يُنتظر، خلال موسم الاصطياف للسنة الجارية ببومرداس، فتح شاطئ جديد ببلدية أعفير بأقصى شرق الولاية، ليترفع بذلك عدد الشواطئ المسموحة فيها السباحة، إلى 45 شاطئا، موزعة على 11 بلدية ساحلية. وحسب مديرية السياحة للولاية، فإن التحضيرات لاستقبال المصطافين قد انطلقت قبيل أسابيع، وهي جارية على قدم وساق لإنجاح هذا الحدث السياحي الهام. انطلقت التحضيرات لاستقبال التدفق السياحي الكبير الذي أضحت شواطئ ولاية بومرداس تسجله سنة تلو أخرى، منذ أسابيع؛ حيث عكفت اللجنة الولائية المكلفة بالتحضير لموسم الاصطياف، على إجراء خرجات ميدانية إلى كل شاطئ لإحصاء النقائص التي سُجلت خلال الموسم الماضي؛ في محاولة منها لتداركها، وبالتالي تحسين الخدمات المقدمة للمصطافين. وحسب مديرية السياحة، فإن موسم الاصطياف لسنة 2022، سجل رقما قياسيا يصل إلى حدود 19 مليون مصطاف ترددوا على 44 شاطئا مسموح فيها السباحة. ويُنتظر أن يرتفع هذا العدد خلال الموسم الجاري، الذي سيشهد فتح شاطئ جديد ببلدية أعفير أقصى شرق الولاية، وهو تحدّ آخر، يفرض على السلطات الولائية تسخير إمكانيات إضافية من حيث التجهيزات، وأشغال التهيئة، وتوفير الخدمات، وعامل الأمن أيضا؛ من أجل ضمان راحة وسلامة المصطافين. وفي هذا الصدد، أكد مدير السياحة لبومرداس معمري حمودة، أن اعتمادات مالية قد مُنحت للبلديات؛ للشروع في التجهيزات الخاصة بموسم الاصطياف. وتشمل فتح وتهيئة المسالك نحو الشواطئ، مع تهيئة الإنارة العمومية، إضافة إلى تجهيز الشواطئ بمراكز الأمن والحماية المدنية والمراحيض العمومية بدون إغفال تركيب اللوحات التوجيهية نحو الشواطئ، وكذا تهيئة حظائر السيارات. ولفت المدير في هذا الصدد، إلى عمل مصالح البلديات الساحلية، على توسيع حظائر السيارات، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من سيارات المصطافين وزوار الولاية. ومن جهة أخرى، أكد المسؤول تخصيص أغلفة مالية لتهيئة بعض الغابات السياحية في سياق الترويج للسياحة الجبلية والبيئية، ومنها غابة بوكدران ببلدية بوزقزة قدارة، التي تتميز بمناظر طبيعية رائعة، وبتنوع بيولوجي هام، يمكنها المساهمة في الترويج للسياحة الجبلية، تماما مثل غابة بوعربي ببلدية دلس، التي أفاد نفس المسؤول بتخصيص غلاف مالي من أجل تهيئتها، لاستقطاب زوار المنطقة خلال صائفة 2023. تثمين مختلف المقومات السياحية بالولاية ولعل هذه الخطوة قد تكون بداية تثمين مختلف المقومات السياحية لولاية بومرداس بعيدا عن السياحة الشاطئية؛ حيث يمكن لفت الانتباه في هذا الصدد، إلى السياحة الدينية؛ من خلال تثمين بعض الزوايا العريقة، والأضرحة ضمن هذه السياحة، ومنها نذكر زاوية "سيدي عبد الرحمان الثعالبي" ببلدية يسّر، وزاوية "سيدي اعمر الشريف" ببلدية سيدي داود، وزاوية "أولاد بومرداس" ببلدية تيجلابين، أو زاوية "علي بن محمد بن أحمد البومرداسي"، الذي اشتُقت تسمية الولاية من اسمه. ويضاف إلى ذلك السياحة الجبلية؛ من خلال تثمين مسارات سياحية من جبال الأربعطاش غربا إلى جيال أعفير شرقا، مرورا ببعض المغارات؛ مثل "مغارة إفري" بجبال بلدية قدارة، وجبال بلدية عمّال التي تزخر بمقومات سياحية رائعة، لا سيما منطقة "عين السلطان" و"ثمصمّرت" أو طريق العثمانيين التي تعود إلى حقبة التواجد العثماني بالجزائر، والكثير من الأماكن الخلابة؛ على غرار السدود، ومصبات الوديان ببلديات الناصرية، وجنات، ويسّر، وغيرها من المناطق والمعالم السياحية الممكن تثمينها وإدراجها ضمن برنامج سياحي، يساهم في درّ مداخيل هامة على خزينة الولاية، وفي استحداث العديد من مناصب الشغل..