❊ 15 ألف حالة جديدة سنويا بالجزائر وسن الإصابة ينزل إلى 20 سنة ❊ 1 % نسبة الإصابة وسط الرجال و"الرحمة" تحصي 3 حالات استئصال ثدي نظمت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان بمقر الإقامة الجامعية "زياني الوناس" بمدينة بومرداس، خلال الأسبوع الماضي، حملة تحسيسية حول سرطان الثدي، تزامنا مع إطلاق الحملة العالمية للتوعية بهذا المرض الخبيث "أكتوبر الوردي". وتُعتبر هذه المبادرة محطة للجمعية ضمن سلسلة من المحطات المبرمجة طيلة أكتوبر الجاري بعدة مناطق بالولاية، بما فيها مناطق الظل، والتي تستهدف استمالة أنظار الرجال إلى أهمية التشخيص المبكر؛ على اعتبار أن ذات السرطان يصيب الرجال أيضا، بدليل إحصاء الجمعية مؤخرا، ثلاث حالات استئصال ثدي وسط الرجال، بسبب الإصابة بالداء الخبيث. يتجدد الموعد السنوي مع حملات التشخيص المبكر لسرطان الثدي، مع حلول شهر أكتوبر الوردي كل سنة. كما تجدد جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان لبومرداس، الموعد مع تنظيم حملات تشخيص مبكر ضد سرطان الثدي... الداء الذي أضحى ينخر أجساد النساء حتى في عز الشباب؛ أي أقل من 25 سنة. الجمعية، وعلى لسان رئيستها السيدة مليكة رازي، تعتبر السنة كلها أياما إعلامية، للتوعية بمخاطر الإصابة بكل أنواع السرطان، غير أن أكتوبر يبث نوعا من الطاقة الإيجابية لتكثيف حملات التوعية والتشخيص على السواء، على اعتبار أن أكتوبر الوردي تَرسخ في الأذهان؛ كونه مرادفا للتوعية العالمية حول هذا الداء تحديدا، مشيرة إلى أن الجزائر تحصي سنويا حسب أرقام رسمية 15 ألف حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي. واختارت "الرحمة" الإقامة الجامعية "زياني الوناس" بمدينة بومرداس، كثاني محطة لها، ضمن برنامج سُطر، مسبقا، لأكتوبر الجاري، حيث كانت الانطلاقة الأسبوع الماضي، بتنظيم يوم للتشخيص المجاني في العيادة متعددة الخدمات ببلدية بني عمران. وأكدت السيدة رازي في دردشة مع "المساء" على هامش الفعالية، أن اليوم التحسيسي يتضمن تقديم محاضرات من طرف أطباء أعضاء الجمعية، حول التعريف بداء سرطان الثدي، والعوامل المحفزة للإصابة به، ناهيك عن تقديم شرح حول كيفية الفحص الذاتي للثدي. والأهم من ذلك، التأكيد على أهمية التشخيص المبكر عند المختصين، لتفادي حدوث أي تعقيدات مستقبلا. كما لفتت محدثتنا إلى أهمية تبسيط المفاهيم؛ بتبنّي أسلوب علمي بسيط جدا، لتصل الرسالة إلى كل النساء. كما يتم، في المقابل، إعطاء أمثلة عن عينات؛ قالت: "نحن هنا لا نهوّل الأمور، ولكن لا بد من اعتماد عنصر التخويف من أجل مصلحة النساء". وفي السياق، قالت لنا الدكتورة فتيحة سعدوني الطبيبة المختصة وعضو بجمعية "الرحمة"، إن العمل التحسيسي يشمل إعطاء أمثلة من الواقع، ليكون رسالة واضحة ومباشرة لتعميق الوعي ضد سرطان الثدي، مشيرة إلى إنه يتم، أحيانا، إحضار نساء أصبن بالداء الخبيث وتعرضن لاستئصال الثدي، ليقمن بأنفسهن بالتوعية. و«رغم ذلك لا بد من تكثيف حملات التحسيس؛ لأن عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الثدي، موجودة، وحالات الإصابة في تزايد"، تضيف