❊ تبادل سياحي ما بين بومرداس و7 ولايات لفائدة 250 شاب وشابة عادت قافلة التبادل السياحي "حوس بلادك"، بعد قضاء قرابة أسبوع في استكشاف أهم المعالم السياحية والدينية عبر 7 ولايات من الوطن، ضمت قرابة 250 شاب وشابة من ولاية بومرداس، خلال الفترة ما بين 25 و29 ديسمبر 2022، وتدخل ضمن البرنامج السنوي لقطاع الشباب والرياضة، بهدف تنشيط الحياة الشبانية خلال العطلة الشتوية، حيث كانت فرصة حقيقية لاستكشاف مختلف ربوع الوطن، على أمل تنظيم رحلات مماثلة لفائدة أفواج شبانية أخرى خلال العطلة الربيعية، في انتظار استقبال مدينة "الصخرة السوداء" شباب مختلف الولايات خلال صيف 2023. ضمت قافلة التبادل السياحي، التي جمعت ممثلين عن ولايات بومرداس، سطيف، قالمة، باتنة، ميلة، الأغواط وتلمسان، قرابة 250 شاب وشابة من بلديات ولاية بومرداس، حيث كانت الانطلاقة صبيحة 25 ديسمبر المنصرم من مقر ولاية بومرداس. "حوس بلادك".. لاستكشاف المعالم السياحية للوطن اختير للقافلة شعار "حوس بلادك"، بمعنى زر مناطق وطنك واكتشف مختلف المعالم السياحية التي تزخر بها كل منطقة. وحسب رئيس الجمعية الولائية للسياحة والترفيه نبيل حلوان، فإن تنظيم مثل هذه القافلة السياحية جاء ضمن اتفاقيات مسبقة مبرمة ما بين بيوت الشباب لولاية بومرداس، ونظيراتها في الولايات المستقبلة، ومنه بيت الشباب "الشمرة" بباتنة، رابطة الإعلام والاتصال للشباب، وعقدت توأمة مع بيت الشباب "حمام السخنة" بسطيف، إلى جانب أخرى بين جمعية بيت الشباب بقورصو وتوأمة مع بيت الشباب بقالمة، وتوأمة ما بين رابطة النشاطات الثقافية والعلمية للشباب مع بيت الشباب "تلاغمة" بميلة، إضافة إلى توأمة ما بين كل من رابطة الهواء الطلق والترفيه وبيوت الشباب لكل من "الرمشي" بتلمسان، وسيدي عقبة ببسكرة وبيت الشباب بالأغواط. تأتي كل هذه الحركية، لتجسيد أحد أهم أهداف بيوت الشباب عبر الوطن، من خلال استقبال الوفود الشبانية، في إطار حركية منظمة لاستكشاف ولايات الوطن"، فيما تتبوأ الجزائر المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد بيوت الشباب، وهو ما يضفي سلاسة كبيرة في تحرك الوفود الشبانية ما بين ولايات الوطن، حسب رئيس الجمعية الولائية للسياحة والترفيه نبيل حلوان. وأوضح المتحدث، وهو إطار في قطاع الشباب والرياضة، له خبرة في ترقية الحياة الشبانية، أن مثل هذه الخرجات تتضمن برنامجا ثريا لزيارة مختلف المعالم السياحية والدينية عبر كل ولاية مستقبلة، بأطير من مرشدين سياحيين، لمرافقة الوفود الشبانية، بهدف التعرف على المقومات السياحية لمختلف مناطق الوطن، ناهيك عن تنظيم نشاطات ترفيهية تنشيطا للعطلة الشتوية، على أمل أن تشحذ همم الشباب لاستقبال فصل دراسي جديد بنفس جديد. رافقت "المساء" الوفد الشباني، في زيارته لعاصمة الهضاب العليا ولاية سطيف، المتكون من قرابة 25 شابا وشابة من مختلف بلديات ولاية بومرداس، ومن مختلف الأعمار، في إطار توأمة ما بين رابطة الإعلام والاتصال لولاية بومرداس، وبيت الشباب "حمام السخنة" في الولاية المستضيفة. ودامت الرحلة قرابة 5 ساعات سجلت أجواء شبابية رائعة، وسط ترديد مختلف الطبوع الغنائية، وما زاد الأجواء بهاء؛ الجو المعتدل الذي طبع كامل الرحلة، مما سمح للشباب بزيارة بعض المعالم السياحية للولاية في أريحية تامة. سطيف العالي.. "عين الفوارة" و"البارك مول" من أهم المعالم السياحية بولاية سطيف؛ "عين الفوارة"، فرغم أن الأيادي عبثت فيها مؤخرا، بتكسير أجزاء منها، إلا أنها تبقى تطبع الذاكرة الجماعية بكونها تقع وسط مدينة سطيف، فحتى وإن تم تطويق العين بحواجز أمنية وتغطية المعلم الحضاري إلى أن يتم ترميمه من قبل الجهات المختصة، إلا أن المكان يبقى محطة أساسية للزيارة لكل سائح قد يحط الرحال هناك، بفضل ما اكتسبته "العين" أو المنبع المائي الطبيعي من مكانة في الذاكرة الجماعية، سواء "للسطايفيين" أو لكل الجزائريين. يعد "البارك" و"البارك مول"، من الأماكن الأساسية التي اتخذت لنفسها أيضا مكانة رئيسية في الزيارات السياحية لعاصمة الهضاب العليا، ولا يفصل المكانين عن "عين الفوارة" سوى شارعا واحدا وبضع سلالم، لتجد نفسك في حديقة التسلية "ستيفيس بارك" المتربعة على مساحة هامة تصل إلى 45 هكتارا، منها أزيد من 8 ألاف متر مربع مخصصة الألعاب التسلية وعدة محلات وأكشاك تجارية. كانت الحديقة المحطة الثانية لوفد بومرداس، وهنا لا يمكنك الإحساس بالوقت وسط الألعاب الكثيرة المنصبة هنا وهناك، وصرخات الأطفال المتعالية التي تأتي من كل مكان، وهو ما زاد الجو المشمس السائد يومها متعة أخرى. كما يقع بمحاذاة "البارك"، "البارك مول" وهو فضاء تجاري كبير ومتنوع يضم مطاعم وصالونات والعديد من المحلات التجارية على عدة طوابق، ويسمح للزائر بالتبضع في مكان واحد، حيث سمحت لنا زيارة "المول" بملاحظة أعداد غفيرة من الزوار جماعات وفرادى يطوفون بالمحلات عبر مختلف الطوابق فقط من أجل الاستكشاف لا غير. كما تسمح المحلات الكثيرة بإرضاء جميع الأذواق على اختلافها.. وبالمكان أيضا فضاءات للعب الأطفال ومساحة للتزلج.. تزيد من جاذبية المكان وتجعل "البارك مول" مقصدا رئيسيا لزوار سطيف العالي.. "جميلة".. مدينة أثرية جميلة تخطف الأنظار سمح اليوم الثاني من التبادل السياحي للوفد الشباني، بزيارة الموقع الأثري "كويكول" أو "جميلة" الذي لا يمكن أن نختصر جماليته في بضع كلمات.. وهو بباسطة موقع يعكس عمق جذور الحضارات المتعاقبة على الجزائر، ويضم مدينة رومانية بأكملها بقصورها ومعابدها وحماماتها الفردية والجماعية، إضافة لأسواقها ومسارحها وكنائسها كذلك. أكد الأستاذ سعد الله موسى، وهو أثري بموقع "جميلة" في تصريح خص به "المساء"، إثر زيارتها للمدينة الأثرية. أن موقع "كويكول"، يقع بمدخل المدينة "متحف جميلة" الذي يعتبر الأول وطنيا والثاني في شمال إفريقيا بعد متحف "الباردو" بتونس، من حيث اللوحات الفسيفسائية المحفوظة فيه. وهو متحف يقول المتحدث- يضم كنوز المدينة الرومانية من القطع الأثرية التي وجدت بالموقع، بعد الحفريات التي كانت ما بين 1909 و1957 فيه. وبه العديد من القطع الأثرية وهو يتكون من حديقة، وفناء و3 قاعات عرض تضم الكثير من القطع الأثرية، التي تعود إلى حقب مختلفة للحضارة الرومانية التي دامت 5 قرون. أما عن "جميلة"، فيقول المتحدث، إنها مدينة أثرية رومانية يطلق عليها تسمية "كويكول"، دون أن يؤكد قطعا جذور هذه التسمية، مشيرا إلى احتمالية أن تكون التسمية قد أطلقت، كون المدينة بنيت عند سفح الجبل، حيث يضيف أن الجهة الجنوبية للموقع بنيت عند قدم جبل على شكل مثلث. كما انتشرت بالمدينة ديانة وثنية بنسبة 75 بالمائة في الموقع، ويظهر ذلك من خلال المعابد المنتشرة، بينما النسبة المتبقية كانت للديانة المسيحية، من خلال وجود كنسيتين فقط، تعودان لنهاية القرن 4 الميلادي. تبادل سياحي لتجديد النشاط .. واكتساب طاقة إيجابية سمح التبادل الشباني ما بين ولايتي بومرداسوسطيف، لمجموعة من الشباب، باستكشاف المعالم السياحية لعاصمة الهضاب العليا، من جهة، وولاية قسنطينة في زيارة خاطفة، من جهة ثانية، حيث اتفق الشباب من محدثي "المساء" بالقول، إن مثل هذه الخرجات تسمح بنسج علاقات تعارف جديدة، من شأنها أن يدوم مع الزمن. ذكر الشاب ريان (26 سنة)، أنه زار في إطار منظم، 6 ولايات من الوطن، مما سمح له بالتعرف على عادات كل منطقة، معلقا بقوله، إن الكرم والجود أهم السمات التي يتقاسمها الجزائريون أينما وجدوا، بينما قال سيراج الدين، وهو طالب