تشير آخر أرقام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إلى وجود حوالي 100 مليون أمي في الوطن العربي وإلى أن معدل الأمية في المنطقة وصل الى 29.7 % حسب دليل التنمية البشرية 2007 - 2008 الصادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي· يجرنا الحديث عن اليوم العربي لمحو الأمية، الذي احتلفت به البلدان العربية يوم 8 جانفي الجاري، الى موضوع المجهودات المبذولة في اطار القضاء على هذه الظاهرة المتفشية في العالم العربي عموما والجزائر خصوصا، ذلك أن الإحصاءات التي قدمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تشير الى تسجيل 70 مليون أمي عربي في المرحلة العمرية فوق الخامسة عشرة عام 2006 ما يعادل 35% من إجمالي عدد السكان·· مقابل تسجيل 6.4 ملايين أمي بالجزائر في سنة 2005، أي ما نسبته 21.4 بالمئة من عدد السكان·· ليبقى السؤال المطروح أمام هذه الأرقام: لماذا لا تزال الامية ظاهرة صارخة في الدول العربية رغم الخطط والإستراتيجيات المسطرة للحد منها؟ وتبرز خطورة هذه الأرقام أكثر أمام المعطيات التي أضحت تقول أن مفهوم الأمية تعدى الحدود التي تحصره في عدم التمكن من القراءة والكتابة، إلى عدم التمكن من استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة كالأنترنت··· لذا، فإن مواجهة الأمية الأبجدية والتكنولوجية، باتت تشكل أكبر تحد يواجه الدول العربية، التي تبقى بأمس الحاجة الى تفعيل الإجراءات المتخذة حتى لا تظل مجرد شعارات تطرح في الملتقيات، خاصة وأن الأمر يتعلق بظاهرة تعيق تحسن الاوضاع المعيشية للسكان وتؤثر سلبا على نتائج برامج التنمية· وتنكشف هذه الخطورة جليا من خلال الإحصائيات التي توضح أن 75 مليونا من اجمالي الاميين العرب تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما، والملفت أيضا أن معدلات الأمية تزيد بين النساء بصفة خاصة، حيث تمس 46.5% منهن، أي من صانعات أجيال المستقبل اللواتي يعتبرن أساس التنشئة الاجتماعية! ووعيا منها بخطورة هذه المؤشرات، سطرت الجزائر من خلال الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، هدف القضاء التام على هذه الآفة في غضون 2016، حيث تنقسم الفئات المستهدفة الى قسمين: الأول يضم أصنافا مهيكلة ضمن التنظيمات المهنية، والثاني يتشكل من أصناف مستقلة مثل النساء الماكثات بالبيوت، البطالين وأصحاب الأعمال المستقلة، وقد رصدت الجزائر مبلغ 648 مليار دينار لتغطية نفقات هذا البرنامج الذي يمتد الى غاية 2016··· لكن نتائج البرامج المسطرة لمحاربة هذه الآفة الخطيرة سواء على المستوى الوطني أو العربي، تظل مرهونة بتضافر جميع الجهود، وبالصرامة في تطبيق الآليات المتخذة حتى لا تكون بمثابة اسم جميل لشيء غير موجود·