محدثتنا، موضحة أن من أهم عوامل الإصابة التدخين، وحبوب منع الحمل، مبدية أسفها الشديد لتفشي ظاهرة التدخين وسط الشابات؛ ظنا منهن تقول أن ذلك اتباعا لصيحات الموضة. كما تحدثت، بشكل صريح ومباشر، عن ظاهرة قالت إنها لم تصبح "طابو"، وهي "الحرية الجنسية وسط الشباب؛ ما يجعل الشابات يلجأن إلى حبوب منع الحمل في سن مبكرة، وهذا يحفّز خطر الإصابة بسرطان الثدي". سرطان الثدي.. يهدد الرجال أيضا من ضمن المحاور المقترحة ضمن الشهر الوردي للتوعية بسرطان الثدي، محاولة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الرجال، لتوعيتهم بأن هذا النوع من السرطان يصيب الرجل أيضا، فحتى لو كانت نسبة الإصابة 1% وهي نسبة قد تبدو للبعض ضعيفة جدا إلا أن الواقع يشير إلى وجود حالات استئصال الثدي عند الرجال. والعيّنة وقفت عليها "المساء" ضمن اليوم التحسيسي المفتوح بالإقامة الجامعية "زياني الوناس"، حيث حدثتنا سيدة اقتربت من الفعالية، عن حالة زوجها البالغ من العمر 70 سنة، الذي أصيب في 2020، بسرطان ثدي متقدم، انجر عن ذلك استئصال ثديه الأيسر، وهو يعاني انتكاسة نفسية حادة. السيدة جاءت تطلب مساعدة طبية ونفسانية لزوجها. وتقول في معرض حديثها ل "المساء"، إن زوجها عندما كان في 68 من عمره، ظهرت عنده ندبة فوق الثدي الأيسر ذات لون بنفسجي داكن، فلم يعر الأمر أي اهتمام. والتفكير في الإصابة بسرطان الثدي كان بعيدا كل البعد عن الأذهان؛ على اعتبار أنه "مرض نسوي". وتابعت: "يومها وبعد ممارسة رياضة المشي، همَّ برفع يده اليسرى ليتناول منشفة، فأحس بصعقة كهربائية سرت في كامل يده، التي شُلت بعدها لدقائق. وبعد استشارة طبية وإجراء فحص بالأشعة، تَبين أمر إصابته بسرطان الثدي في حال متقدمة جدا، انجر عنه استئصال الثدي". محدثتنا تقول إن زوجها انعزل عن العالم، وانطوى كلية على نفسه. وبعد سنتين لايزال غير متقبل لحالته، وهي نفس الحالة التي تؤكدها السيدة رازي بالقول إن جمعية "الرحمة" تحصي، اليوم، حالتين لرجلين في 68 و60 سنة، تعرضا، مؤخرا، لاستئصال الثدي بسبب الإصابة بسرطان الثدي بدون أن يتم الكشف المبكر، مرجعة سبب التأخير إلى الاعتقاد بأن هذا الداء يصيب النساء فقط؛ "ما يعني أنه مايزال، أمامنا، الكثير لإقناع المجتمع بأهمية التشخيص المبكر ضد كل أنواع السرطان، أو على الأقل سرطان الثدي، والرئة، والقولون والبروستات... وهي أهم أنواع السرطان التي تفتك بحياة الجزائريين". جدير بالإشارة إلى أن برنامج "الرحمة" للتحسيس ضد سرطان الثدي، يتضمن تنظيم حملات تشخيص مبكر في العيادات متعددة الخدمات ببلديتي الناصرية واعفير، وكذا أيام تحسيسية، والتشخيص المبكر بكل من الإقامات الجامعية "قدواري شريفة" ببلدية قورصو في 11 أكتوبر، وبعيادة "المولود ببومرداس في 17 أكتوبر، والإقامة الجامعية "بايو حليمة" ببلدية بومرداس في 24، وبالإقامة الجامعية "عائشة شينوي" ببلدية بودواو في 26 من نفس الشهر، لتكون الخاتمة بتنظيم يوم دراسي حول سرطان الثدي بحضور أطباء وأخصائيى الأنكولوجيا في 29 أكتوبر الجاري، بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية، وسط مدينة بومرداس.