حرصت إدارة مجلس الأمة وهي تحتفي بالذكرى 25 لتأسيس الغرفة العليا للبرلمان، على توشيح الذكرى بالعديد من الرمزية، فجمعت بين الحرص على إعطاء هوية تاريخية لمبنى مجلس الأمة وبين تسجيل الموعد عبر التأريخ له من خلال إصدار كتاب خاص، حمل عنوان "نوفمبر يعود... " وتفرع عنه عنوان صغير "في جزائر جديدة يعلو فيها الحق ولا يعلى عليه.."، عنوان اختصر مضمون الكتاب برمزية وعمق بين عهدين وجيلين، يبقى دائما شهر نوفمبر قاسما مشتركا بينهما ومرجعية ثابتة لا تتغير بتغير الأزمنة. كتاب "نوفمبر يعود.." الذي جاء في 300 صفحة، تضمن بين طياته خطبا وشهادات ثمينة وحوارات للمجاهد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة. وعبر عدد من الأبواب، أبان الكتاب الأدوار الوطنية الهامة التي أداها مجلس الأمة وكيف حافظ على مؤسسات الدولة وحال دون تسجيل فراغ مؤسساتي. هذا الكتاب يعتبر شهادة حقيقية عن واحدة من المراحل الصعبة والدقيقة في التاريخ المعاصر، بداية من إيقاف مشروعي تمديد العهدة الرابعة والعهدة الرئاسية الخامسة وأخيرا استقالة الرئيس السابق، ليتزامن كل ذلك مع ظهور حراك شعبي مبارك ساهم بقدر كبير في بعث رياح التغيير الديمقراطي. الكتاب يقدّم ملخصا لمرحلة صعبة من تاريخ الجزائر، حيث تولى فيها مسؤولية الرئاسة المؤقتة لمجلس الأمة ابتداء من 9 أفريل، هذا التاريخ الذي مكن خلاله رئيس الجمهورية المجاهد صالح قوجيل وأعضاء الغرفة العليا مهمة قيادة شؤون مجلس الأمة بدعم من قبل كل العائلات السياسية التي تشكل المجلس. الكتاب يؤرّخ لتحضير الانتخابات الرئاسية، كما يؤرّخ للاستحقاق الانتخابي الذي قال فيه كلمته الشعب عاليا وفصل الصندوق بكل شفافية للرئيس عبد المجيد تبون، وهو الموعد الذي يعتبره قوجيل وقفة وطنية قوية ونقلة نوعية لصالح تجذر الممارسة الديمقراطية في البلاد. المؤلّف يترجم بحق وجود إرادة سياسية فعلية في تكريس التغيير لمختلف أنماط الحوكمة بالبلاد، ويتوقف الكتاب عند المسار الذي تسير فيه البلاد، إذ يعتبر صالح قوجيل أن البلاد تسير بخطى ثابتة من أجل تكريس المزيد من الديمقراطية وإرساء دعائم دولة القانون والعدالة الاجتماعية، مع الأخذ في الاعتبار تطلعات الشعب. كما يتناول الكتاب ما تخطته الجزائر بعد تعديل الدستور من مواعيد انتخابية هامة في عملية بناء الجزائر الجديدة، والتي شهدت تنظيم انتخابات تشريعية وبعدها انتخابات محلية وكذا تنصيب جل الهيئات الدستورية المستحدثة بموجب دستور 2020، كما يتوقف المؤلف عند ثقافة العرفان والتخليد التي أقرها رئيس الجمهورية تقليدا جديدا وإلى ترسيم الرابع من أوت يوما وطنيا للجيش الوطني الشعبي، كما أقر اليوم الوطني للذاكرة. المؤلف يتوقف ويؤرّخ لمحطات حاسمة ومهمة، كما يكرّس ثقافة العرفان وتخليد تضحيات ومواقف الرجال.