التقى وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس بالعاصمة المصرية الرئيس حسني مبارك في لقاء خاطف استغرق ساعات تناول الأوضاع في المنطقة ومسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة. ولم يتوان الوزير الإسرائيلي ومهندس المجزرة الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة بداية العام الجاري في طرح شروط حكومته لإقامة هذا السلام وقال أن العرب جميعهم مطالبون بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية إن كانوا يريدون قيام دولة فلسطينية. ويتمسك المسؤولون الإسرائيليون بهذه النظرة العنصرية حتى يتمكنوا من تنفيذ خطتهم اللاحقة في التعامل مع فلسطيني 48 وحتى يجدوا الغطاء لإرغام الفلسطينيين على الهجرة القسرية من ديارهم. وربما اتخاذ هذا الغطاء الديني العنصري للتعامل مع الفلسطينيين بالمثل في حال تم طرد اليهود الذين استوطنوا بقوة الحديد والنار في قلب الضفة الغربية ومدينة القدس الشريف. وجاء الوزير الإسرائيلي المعروف عنه مواقفه العنصرية التي تمقت كل ما هو عربي إلى العاصمة المصرية من أجل بحث التطورات التي عرفتها المنطقة على خلفية الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك اوباما والوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول تصورهما لمستقبل خارطة منطقة الشرق الأوسط وخاصة منذ بدء الترويج لفكرة حل الدولتين. والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي أيضا بمدير المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان وزير الدفاع حسين طنطاوي تناولت مسألة أنفاق تهريب الأسلحة من الأراضي المصرية باتجاه قطاع غزة وكذا المفاوضات الإسرائيلية مع حركة حماس عبر الوسيط المصري لإنهاء وضع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وقضية آلاف الأسرى الفلسطينيين القابعين منذ سنوات في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي. وقال باراك أن جهودا كبيرة ينتظر أن تبذلها كل الأطراف المعنية بمسار السلام من أجل التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية. ولكن ايهود باراك جاء إلى القاهرة من أجل الدفاع على "اللاءات" الخمسة التي وضعها وزيره الأول الليكودي المتطرف بنيامين نتانياهو الأسبوع الماضي عندما رفض إقامة دولة فلسطينية تتمتع بمقومات الدولة المستقلة وقال فقط بإنشاء كيان خاضع لقوة وإرادة حكومة الاحتلال وفاقد لجيش أو حدود ثابتة في نفس الوقت الذي أنكر فيه على الفلسطينيين استعادة مدينة القدس الشريف وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم.