يرى محفوظ بوقادوم، أحد اللاعبين الدوليين السابقين، أنه لا خوف على الجزائر من تنظيم كأس أمم إفريقيا للمحليين، مؤكدا أن هذا الحدث سيكون بارزا، وناجحا نظرا لما وفرته الجزائر من إمكانيات كبيرة لاحتضان هذا الموعد القاري. وقد كان ل "المساء" لقاء ببوقادوم، جاء فيه ما يلي. ❊ ما هو انطباعك بخصوص استقبال الجزائر دورة البطولة الإفريقية للاعبين المحليين؟ ❊❊ من الطبيعي أن تستقبل الجزائر منافسة رياضية تخص الأفارقة؛ فلا خوف على بلدنا عندما يتعلق الأمر بتنظيم منافسات رياضية من هذا الحجم. الجزائر لها تجربة طويلة في احتضان الدورات الدولية في شتى الاختصاصات، والتي تعود إلى سنوات السبعينات، من بينها ألعاب البحر الأبيض المتوسط 75، والألعاب الإفريقية 78، وبطولات عالمية في شتى الاختصاصات. وكانت ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021، آخر دورة احتضنها بلدنا. ونوّهت بسيرها الحسن كل الدول التي شاركت في أطوارها. ❊ ماذا تتوقع بخصوص تنظيم دورة "الشان" في الجزائر؟ ❊❊ أظن أن كل شيء على ما يرام بخصوص تنظيم هذه المنافسة الإفريقية؛ الجزائر خصصت لها ملاعب حديثة، لها مواصفات عالمية، نجدها في كل من ملاعب " نيلسون مانديلا " ببراقي، وميلود هدفي بوهران، وملعب 19 ماي بعنابة. التجربة الأولى في تخصيص هذه الملاعب للمنافسة الدولية، كانت بملعب "نيلسون مانديلا" ببراقي؛ حيث جرت المباراة الودية بين غاناوالجزائر في ظروف ممتازة. وانبهر كل الذين حضروا ذلك الموعد الكروي؛ لكون الملعب يتوفر على كل ظروف الاستقبال والمنافسة؛ سواء تجهيزاته الإدارية، أو الرياضية، أو أرضية الميدان. ❊ لكن مجال النجاح في تنظيم مثل هذه المنافسة، لا يتوقف، فقط، على توفير أحدث المنشآت الرياضية. ❊❊ أعرف ذلك؛ لذا يجب توفير تكامل كبير في التنظيم؛ يتعين على مسؤولي الملاعب تجسيد التنظيم الفعلي في الميدان، بتسهيل دخول المناصرين إلى المدرجات؛ سواء الجزائريين، أو الأفارقة الذين جاءوا لمؤازرة منتخبات بلدانهم، ووضعهم في أماكن مريحة، من أجل تفادي الشحنات مع الأنصار الجزائريين. أطالب أنصارنا بالتحلي بالروج الرياضية، وإعطاء صورة مثالية عن الجزائر، لا سيما احترام الأنصار الأفارقة، وأناشيدهم الوطنية. كل المباريات ستكون متلفزة عبر العالم. ولا بد أن نحسّن من صورة الجزائر؛ من خلال التحلي بتصرفات فيها الكثير من الروح الرياضية، والتسامح. ❊ حسن تنظيم دورة "الشان" يُعد، أيضا، فرصة حاسمة للجزائر لانتزاع الفوز، لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025 ... ❊❊ طبعا؛ يجب أخذ هذا الجانب بعين الاعتبار. هناك ضرورة ملحّة لتحقيق نجاح باهر من حيث التنظيم في دورة "الشان" 2023. حظوظ نجاحنا في عملية اختيار البلد المنظم لكأس أمم إفريقيا 2025، مرتبطة، أساسا، بضرورة النجاح في تنظيم دورة "الشان". ليس هناك مجال للتعثر في إنجاح هذه الأخيرة. كما إن للصحافة الرياضية دورا كبيرا؛ عبر إطلاق حملات إعلامية ذات توعية كبيرة تجاه الأنصار، والجمهور بصفة عامة؛ لكي يتوجه إلى الملاعب بأعداد كبيرة، ويساهم في الترويج الحسن لهذه البطولة الإفريقية. ❊ هل حظوظ الجزائر وفيرة لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025؟ ❊❊ عملية الاختيار ستجري يوم 10 فيفري بالقاهرة. وأظن أن عامل الكواليس سيكون له دور كبير في اختيار الفائز بتنظيم هذه الدورة؛ فلا تنسوا المغرب، الذي سيعمل المستحيل للوقوف ضد بلدنا في هذا الخيار؛ بصفته مرشحا لاحتضان هذه البطولة الإفريقية. لدينا، أيضا، فرصة لتدعيم حظوظنا بما أن المكتب التنفيذي للكنفدرالية الإفريقية ورؤساء الاتحادات الإفريقية لكرة القدم، سيعقدون اجتماعهم القادم هنا في الجزائر، يوم 12 جانفي الجاري؛ لذلك أقول إن اختيار البلد المنظم لدورة "كان 2025"، يتوقف، دائما، على عمل الكواليس. ❊ ما تعليقكم على المنتخب الوطني المحلي وحظوظ بروزه في دورة "الشان" 2023؟ ❊❊ أريد أن أنوّه قبل كل شيء، بمدربه مجيد بوقرة، الذي أعرفه شخصيا؛ فهو من بين الزملاء المقربين إليّ. بوقرة له طريقة ممتازة في مجال التدريب، ويجيد التقارب مع اللاعبين، مما يفسر بشكل واضح، نجاحه الباهر في الكأس العربية التي نالتها الجزائر في طبعتها الأخيرة بقطر. منتخب المحليين لم يخسر في مبارياته الودية الأخيرة التي لعبها تحت قيادة مجيد بوقرة، وهذا أمر إيجابي، سيدعم لاعبيه من الناحية المعنوية. بوقرة أحسنَ الاختيار في انتقاء اللاعبين الذين يشكلون هذا المنتخب، الذي يملك حظوظا كبيرة لنيل كأس هذه البطولة؛ حيث سيكون مدعوما بجمهورنا، المطالَب بالوقوف إلى جانبه في كل المباريات؛ فحظ سعيد لأشبال مجيد بوقرة. ❊ أنت تبادر، وتنظم الكثير من الدورات الدولية الخاصة باللاعبين القدامى؛ ما سر هذا النشاط الحيوي؟ ❊❊ لم أنقطع عن الوسط الرياضي منذ توقفي عن المنافسة الرياضية الرسمية. علاقتي مع اللاعبين القدامى لم تتوقف، سواء مع الذين نشطوا معي في المنتخب الوطني، أو الذين لعبت معهم ضمن الأندية التي حملت ألوانها. صراحة، الرياضي يجب أن يبقى رياضيا إلى آخر أيامه. شاركت، مؤخرا فقط، في دورة ذكرى المرحوم واللاعب السابق في شباب بلوزداد، بن ميلودي، فكانت لي فرصة التواجود، من جديد، فوق أرضية الميدان، مع لاعبين أعرفهم منذ زمن طويل؛ أنا مع تواصل الأجيال في الميدان الرياضي.