تدعمت صفوف القوات البحرية أمس بتخرج ثلاث دفعات تضم قرابة 170 ضابطا تلقوا تكوينهم بالمدرسة العليا البحرية بتمنفوست (برج البحري) يتوزعون على "الدفعة السابعة عشر لضباط دورة القيادة والاركان، الدفعة السابعة عشرة لضباط دورة الاتقان الدفعة الرابعة والعشرين للتكوين الأساسي المتحصلة على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية في علوم الملاحة البحرية. وقد أشرف على مراسيم حفل التخرج قائد القوات البحرية العميد مالك نسيب بحضور إطارات سامية في الجيش ومدعويين من الملحقين العسكريين، والجديد هذا العام حضور قائد الأكاديمية البحرية لأبو ظبي، وكذا أهالي المتخرجين الذين غصت بهم مدرجات المنصة الشرفية. وبعد تفتيش الدفعات المتخرجة من طرف قائد القوات البحرية رفقة قائد المدرسة العليا البحرية العقيد محمد قريش، ألقى هذا الأخير كلمة ذكر من خلالها أن المدرسة عرفت تحولات ملموسة تخص تحديث البرامج البيداغوجية وعصرنة طرق التدريس بما يستجيب للتطورات الحاصلة في العالم، وقصد مواجهة التحديات التي لا مكان فيها للضعفاء مشيرا إلى أن المدرسة أصبحت منذ ربع قرن صرحا من صروح العلم والتكوين البحري، مما جعلها قبلة الدول الشقيقة والصديقة، خاصة وأن الجزائر تجمع بين اللغتين العربية والفرنسية اللتين تستقطبان عددا هائلا من الدول العربية والافريقية، وأضاف قائد المدرسة أن الضباط المتخرجين استفادوا من زيارات دراسية، ومحاضرات خارجية واحتكاك بالوفود الأجنبية، مما يؤهلهم مستقبلا لأداء مهامهم بكل ثقة واقتدار، موصيا إياهم بالالتز ام بقواعد الانضباط العسكري وأداء الواجبات المقدسة وصون وحدة الوطن وحماية سيادته، شاكرا الإطارات والأساتذة والمدربين في الاختصاصات الذين تظافرت جهودهم لتعطي في الأخير كفاءات متكاملة التكوين. وقد قام قائد القوات البحرية رفقة إطارات من الجيش بتوزيع الشهادات الشرفية وتقليد الرتب للمتفوقين الستة الأوائل ومنهم اثنان من جمهورية الكونغو، علما أن الدفعة تضمنت ضباطا من ثلاثة بلدان شقيقة هي : ليبيا، فلسطين، وموريتانيا وتم تسمية الدفعة باسم الشهيد الناصر بوشارب الذي حضر بعض أهاليه وتم تكريم عائلته. وتم على هامش حفل تخرج الدفعات تنظيم معرض للوسائل البيداغوجية والأغراض والتحف البحرية التي تحمل في طياتها جانبا من التاريخ الجزائري. وتحكي من خلال اللوحات والمخطوطات القوة البحرية للدولة الجزائرية منذ القرن السادس عشر وإلى غاية العهد الاستعماري، الذي قام منذ البداية بقطع علاقة الجزائريين بالبحر وإرغامهم على الاستقرار في المناطق الداخلية، وفي هذا الإطار قام مركز الأرشيف الوطني بتقديم بعض الوثائق وعرض لوحات تصور المعارك البحرية، حسب رئيس مركز الأرشيف السيد عبد المجيد شيخي الذي قدم نبذة وجيزة عن تاريخ البحرية الجزائرية عبر العصور، خاصة في عهد الخلافة الاسلامية والدولة العثمانية، وعلاقتها بالدول الأوروبية والعربية، ومن شأن هذه الوثائق والصور أن تساهم في بناء الفرد البحري. كما أوضح رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية المقدم سليمان ديفايري على هامش المعرض أن مبادرة مركز الأرشيف الوطني تعد هامة لأن الطلبة المتربصين الذين يأتي معظمهم من الولايات الداخلية هم بحاجة الى تكوين مزدوج من جانبين، تكوينه كبحري يعرف خصوصيات العيش في البحر والتعامل معه في كل الظروف، وتكوينه أيضا علميا وعسكريا على مختلف الوسائل والتكتيكات الحربية. للإشارة فإن المدرسة العليا البحرية تضمن التكوين لدورة الأركان البحرية لمدة 9 أشهر ومثلها لدورة ضباط الاتقان، وتكوين المهندسين لمدة 6 أشهر أما التكوين الاساسي للطلبة الضباط العاملين فيدوم لمدة 4 سنوات، فضلا عن التكوين الخاصة لمدة 9 أشهر، وبتخرج دفعة الشهيد الناصر بوشارب لسنة 2008 / 2009 تكون المدرسة المذكورة قد اكتبست خبرة تناهز ربع قرن من الزمن في مجال التكوين الأساسي وستتخرج منها العام المقبل أول دفعة وفق نظام أل أم دي الجامعي.