وانتقد السيد أبوجرة سلطاني الخط السياسي للتيار الإسلامي في الجزائر الذي لم يتمكن منذ التعددية من تشكيل تحالف للتصدي لعدة ظواهر ينبذها الدين الإسلامي كظاهرة التنصير والفساد الأخلاقي، واعتبر رئيس "حمس" خلال الندوة الوطنية الثانية للفكر والثقافة التي نظمها حزبه تحت عنوان" الإسلاميون والاستحقاقات الانتخابية" أو ل أمس بفندق السفير بالجزائر بمشاركة كل من حزبي النهضة والإصلاح الوطني، أن الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلامي في الجزائر عوقبت بتقيلص الأصوات المنتخبة عليها مقارنة بما كان يتوقع، بسبب ادارة ظهرها لعدة قضايا تهم المجتمع وكذا بسبب الإنقسام بداخلها على عكس التيارات الأخرى، وهو الإنقسام الذي لم يعد الشعب يقبله بحكم أن هذه الأحزاب الإسلامية تتحدث باسم الدين ولا يمكن لها أن تختلف في المنطلقات والأهداف، غير أن الواقع الذي نعيشه -حسب رئيس حمس- يبيّن عكس ذلك وهو ما ترجم عزوف الشعب عن التصويت عليها، حيث لم يكن التصويت هذه المرة شعبيا بل كان نضاليا، نخبوبا، وعائليا في إشارة منه إلى أن التيار الاسلامي صوت عليه أقاربه ومناضلوه فقط· وفي هذا السياق يرى السيد أبوجرة أن توسيع الوعاء الانتخابي للتيار الإسلامي لن يكون إلا عن طريق إحداث تغيير جذري في برنامجه· من جهة ثانية أرجع المتحدث تراجع التيار الإسلامي إلى عدة ظروف عرفها العالم والجزائر في العشرية الماضية ومنذ أحداث11 سبتمبر 2001، غير أنه أكد أن هناك فرقا كبيرا بين ما أسماه ب" فشل تجربة قادها حزب معين وأمل الشعب في التيار الاسلامي" ، موضحا أن الشعب الجزائري يفرق جيدا بين الإسلام والإرهاب وحقيقة الدين والإدعاء بالخطاب الإسلامي للوصول إلى أهداف معينة· من جهته أكد السيد جمال بن عبد السلام من حركة الإصلاح الوطني في كلمة ألقاها بالمناسبة أن التيار الإسلامي لم يتراجع وهذا التراجع قد يفهم بأنه تراجع في الأرقام بسب الظروف التي عاشتها البلاد· أما السيد لعلاوي ممثل عن حركة النهضة، فقال إن التيار الإسلامي في الجزائر نشأ في سرية وهو ضحية هذه السرية لذا يصعب عليه التنسيق فيما بينه، لأنه دخل المعترك السياسي بطريقة قيصرية بحكم أن الدخول القانوني لم يستوف آنذاك شروطه·وقد أجمع ممثلو التيار الإسلامي على ضرورة التوقف عن الحسابات السياسية والاهتمام بالجوانب الاجتماعية وما يهم الشعب، لأنه اذا استمرت الأوضاع على ماهي عليه فإما أن تصاب هذه الأحزاب بعقم سياسي او بتصويت عقابي على حد قول رئيس حركة مجتمع السلم·