تمكن الرئيس محمود أحمدي نجاد من كسب ثقة الناخبين الإيرانيين بفارق كبير عن أشد منافسيه الإصلاحي مير حسين موسوي والبقاء في سدة الرئاسة للسنوات الأربع القادمة. وأكد وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي أن المترشح محمود أحمدي نجاد حقق انتصارا ساحقا في انتخابات الرئاسة العاشرة التي تعرفها إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية في فيفري سنة 1979. وفي أول رد فعل على هذا الانتصار الساحق وصف المرجع الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامينائي إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد بالحفل الكبير وعملية التصويت بالنجاح الكاسح. وقال أن نسبة المشاركة التي بلغت 80 بالمئة وان 24 مليون صوت الذين صوتوا للرئيس نجاد يعتبر حفلا حقيقيا بإمكانه أن يضمن التقدم للبلاد ويضمن الأمن القومي الإيراني. وهو الموقف الذي لم يشاطره فيه الآلاف من أنصار المترشح مير حسين موسوي الذين شككوا في نزاهة العملية الانتخابية والتلميح إلى تزوير نتائجها ودفع بهم ذلك إلى الخروج إلى شوارع العاصمة طهران احتجاجا على إعلان فوز الرئيس المنتهية عهدته محمود أحمدي نجاد بشعار "موعد انتخابات مسروقة". وسارع مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامينائي إلى التحذير من أي انزلاق شعبي في البلاد وطالب "أنصار مير حسين موسوي إلى التحلي باليقظة وتفادي الدخول في متاهة الشتم والاتهامات". وذهب إلى التأكيد أن الرئيس المنتخب هو رئيس كل الإيرانيين ويتعين على الجميع دعمه ومساعدته. وكان موسوي أعلن عن فوزه بالانتخابات مباشرة بعد انتهاء عملية التصويت مساء الجمعة قبل أن تخرج وزارة الداخلية عن صمتها ونفت زعم مرشح التيار المحافظ المعتدل ولكن ذلك لم يمنعه من التأكيد على حدوث عملية تزوير للانتخابات. وهو نفس الموقف الذي أبداه المرشح مهدي كروبي الذي حل رابعا في النتائج النهائية للانتخابات وقال أن النتائج التي أعلنت عنها وزارة الداخلية غير شرعية وغير مقبولة. وكانت نتيجة الاقتراع كافية لعدم إجراء الدور الثاني من هذه الانتخابات بعد أن تمكن الرئيس نجاد من سحق منافسه بنتيجة عريضة وكاسحةعلى خلاف بعض التوقعات التي ابدتها عدة دوائر ورشحته للفوز أو على الأقل إرغام الرئيس الحالي على الدخول في دور ثاني حاسم. وحسب النتائج التي أعلن عنها وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي فإن الرئيس نجاد حصل على 24,527 مليون صوت بما يعادل 62,63 بالمئة من إجمالي عدد المصوتين الذي قدر عددهم بأكثر من 39 مليون مصوت. وحسب نفس النتائج فإن الوزير الأول العائد بعد غياب دام لأكثر من عشرين عاما لم يحصل سوى على 33,75 بالمئة من إجمال عدد الأصوات بحصوله على 13,2 مليون صوت. أما المرشح المحافظ محسن رضائي فلم يحصل سوى على 1,73 بالمئة من إجمالي عدد الأصوات متقدما على المرشح الإصلاحي مهدي كروبي الذي حل رابعا وبنتيجة هزيلة لم تتعد 0,85 بالمئة من الأصوات. ووصف وزير الداخلية الإيراني نسبة المشاركة بالقياسية بعد أن و صلت إلى 85 بالمئة من إجمالي عدد الناخبين الإيرانيين الذي فاق 41 مليون ناخب. وكان الرئيس السوري بشار الأسد أول من هنأ الرئيس نجاد على إعادة انتخابه وعبر عن أمله في أن يكون هذا الانتخابات مناسبة لإيران وللشعب الإيراني من مواصلة ازدهاره ورقيه. وبما يعمل على ترقية العلاقات الثنائية وتعزيزها.