تنتهي مساء اليوم بمنتجع مانهاست بمدينة نيويوركالأمريكية الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو وسط ترقب كبير حول النتائج التي يمكن أن تفضي إليها هذه الجولة في طريق إنهاء النزاع الصحراوي الذي عمر لأكثر من ثلاثة عقود· ويبدو أن اليوم الأول من هذه المفاوضات لم يأت بأي نتيجة ملموسة بعد أن سادت أجواء الخلاف حول مقاربة كل طرف بخصوص الكيفية التي يتعين انتهاجها للدخول في جوهر المسألة والاتفاق على قاعدة مبدئية للانطلاق في مفاوضات جادة· فبينما أعاد مفاوضو الوفد الصحراوي التأكيد على طرح كل الخيارات المتاحة والموضوعية لانهاء النزاع ومنها خيار الاستفتاء وحتى فكرة الحكم الذاتي المغربي بقي المفاوضون المغاربة متمسكين بهذا البديل الأخير والزعم أنه الخيار الموضوعي والذي يجب ان تتمحور حوله كل المفاوضات وماعدا ذلك فهو مرفوض· وإذا كانت الأممالمتحدة حرصت على اجراء هذه الجولة من المفاوضات في سرية وبعيدا عن أعين الصحافة وأعطت توصيات بذلك الى أعضاء الوفدين بهدف عدم التأثير على صيرورة المفاوضات، إلا أن مؤشرات عدة تقاطعت لتؤكد غياب الارادة اللازمة لدى المفاوضين المغربيين الذين انتقلوا إلى مانهاست بنفس الأفكار التي دافعوا عنها في الجولتين السابقتين وتجلى ذلك واضحا من خلال تصريحات وزير الاعلام المغربي خليد الناصري الذي أكد في اليوم الأول من المفاوضات أن الحكم الذاتي يبقى الحل الأوحد لقضية تفاوضية زاعما في ذات الوقت أن المغرب لايخشى اجراء الاستفتاء ولكنه في الواقع يرفضه وقد صبت كل المواقف المغربية في هذا الاتجاه وعرقلت منذ 1991 إجراء هذا الاستفتاء بكل الوسائل وأساليب الهروب إلى الأمام· وتكون هذه الحقيقة هي التي دفعت الأمين العام الأممي بانكي مون إلى مطالبة طرفي النزاع الى اجراء مفاوضات جوهرية قصد التوصل إلى حل توافقي لنزاعهما القائم منذ 32 عاما· ودعا بان كي مون الطرفين الى استغلال هذه المفاوضات للتوصل الى محادثات مكثفة وجوهرية، ولكن الأمين العام الأممي الذي أراد تلطيف الأجواء من خلال تنظيم مأدبة عشاء على شرف اعضاء الوفدين اعترف في المقابل أن المفاوضات ستأخذ وقتا طويلا وتستدعي صبرا كبيرا لبحث آليات التوصل الى حل مقبول من طرفي النزاع· وقال أحمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو في الأممالمتحدة وعضو الوفد الصحراوي المفاوض ان الصحراويين ينتظرون ان تكون هذه الجولة مختلفة عن سابقتيها وأن تكون امتدادا لمطلب الأمين العام للأمم المتحدة الذي دعا الى اعتماد مفاوضات جوهرية جادة· ولكن المسؤول الصحراوي شدد الاشارة على ضرورة ان تتم جولات المفاوضات في إطار البحث عن حل سياسي واعتبار تقرير المصير للشعب الصحراوي الهدف الوحيد لهذه المفاوضات وثالثا اعتماد مقترحين للسلام وهما اعتماد مبدأ تقرير المصير الذي تطالب به جبهة البوليزاريو وكذا بديل الحكم الذاتي المغربي ولكن ضمن الحل الذي أقرته الأممالمتحدة في اطار تقرير المصير· وقال أحمد بوخاري إن الشعب الصحراوي يجب أن يكون له الخيار في تحديد مستقبله من خلال هذا الاستفتاء، وأكد أن ذلك هو الطرح الوحيد الواقعي والمرن الكفيل بإخراجنا من الطريق المسدود·ولكنه أكد من جهة أخرى أن المغرب لايزال ينتهج سياسة الهروب الى الأمام والتعنت والمماطلة·وحذر بخاري في الأخير من سياسة الانسداد التي يتعمدها الطرف المغربي والمخاطر التي يمكن أن تنجم عنها في تلميح إلى دفع الصحراويين إلى رفع السلاح مرة أخرى للخروج من حالة الاحتقان الحالية·وقال أحمد بوخاري إن المغرب اذا أبقى أبواب السلام مغلقة فإننا ستكون مضطرين للعودة الى نقطة البداية وما حصل طيلة 16 سنة من الاقتتال بين المقاتلين الصحراويين والجيش المغربي· وحث المسؤول الصحراوي في الأخير الرباط على عدم تضييع هذه الفرصة التاريخية لإحلال السلام في كل المنطقة المغاربية·