أنجزت محافظة الغابات لولاية قالمة، 3 غابات استجمام، في إطار البرنامج القطاعي للتنمية لسنة 2014، من بينها؛ غابة الاستجمام "عين الصفراء" ببلدية بن جراح، وبما أن ولاية قالمة تزخر بمقومات طبيعية سياحية بامتياز، وضمن رؤية إدارة الغابات في تطوير ومرافقة الموروث السياحي وتنويعه، وخلق مناطق ذات جاذبية سياحية، تُغني تجربة السائح وتطيل مدة إقامته، تسعى المحافظة، بالتنسيق مع مختلف القطاعات ذات الصلة، إلى تنشيط ما يسمى ب"المسارات السياحية"، وتقترح العديد من المسارات، منها مسار غابة الاستجمام "عين الصفراء" ومخيم الشباب "ماونة". تقع غابة "عين الصفراء" بجبل ماونة، المتميز بالطبيعة الخضراء الساحرة، حيث الغابات الكثيفة والمناظر الخلابة والهواء النقي المنعش، ودرجة الحرارة المعتدلة، ومنابع المياه المنعشة، فبعد أن تم في السنوات الأخيرة، تهيئة غابة الاستجمام وإنجاز مخيم للشباب، أصبحت من أهم مناطق الراحة والاستجمام والترفيه السياحي بقالمة، كما تتميز منطقة ماونة، على بعد 20 كلم جنوب مدينة عاصمة الولاية، بتضاريس جبلية ومناطق سياحية خلابة، حيث تعرف توافدا كبيرا للسياح على مدار السنة، وتزخر بأشجار الزان والفلين والصنوبر، حيث تكسو الثلوج شتاء جبل ماونة، وفي فصل الربيع، تزداد الطبيعة الخضراء العذراء جمالا، أما صيفا فإن هواءها النقي ينعش النفوس. ترتفع قمة جبل "لالة ماونة" عن سطح البحر ب1411 متر، تتميز بتضاريس جبلية وعرة، وتزخر برسومات صخرية تعود إلى ما قبل التاريخ، حيث تظهر قمة "لالة ماونة" المرأة النائمة على ظهرها، وفي ذلك، قالت الفنانة التشكيلية والرسامة من أصل ألماني "بيتينا هاينن عياش"، ذات يوم، بأن قمة الجبل تشبه المرأة النائمة على ظهرها، حيث ترى سفوح القمة صخورا متراصة كأنها ثغر امرأة مبتسمة. تتربع غابة الاستجمام "عين الصفراء" على مساحة 21 هكتارا، أقيمت بها هياكل ومرافق خاصة بالرياضة وفضاءات اللعب والراحة ومخيم الشباب، وهو مشروع تحت إشراف محافظة الغابات بقالمة، كما يوجد بالمنطقة الموقع الأثري "عين النشمة"، شهد هو الآخر تعاقب حقبات تاريخية وحضارية، منها النوميدية والفينيقية والرومانية، وتوجد بها أيضا، معصرة لزيت الزيتون. وقصد تحسين الخدمة العمومية، والاستجابة لمتطلبات المواطنين، وسعيا لتدعيم مخططات النقل عبر الولاية، وبناء على طلب والي قالمة، بموجب إرسال رقم 1465 المؤرخ في 27 مارس 2023، المتضمن الترخيص بفتح خطوط نقل جديدة للأشخاص عبر الطرقات، وبعد موافقة وزارة النقل، تم فتح خط نقل جديد، يربط قالمة بماونة، باستغلال 6 مركبات يوميا، من أجل تسهيل حركة التنقل إلى غابة الاستجمام والمخيم للراحة والاستجمام بجبل ماونة، لاسيما أن هذه المنطقة أصبحت في السنوات الأخيرة، مقصد محبي الطبيعة والسياحة الجبلية، بعيدا عن أجواء البحر. تجد الكثير من العائلات القالمية، وحتى من الولايات المجاورة، متنفسا خلال العطل ونهاية الأسبوع، ما يستوجب وضع سياسة تنموية واضحة المعالم في هذا الجانب، من خلال تشجيع المستثمرين لتوفير أحسن الخدمات السياحة الجبلية، باعتبارها سياحة مفتوحة على مدار العام، وموردا اقتصاديا، بينما الساحلية موسمية. يذكر أن المشاريع التنموية المنجزة ضمن مختلف البرامج عبر الولاية، خلال السنوات الأخيرة، ساهمت في إعادة بعث الحياة في الغابات والجبال، وكذا إنشاء غابات للاستجمام، وقطعت بذلك أشواطا في مجال تنمية المناطق الجبلية والغابية، حيث تم تخصيص أغلفة مالية هامة، ضمن صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية، بهدف إعادة الاعتبار للطرقات الولائية التي تربط أغلبها عدة مشاتي وقرى عبر مناطق جبلية وغابية. من جهتها، أعدت محافظة الغابات بالولاية، في السنوات الأخيرة، برنامجا هاما لاستغلال الفضاءات الغابية بأهداف اقتصادية واجتماعية، كما تعمل فرق محافظة الغابات على مرافقة قاصدي الغابات للتنزه والاستجمام، بهدف حماية الغطاء النباتي من الحرائق وبعض السلوكيات المعادية للبيئة.