كشف مصدر رسمي صحراوي مطلع أن الجولة الأولى من الاجتماعات غير الرسمية بين جبهة البوليزاريو والمغرب ستنطلق بالعاصمة النمساوية يوم الإثنين القادم وليس الأحد كما سبق لوزير الخارجية الإسباني ميغال انخيل موراتينوس أن أكد على ذلك قبل أيام بمدينة طنجة المغربية. وأضاف المصدر الصحراوي أن هذه الجولة التي ستجري في جلسات مغلقة بإشراف مباشر من المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس ستدوم يومين فقط بهدف استعادة أجواء الثقة المفقودة بين طرفي النزاع في ظل المقاربة الأمميةالجديدة للتعاطي مع مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وهي المهلة التي طالب بها الموفد الأممي إلى الصحراء الغربية شخصيا لجس نبض مواقف طرفي النزاع من خلال هذه الجلسة غير الرسمية على أمل بعث المفاوضات المباشرة مجددا قصد التوصل إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع وبما يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. وأرجع المصدر الصحراوي طريقة التعاطي الجديدة مع مسار المفاوضات كون عديد الجولات التفاوضية التي تمت بين الطرفين تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة خلال سنتي 2007 و2008 في نيويورك لكنها لم تسفر عن أي اتفاق في إشارة جولات مفاوضات مانهاست الأربعة التي انتهت ربيع العام الماضي دون أن تحقق أية نتيجة ملموسة بل أنها عملت على توسيع الشرخ القائم بين موقفي الجانبين وخاصة بعد أن تمسك الطرف المغربي بموقفه الرافض لأي تفاوض خارج إطار فكرة الحكم الذاتي المرفوضة من طرف جبهة البوليزاريو. وكان الأمين العام الأممي بان كي مون رحب بطريقة التفاوض التي اقترحها مبعوثه الخاص بقناعة فعاليتها وهو ما جعله يشيد بها في تقريره الأخير حول الصحراء الغربية إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي وبالتزام الطرفين بمواصلة مفاوضاتهما. يذكر أن الأممالمتحدة تهدف من خلال هذه المفاوضات غير الرسمية إلى التمهيد لعقد جولة مفاوضات مباشرة خامسة سيتم تحديد موعدها لاحقا بهدف التوصل إلى حل سياسي لنزاع الصحراء الغربية يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأعلنت جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي يوم 20 ماي 1973 الكفاح المسلح في الصحراء الغربية التي كانت محتلة آنذاك من طرف إسبانيا وحاربت الجيش المغربي الذي اجتاح هذا الإقليم في شهر أكتوبر 1975 بعد انسحاب إسبانيا. وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا وتعتبر منذ سنة 1966 إقليما غير مستقل من طرف الأممالمتحدة. وخاض المغرب وجبهة البوليزاريو حربا من سنة 1975 الى سنة 1991 وهي السنة التي عرفت إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين تحت إشراف الأممالمتحدة التي كان من المفروض أن تنظم في السنة الموالية استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي لكنه لم ينظم إلى حد الآن بسبب المراوغات المغربية. ووافق المغرب في أواخر الثمانينات على مبدأ استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية لكنه تراجع عن قراره ولم يعد يقبل الحديث منذ سنتين إلا عن مخططه للحكم الذاتي الذي يريد فرضه على الصحراويين بأي ثمن بدعوى أنه آخر ما يمكن أن يقدمه للصحراويين وكأن الصحراء الغربية أرضا تابعة له.