استقطبت الطبعة الثالثة لصالون التوظيف "جان سون 2009" الذي ينظمه سنويا المعهد الوطني للتجارة ليكون همزة وصل بين الجامعة والمهنيين اهتمام الآلاف من الطلبة المتخرجين حديثا من الجامعة، حيث تقربوا من أكثر من 30 مؤسسة اقتصادية لايداع طلبات التشغيل والاستعلام حول شروط الالتحاق بها، ومن جهتها حضرت المؤسسات المشاركة قائمة من طلبات العمل في مختلف القطاعات في حين عرضت كل من وكالات التشغيل الوطني والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج" منتجاتها الجديدة في مجال دعم إنشاء المؤسسات الصغيرة و المتوسطة. الموعد كان بقصر الثقافة مفدي زكرياء، أمس، حيث توجه المتخرجون من الجامعة وحتى الطلبة إلى صالون التوظيف الذي ينظمه منذ ثلاث سنوات المعهد الوطني للتجارة بالتنسيق مع معهد وليام دافتسون بجامعة ميشيغان الأمريكية وبحضور أكثر من ثلاثين مؤسسة اقتصادية بين عمومية وخاصة للكشف على طلباتهم في مجال التشغيل، حيث حضر العارضون مجموعة من المساءلات لصالح الراغبين في الالتحاق بالمؤسسة تضمن جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات الخاصة بالطالب من ناحية مستواه الدراسي وسيرته المهنية، مع إمكانية إعداد لقاءات عمل على مستوى المعرض الذي خصصت فيه مساحات خاصة لذلك . ومن بين المؤسسات المشاركة، الشركة الفرنسية "ازور بزيناس سيبور" التي تتكفل بفتح مراكز النداء لصالح المؤسسات الاقتصادية الفرنسية الناشطة بالجزائر، وحسب مسؤولة العلاقات العامة فقد شاركت المؤسسة هذه السنة بعرض 100 منصب شغل لصالح الطلبة ممن لم ينهوا دراستهم بعد كون العمل لا يكون ليوم كامل بل بنصف الدوام، كما أن العمل بمراكز النداء لا يتطلب الخبرة بقدر ما يستوجب الحصول على خبرة جيدة في مجال التحدث باللغة الفرنسية لا غير، وبما أن العمل على مستوى هذه المراكز موسمي فإن الفئة المطلوبة هم الطلبة ممن يبحثون على منصب عمل لتمويل دراساتهم العليا والحصول على خبرة في عالم الشغل، وعن نشاط المؤسسة بالسوق الجزائرية والذي يعود إلى سنة 2008 فقد انحصر في البداية بتوفير مناصب شغل بمراكز نداء متعاملي الهاتف النقال في انتظار تعميم تجربة مراكز النداء على كل القطاعات علما انه تم لغاية اليوم توظيف بين 500 و 600 طالب منها 121 منصب عمل قار. كما تقربت خلال هذه الطبعة الشركة المختلطة الجزائرية البرتغالية "ايفاساس" من الطلبة الجامعيين المتخرجين للبحث عن تقنيين في الكهرباء و كوابل نقل الطاقة لمشاريعها بالجزائر الخاصة ببناء مراكز توزيع الطاقة الكهربائية لمؤسسة سونلغاز، حيث يتم عرض فرصة الظفر ب 20 منصب شغل للمختصين في القطاع مع اشتراط إمكانية التنقل إلى مواقع المشاريع عبر التراب الوطني، أما مؤسسة "دانون" فقد حضرت الصالون بقائمة كبيرة من اقتراحات التوظيف خاصة في مجال المناجمنت والتسويق في حين تقترح مناصب شغل للطلبة المتخرجين والقاطنين بولاية بجاية للعمل بالمصنع كتقنيين أو عمال إدارة، علما أن المؤسسة التي تشارك في كل طبعات الصالون وظفت السنة الفارطة 150 شابا. أما المؤسسة الأمريكية للأدوية "فايزر" فقد استغلت المعرض لعرض فرص عمل على طلبة كليات الطب والصيدلة لمناصب مندوبين طبيين ولباقي الاختصاصات كإداريين، في حين تم إطلاق حملات تحسيسية لصالح الطلبة بخصوص مخاطر التدخين والتعريف بأمراض زرق العين والزهايمر من خلال تحديد إشارات الإنذار بالإصابة وطرق التشخيص المبكر للمرض. من جهتها شاركت مؤسسات الاتصالات السلكية واللاسلكية على غرار متعاملي الهاتف النقال اوراسكوم تيليكوم الجزائر "جازي" الذي ينوي قبل نهاية السنة توظيف 400 عامل جديد في عدة تخصصات والوطنية تيليكوم الجزائر "نجمة" التي تفتح فضاءات للتكوين والتوظيف كل سنة للمتخرجين الجزائريين تماشيا وتوسع استثماراتها بالجزائر، من جهتها عرضت مؤسسة اتصالات الجزائر مجموعة من الاقتراحات لاستقطاب التقنيين في مجال الاتصالات. السيد عبد السلام سعيدي مدير المعهد الوطني للتجارة أشار خلال الكلمة الافتتاحية للصالون انه يعد فرصة لربط العلاقات من جديد بين الجامعات والمؤسسات الاقتصادية من منطلق أن الصالون لا يخص طلبة المعهد فقط بل هو مفتوح على كل التخصصات، ويهدف المعهد من خلال تنظيم الصالون توجيه خريجي الجامعات نحو الاستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحقيق أحلامهم في تسيير مشاريع من اختيارهم وهو ما يطمح لأجله المعهد الذي ادخل مجموعة من التعديلات على برامجه البيداغوجيه تسمح بمساعدة الشباب على اكتساب الثقة في النفس لاستقطاب اهتمام المؤسسات المصرفية لدعم مشاريعهم ، وهو الهدف وراء دعوة في كل مرة وكالات كل من دعم تشغيل الشباب والتشغيل الوطني. وعلى هامش الصالون نظمت ورشات عمل ولقاءات ينشطها أساتذة من المعهد في مجال المقاولاتية وبرامج وكالة التشغيل الوطني، في حين قدم ممثل مؤسسة "نجمة" عرضا مفصلا عن مجال تطوير الإرشاد والتوجيه المهني بالمؤسسات الاقتصادية والجامعات. وبمناسبة المعرض أعلن مدير معهد التجارة عن قرب فتح مركز لتطوير الإرشاد و التوجيه المهني بجامعة قسنطينة ليكون انطلاقة جديدة للعلاقات التي تربط الجامعات بالمؤسسات الاقتصادية التي ستشارك من الآن فصاعدا في إعداد البرامج البيداغوجية للأقسام نهائية حتى يتم تحضير الطلبة لعالم الشغل حسب الطلبات المقترحة من الصناعيين.