كشف السفير الكوبي بالجزائر أرموندو فيرغارا بوينو أمس بالجزائر العاصمة، عن وجود مفاوضات بين شركات البلدين لتصدير منتجات ومستلزمات طبية من الجزائر نحو كوبا لأول مرة في تاريخ العلاقات الاقتصادية الثنائية. كما تحدث عن التحضير لتوقيع اتفاق تعاون يهدف الى تنشيط السياحة العلاجية بالبلدين. وأكد السفير الكوبي في تصريح خص به "المساء" أن بلده يتطلع الى تعزيز علاقاته الاقتصادية والتجارية مع الجزائر، التي تقتصر حاليا على مبادلات في مجال الصناعة الصيدلانية، حيث تصدر كوبا للجزائر ببعض المنتجات الطبية البيوتكنولوجية، فيما تتطلع إلى استيراد منتجات ومستلزمات طبية لأول مرة من الجزائر، بعد استكمال المفاوضات الجارية بهذا الشأن في غضون نهاية العام الجاري. ولأن فرص التعاون بين البلدين كبيرة ولا تعكس حجم المبادلات الحالي، كما لا تعكس صلابة العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، والتي سيتم إحياء ستينيتها في 17 أكتوبر المقبل، شدد السفير الكوبي على ضرورة توسيع مجالات التبادل الثنائي الى قطاعات أخرى، أهمها الطاقة ولاسيما الطاقات المتجددة والكهرباء، إضافة الى البناء والسياحة. وشكل اليوم الإعلامي المنظم، أمس، من طرف الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة "كاسي" بمقرها، مناسبة عرض فيها الطرف الكوبي ميزات مناخ الأعمال الجديد بكوبا، التي تعاني منذ سنوات من حصار أمريكي خانق، يجعلها في حاجة إلى كثير من المنتجات والخدمات، ما يفتح الباب واسعا أمام فرص الاستثمار. وتم التأكيد على أهمية التحفيزات الجبائية والجمركية والبنكية التي يتضمنها قانون الاستثمار الكوبي الجديد الذي تم إصداره في 2014 والمكمل بمرسومين جديدين سنتي 2019 و2020، بهدف جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة الكفيلة بتحسين الوضع في كوبا. ورغم أن القانون الجديد سمح باستقطاب أكثر من 9 ملايير دولار من الاستثمارات الأجنبية القادمة من عدة مناطق في العالم خلال 7 سنوات، وفقا للأرقام التي قدمها السفير الكوبي، فالمطلوب اليوم، حسبه، جلب المزيد من الاستثمارات، وهو ما يهدف اليه المعرض الدولي لهافانا الذي ينظم بين 14 و18 نوفمبر المقبل، وتمت دعوة المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين للمشاركة فيه بقوة، خاصة وأنه يتزامن وتنظيم المنتدى الخامس للاستثمار في كوبا التي تعد بوابة لمنطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية. وحتى لا تكون المشاركة مجرد فرصة للسياحة، دعا السيد فيرغارا بوينو الى تحديد مشاريع قابلة للإنجاز بين شركات البلدين، داعيا ممثلي المؤسسات الحاضرة في اليوم الإعلامي إلى الاقتراب من السفارة للحصول على معلومات أوفى عن الإجراءات والفرص المتوفرة. ففضلا عن تعزيز التعاون الطبي البارز في إنشاء 4 مستشفيات مشتركة، والذي سيتم توسيعه عبر توقيع مذكرة تفاهم مع قطاع الصناعة الصيدلانية مستقبلا، يتطلع الجانب الكوبي إلى تطوير التعاون في مجال السياحة، لاسيما العلاجية، حيث يتم التحضير للتوقيع على اتفاق في هذا المجال مع وزارة السياحة. كما ستشارك كوبا في الصالون الدولي للسياحة الذي سيفتتح اليوم بالعاصمة. وأبدى الدبلوماسي الكوبي الرغبة في توطيد التعاون بمجالي الطاقات المتجددة والأشغال العمومية وكذا الكهرباء، حيث أشار إلى وجود حاجة ملحة لتجديد محطات توليد الكهرباء في الكثير من المناطق الكوبية، فضلا عن تطوير مجال الأشغال العمومية والتعليب. واستمع السفير باهتمام لتدخلات المتعاملين الجزائريين، الذين أبدوا اهتماما بتصدير معارفهم ومنتجاتهم الى كوبا رغم بعد المسافة، تجسيدا لبرنامج الحكومة الرامي إلى ترقية الصادرات خارج المحروقات. وهو ما أكد عليه رئيس الجانب الجزائري في مجلس الأعمال الجزائري – الكوبي معمر جلال سراندي، الذي ألن عن التحضير أعلن عن التحضير لمشاركة وفد هام من رجال الأعمال في الصالون الدولي بهافانا، سيكون فرصة لزيارة بعض المناطق الصناعية. ويراهن الجانب الكوبي على الامتيازات المحفزة التي يقدمها قانون الاستثمار للأجانب، كما يراهن على "أمنه الصحي" الذي حققه بفضل تلقيح 96 في المائة من السكان بما فيهم الأطفال في سن العامين ضد "كوفيد -19"، بأربع جرعات من اللقاح الكوبي الصنع، وكذا مظاهر الانفتاح التي بدأت تظهر في هذا البلد الاشتراكي، عبر فتح كل المجالات على الاستثمار الخاص ولاسيما الاتصالات والشركات الناشئة والبناء، مع استثناء الصحة والتربية والجيش.