كشف الرئيس المدير العام لشركة نفطال السيد السعيد عكريتش عن برنامج مستقبلي لتوسيع شبكة محطات التزود بالغاز المميع الجاهز (سيرغاز) وبرناج وطني آخر لتشجيع أصحاب الشاحنات والحافلات على استعمال هذا الوقود النظيف (الغاز الطبيعي للسيارات)، وذلك من أجل توسيع استهلاك هذه المادة الطاقوية غير الملوثة والاقتصادية. أوضح السيد عكريتش أمس في ندوة صحفية على هاش انطلاق أشغال الملتقى الدولي، الغاز الطبيعي المميع الجاهز أن توسيع استهلاك هذه المادة مسجلة في مخطط عمل مجمع سوناطراك وتأتي تطبيقا لتوجيهات الوزارة الوصية وتندرج ضمن السياسة الطاقوية للبلاد التي تستجيب لانشغالات البيئة الصحية وكذا عصرنة نماذج الاستهلاك الطاقوية. وردا على أسباب النسبة المتواضعة لمستعملي سيرغاز (14.3 بالمائة سنة 2008، حوالي 200 ألف سيارة) أجاب المسؤول الأول في نفطال، أن ذلك يعود في بداية الأمر إلى الصورة التي تكونت لدى أصحاب السيارات عن هذا النوع من الوقود، حيث أشيع أنه مضر بالمحروقات مؤكدا أن ذلك غير صحيح بشهادة المختصين والخبراء. وأضاف في السياق، أن التحسيس والتوعية يبقيان أساسيان في توسيع استهلاك هذا الوقود وتعميمه إلى مختلف المركبات. وعن التحفيزات التي وضعتها نفطال من أجل نشر استعمال هذا الوقود النظيف، كشف المسؤول، عن عقود أبرمت مع أربعة وكلاء للسيارات بالجزائر من أجل قيام نفطال بتوفير وتركيب التجهيزات الضرورية التي تسمح باستعمال سيرغاز (الخزان...) مع التزام هؤلاء الوكلاء بالابقاء على الضمان صالحا بعد تغيير صاحب السيارة لنوعية الوقود المستعمل من البنزين أو المازوت إلى سيرغاز، مؤكدا أن نفطال في اتصال دائم مع التزام هؤلاء الوكلاء من أجل تثمين أي إجراء يؤدي إلى توسيع استهلاك هذا الوقود الأكثر انتشارا الآن في العالم. إلى جانب ذلك أشار السيد عكريتش الى الاستمرار في توسيع شبكة التزود بهذا النوع من الوقود حيث تتوفر نفطال حاليا على 432 محطة بها خزانات للتزود بالسيرغاز ويتم كل أسبوعين تقريبا تجهيز المحطات الأخرى سواء لدى القطاع الخاص أو العام بمثل هذه الخزانات (محطات التزود بالغاز المميع الجاهز). وعن خفض سعر سيرغاز لتشجيع المواطنين على استعماله، أوضح مسؤول نفطال، أن السعر الحالي يعتبر منخفضا. ويساوي نظيره في الدول التي تحتل المراتب الأولى في استهلاك هذا الوقود مثل كوريا، تركيا، نيوزيلندا، وانجلترا، ولذلك كما قال السعر وحده لا يكفي، والفارق المقدر ب5 دج بين سيرغاز والمازوت هو فارق هام وأساسي مقارنة مع البنزين، ولذلك فإن رهان التحسيس والتوعية من خلال الملتقيات واللقاءات والأيام الإعلامية وتعزيز الاتصال هو رهان محوري في نشر استعمال هذا الوقود النظيف على نطاق واسع. وعن سؤال ل"المساء" حول توسيع استعمال سيرغاز من طرف الشاحنات والحافلات باعتبارها الأكثر استهلاكا وتلويثا في الوقت نفسه، كشف السيد عكريتش عن وجود برنامج وطني في هذا الاتجاه، من خلال الغاز الطبيعي للسيارات من جهة أخرى، أكد مسؤول نفطال، أن بطاقة الدفع معمول بها في 890 محطة من مجموع 1956 عبر الوطن ومحطات العاصمة تعمل بها 100 بالمائة. وبخصوص تزويد الطريق السيار شرق- غربا بمحطات سيرغاز من أجل توسيع وتعميم استهلاك هذا النوع من الوقود، أشار المسؤول إلى أنه تم عقد اجتماعات تقنية في هذا المجال مع قطاع الأشغال العمومية إضافة إلى ما هو موجود بين القطاعات الوزارية المعنية بهذه العملية. للإشارة، فإن مداخلات المشاركين من مختصين وخبراء في الملتقى، أشارت إلى أن الجزائر هي سادس دولة في إنتاج سيرغاز وثاني دولة في تصديره عالميا، حيث تصدر 60.70 بالمائة نحو منطقة البحر المتوسط، انتجت 9.25 مليون طن من سيرغاز سنة 2008 وصدرت منه 7.5 مليون طن، ويرتقب أن تنتج 15 مليون طن سنة 2011 ستصدر منه 11 مليون طن (2011 - 2012) ولذلك، فإن الجزائر، حسب هؤلاء الخبراء، تعتبر فاعلا رئيسيا في السوق الدولي لهذا الوقود (سيرغاز). كما أبرزت أشغال اليوم الأول من الملتقى أن استعمال البنزين والمازوت في بلادنا لا يزال مرتفعا حيث بلغت نسبة الأول سنة 2008، 79 بالمائة (1.8 مليون سيارة) والثاني 14 بالمائة، بينما لم تتجاوز نسبة استعمال سيرغاز 7 بالمائة (160 ألف سيارة) في حين قدر حجم الاستهلاك العالمي لهذا الوقود (سيرغاز) سنة 2007، 233 مليون طن مثلما أوضحه رئيس الجمعية العالمية للغاز المميع الجاهز الذي أكد أن هذا الوقود هو 20 مرة أكثر إدامة من حيث المخزون مقارنة بالبنزين والمازوت، وأكثر مردودية اقتصاديا وبيئيا وصحيا على البشرية.