صوفيا جاما مخرجة جزائرية، شاركت في العديد من المهرجانات الدولية، وحازت على جوائز. كما تم اختيارها ضمن أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان البندقية بإيطاليا في دورته 79. "المساء" التقت بالمخرجة صوفيا جاما على هامش مشاركتها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي احتضنت طبعته الثانية مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الشهر الماضي، فكان هذا الحوار. ❊ حدّثينا عن مسيرتك الفنية. ❊❊ أنا مخرجة جزائرية. وُلدت في بجاية، ونشأت في وهران. وحاليا أعيش بين الجزائر وباريس. بدأت مسيرتي الفنية بشريط قصير، شاركت به في مهرجان كلارمون فيرون بفرنسا؛ حيث تحصلت على عدة جوائز. كما قمت بإخراج فيلم "السعداء" الذي تم توزيعه في الجزائر، وتونس، وفرنسا. وشاركت به في مهرجان البندقية. ونلت ثلاث جوائز. كما شارك في هذا الفيلم لأول مرة، ممثلون من الجزائر وتونس والمغرب، وهو من تمويل جزائري فرنسي قطري. ومن هنا انطلقت تجربتي في عالم السينما، لتتوالى، بذلك، مشاركاتي في مهرجانات دولية. ❊ يعني أن فيلمك تحصّل على دعم جزائري؟ ❊❊ نعم، ولكن كان دعما لوجيستيكيا. وقد ساعدني ذلك في إنتاج أفلام شاركت بها في مهرجانات عالمية. هناك جيل جزائري جديد يتحصل على دعم جزائري، وتشارك أفلامه في مهرجانات عالمية؛ على غرار مهرجان "البندقية"، و"لوكارنو"، و"كان". ❊ هل هذه إشادة بالدعم الجزائري للأفلام؟ ❊❊ أعتقد أن الجزائر تهتم بالجيل الجديد. وفي حال عدم مساندتها للسينما الجزائرية، ستكون أفلامنا سعودية قطرية فرنسية بلجيكية. وهنا أتوقف لأوضح أمرا مهمّا، وهو حينما لا يكون هناك دعم جزائري لأفلامنا، فإن جنسية البلد التي تدعم الإنتاج، هي ما يسيطر على نظرة الفيلم، وهكذا يضيع تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا. والجمهور مستعد لمشاهدة كل الأفلام حتى التي تتعرض للنقد. أنا ذهبت إلى سعيدة ووهران، وتلقيت ترحابا كبيرا من طرف الجمهور رغم أن الفيلم كان يتحدث عن أمور حساسة. ❊ أين يكمن المشكل في رأيك؟ ❊❊ المشكل تجاري. من الضروري وجود تصور واضح للسينما الجزائرية؛ لأن السينمائي بصفة عامة أو الممثل أو المخرج أو حتى السيناريست، جميعهم يمثلون الجزائر في المهرجانات العالمية. ❊ ماذا تمثل لك السينما؟ ❊❊ السينما هي ثقافة وانفتاح على العالم. والجمهور، اليوم، مستعد للانفتاح على العالم الخارجي؛ لأنه متعطش لمشاهدة الأفلام. ❊ حدثينا عن مشاركتك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. ❊❊ مشاركتي في هذا المهرجان كانت بمشروع جديد. وقد تم اختيار فيلمي من طرف لجنة التحكيم، وتحصلت على الدعم الفرنسي، وربّما الإيطالي، أو البلجيكي، أو الألماني. وأنا مستعدة لإخراج الفيلم، وسيكون الإنتاج ما بين سنتي 2023 و2024. ❊ ما تقييمك للطبعة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؟ ❊❊ أعتقد أن منظمي هذا المهرجان أدركوا أهمية إنتاج أفلام ذات نوعية؛ لهذا حان الوقت لتدعيم المخرجين والمخرجات العرب، خاصة الذين تحصّلوا على جوائز مميزة في مهرجانات عالمية. وبالمقابل، نشهد في السعودية، حدوث ثورة ثقافية، وبالتالي يجب على بلدان المغرب العربي أن تخوض ثورة ثقافية، ومن خلالها يمكن المجتمع الانفتاح على العالم، والتصالح مع بعضهم البعض.