمن من الجيل الجديد يعرف شخصا اسمه فرحات مهني - باستثناء طبعا عدد قليل ممن باتوا فريسة سهلة لكلّ ما هو معاد للدولة؟ وعن أيّ حكم ذاتي لمنطقة القبائل يتحدّث وأيّ دعم دولي يتسوّل؟، ومن خوّله للحديث عن مواطني منطقة بأكملها هي جزء عزيز لا يتجزّأ من الجزائر؟، ولا عجب أن تنقل الصحف المغربية "ترّهات" هذا التائه المغرورالذي يترنّح في مسكنه الباريسي ويمارس فيه التنظير ونسج حكايات سريالية عن شيء اسمه الحكم الذاتي، وتأليف أغان تمجّد مبادراته الدونكيشوتية. عن أيّ جزائر يتحدّث مهني؟ أهي الجزائر التي نعيش فيها، أم الجزائر التي لا توجد سوى في مخيّلته؟ وعن أيّ شعب يدافع أهو الشعب الذي ننتمي إليه أم شعب افتراضي اتّخذه هذا المتأرجح بين الجنون والبلاهة مستقويا ومستجيرا بمن اتّخذوه بوقا لهم وألعوبة بين أيديهم يحرّكونها ذات اليمين وذات الشمال مثلما يشاؤون، بعد أن لمسوا فيه القابلية للتبعية والانبطاح على حساب الوطن والشرف تحت شعار لا يرتكز على أساس ولا يفكّر فيه الجزائريون البتة لأنّ لهم أهم مما يتفوّه به هذا المعتوه.