بالمعهد الوطني للفندقة والسياحة بالكرمة، إن مثل هذه الخرجات تسمح له باستكشاف المعالم السياحية لولايات الجمهورية، وذلك يدخل يقول- في صميم تكوينه، مما سيسمح له مستقبلا بتنظيم مسارات سياحية، بعد أن يتمكن من فتح وكالة خاصة للسياحة والأسفار. كما أكد المتحدثان، أن أهم ميزة في مثل هذه الخرجات، أنها تسمح بتجديد النشاط، وهو بالضبط ما أكدته الشابة دنيا، وهي طالبة جامعية في تخصص الإعلام الآلي، حينما قالت إن العودة للجامعة ستكون بنفس جديد لتحقيق النجاح، واعتبرت كذلك أن الخرجات المنظمة تسمح أيضا للطالب بزيارة ولايات لم يكن باستطاعته المادية زيارتها. ولئن عرفت نفسها بكونها اجتماعية بامتياز، إلا أنها انبهرت بكرم ناس سطيف العالي وبالأمان وسطهم، حيث تمكنت من زيارة المدينة ليلا رفقة زميلاتها، وسط إحساس تام بالأمن والأمان. وأكد محمد علي (23 سنة)، عضو جمعية "أريج" لنشاطات وترفيه الشباب، أن التبادل السياحي ما بين بومرداس وعدة ولايات، سمح له باستكشاف 6 ولايات من الوطن، موضحا أنه كشاب بطال، لا تسمح له ظروفه المادية بالسفر والاستكشاف، غير أن الرحلات المنظمة في إطار الحركة الجمعوية، تساهم بالنسبة له في تجديد النشاط واكتساب خبرات جديدة، والتعرف على الآخرين، مؤكدا في نفس السياق، أن مثل هذه الخرجات تساهم في كسر الروتين واكتساب طاقة إيجابية. ومن جهتها، أوضحت الطالبة مريم، أن زيارة مدينة سطيف تعتبر أول خرجة سياحية لها على الإطلاق، موضحة أن الرحلة المنظمة كانت بمثابة درع الأمان لها، كونها لا تستطيع السفر لوحدها. كما سمحت لها تضيف- بالتعرف على أناس جدد سمحوا لها بالاطلاع على تجاربهم الشخصية، داعية الشباب إلى التفكير جديا في أن "يحوس بلادو.. قبل أن يحوس بلاد الناس". التبادلات السياحية فرصة الشباب لاستكشاف الوطن أكد نبيل بومرزاق، مدير بيت الشباب لقورصو، رئيس الوفد الشباني في التبادل السياحي مع ولاية سطيف، المكلف بالإعلام في رابطة "أنفوكوم"، أن زيارة ولاية سطيف تعد ضمن قافلة التبادل السياحي من ولاية بومرداس، وتعتبر الأولى من نوعها لعاصمة الهضاب العليا، حيث لم تتم زيارتها من قبل في إطار منظم، موضحا أن الاختيار وقع في البداية على ولايتي تيميمون وغرداية، باعتبار أن هذه الفترة السنوية تعتبر أوج السياحة الصحراوية، غير أن احتضان الولايتين لمهرجانات وطنية ودولية، بمناسبة نهاية العام، حتم على "أنفوكوم" يقول محدثنا- اختيار ولاية أخرى، فكانت سطيف وجهة القافلة المكونة من 25 شابا وشابة من مختلف بلديات ولاية بومرداس. أضاف محدثنا، أن الرحلة كانت رائعة، وتم خلالها زيارة مختلف المعالم الأثرية لولاية سطيف، والمدينة التجارية بامتياز "العلمة"، مع زيارة خاصة لمدينة قسنطينة وجسورها المعلقة التي خطفت الألباب، وكذا زيارة مسجد "الأمير عبد القادر" في إطار السياحة الدينية. أضاف بومزراق، أن الإشراف على وفد شباني يعتبر مسؤولية بالغة، إذ ليس من السهل يقول- التعامل مع 25 شابا وشابة كل له تفكيره الخاص، ولكن التجربة يضيف- علمته كيفية السيطرة على الوفد، خاصة من حيث ضبط الوقت وبرنامج الزيارة الذي أكد أنه كثيرا ما يتم استشارة الشباب فيه، حيث تبقى هذه الخرجة كلها لفائدتهم، لذلك فإنه من الطبيعي أن يساهموا في ضبط المسار أحيانا، مشيرا من جهة أخرى، إلى أن الاستقبال على مستوى بيوت الشباب كان في المستوى، مؤكدا عدم تسجيل أي حادث يمكن ذكره في إطار 8 سنوات قضاها نبيل في عمليات تبادل سياحي مع بيوت الشباب بكل ربوع الوطن، داعيا جموع الشباب إلى الانخراط في الجمعيات الشبانية التي تسمح لهم بتفجير طاقاتهم الإبداعية في مختلف المجالات. كما تسمح لهم هذه الخطوة، بالتنقل في ولايات الوطن عبر التبادلات السياحية بصفة مجانية ومطلقة..