أعرب وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب أول أمس في القاهرة عن ارتياحه للنتائج الايجابية التي خرج بها الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب حول لبنان وفلسطين· وأشار الوزير في تصريح للصحافة الوطنية الى الدور الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية فيما تم التوصل اليه من نتائج خلال هذا الاجتماع، وقال ان الجزائر بلد متفتح يعمل دوما على التقريب بين وجهات نظر الأطراف سواء على المستوى العربي أو الإفريقي· وأوضح السيد مدلسي أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كان قد قاد هذه الحركة منذ سنوات ولازال اليوم يغذيها بتوجيهاته وتوصياته · وفي هذا السياق نوه السيد مدلسي بتوافق كل الأطراف العربية بخصوص الوضع في لبنان حيث تم التوصل إلى قرارات تسمح بتجاوز الازمة من خلال الدعوة إلى انتخاب العماد ميشيل سليمان لمنصب رئاسة الجمهورية فورا وفقا للأصول الدستورية والاتفاق الفوري على تشكيل حكومة وحدة وطنية وبدء العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات فور انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة· وبشأن الوضع في الأراضي المحتلة الذي وصفه ب"الصعب" اعتبر السيد مدلسي أنه يوجد اليوم مخطط قائم على قرارات دولية وخريطة طريق ومبادرة سلام عربية وأشار إلى أن هذا المخطط منصهر في مسار انابوليس الذي يسمح للطرف العربي المعني أن ينطلق في مفاوضات شاملة· وقال أن هذه المفاوضات تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للعيش وفي نفس الوقت حل كل المشاكل التي طرحت بعد 1967 واسترجاع الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة· وأشار الوزير إلى أن الاجتماع الطارئ سمح بالتطرق إلى العراقيل التي تقف في وجه تقدم مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والمتعلقة أساسا بالاستيطان الإسرائيلي الذي إذا لم يتم إيقافه" لا يمكن الانطلاق بصفة فعالة في هذه المفاوضات بعد انابوليس" · وقال ان المسألة درست من قبل المجلس الوزاري وخرج بتوصيات بشأنها وألمح في هذا الصدد الى اغتنام فرصة زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة قريبا ليتم من خلاله تحميل كل الأطراف المشاركة في انابوليس المسؤولية· وتطرق الوزير إلى ما اتخذه الوزراء من توصيات بخصوص العراقيل الأخرى لاسيما الحصار المفروض على غزة وبعض مدن وقرى الضفة الغربية جراء استمرار الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة ضد المدنيين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذه التوصيات من شأنها الضغط على إسرائيل لخلق ظروف ملائمة للوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية· وقال السيد مدلسي أن الاجتماع تناول كذلك مسالة الوحدة الفلسطينية، مشيرا في هذا الصدد إلى إعادة تنشيط اللجنة العربية لتقصي الحقائق التي تشكلت السنة الماضية وكلفت بتقريب وجهات النظر بين الطرفين(فتح وحماس)· وأضاف انه سيتم دراسة نتائج عمل هذه اللجنة خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر عقده في 27 جانفي القادم إلى جانب تقييم ما تم تجسيده من القرارات الخاصة بلبنان·(واج)