تكثف مؤسسة تطوير المساحات الخضراء لولاية الجزائر "أوديفال"، منذ أيام، عمليات سقي الأشجار والبنايات التزيينية والمساحات الخضراء، بعديد بلديات العاصمة ومحاور الطرق الرئيسية الكبرى، ولتفادي ذبول الغطاء الأخضر، عمدت "أوديفال" إلى استئجار المزيد من الصهاريج المحمولة، لمواجهة التغيرات المناخية الأخيرة وموجة الحر الحادة، التي أثرت سلبا على بعض النباتات التزيينية، التي تعمل المؤسسة على تعويضها. تسابق مؤسسة "أوديفال" الزمن، هذه الأيام، لإنقاذ المساحات الخضراء، التي تقع تحت نطاق تسييرها، حيث سخرت كل إمكانياتها المادية والبشرية، لسقي الأشجار والنباتات التزيينية، التي زينت بحق وجه العاصمة، ورسمت، بفضل مهندسيها ومختصيها، لوحات طبيعية فنية ساحرة تسر الناظرين، اختفت معها العديد من النقاط السوداء بقلب العاصمة، ومحاور الطرق الرئيسية منها والفرعية. لاحظت "المساء"، انتشار عشرات الشاحنات ليلا، تحمل صهاريج المياه، بمحاور الطرق والنقاط التي تتوفر على النباتات التي لا تصلها المياه عبر الأنابيب، حيث تقوم بسقي الممتلكات الخضراء، لمواجهة حرارة النهار، التي صارت لا تطاق، بسبب موجة الحر الناتجة عن التغيرات المناخية، التي قلبت موازين الطبيعة وفصول السنة رأسا على عقب، إذ نجد حرائق ضخمة خارجة عن السيطرة، في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا، في حين تعرف دول أخرى في آسيا، كاليابان، فيضانات أدت إلى تسجيل وفيات. وقد مست هذه الظروف المتسمة بموجة الحر منطقة شمال إفريقيا، ومنها الجزائر التي سجلت بها درجات حرارة قياسية تعدت الأربعين خلال هذا الشهر، مما خلفت حالة استنفار قصوى، سواء في قطاع الصحة أو الموارد المائية ومصاح الغابات. أكد مدير مؤسسة "أوديفال"، كمال يعقوب، في اتصال مع "المساء"، أن مؤسسته رفعت من وتيرة عملها وسخرت جميع وسائلها للتكفل بالمساحات الخضراء، حيث لجأت إلى استغلال كل صهاريجها ال 54 المتنقلة، واللجوء إلى استئجار 11 آخر لسقي النباتات التزيينية والأشجار ومساحات العشب، التي كادت أن تذبل بفعل الجفاف، وموجة الحرارة الزائدة، لكن ذلك لا يكفي، حسب المسؤول، حيث أطلقت "أوديفال"، هذا الأسبوع مناقصة لاستئجار 30 شاحنة صهريج أخرى، لمواجهة موجة الجفاف وإنقاذ الثروة النباتية، مضيفا أن البلديات دعمت "أوديفال" ب15 شاحنة صهريج. من جهة أخرى، ثمن محدثنا الربط الجديد بالقنوات لاستغلال المياه المعالجة بمحطة التطهير في براقي، حيث استفادت منها أجزاء هامة بوسط وشرق العاصمة، إذ باستطاعة الشبكة الجديدة، التي سهلت إجراءاتها مديرية الموارد المائية لولاية الجزائر، بالتنسيق مع الديوان الوطني للتطهير، استغلال كم هائل من المياه المطهرة، في عملية السقي، وعدم تركها تضيع هدرا في وادي الحراش لتصب في البحر. كشف السيد يعقوب أن الشبكة الثانية، المتعلقة باستغلال مياه محطة التطهير ببني مسوس جاري تجريبها، ستمكن من سقي جزء كبير من الأشجار والبنايات التزيينية بغرب العاصمة، حيث ستمس المساحات الخضراء بدنيا بارك، ومحور الطريق السريع نحو زرالدة، مما يخفف من اللجوء إلى الصهاريج، التي ستدعم النقاط غير المربوطة بشبكة المياه المسترجعة. للإشارة، ارتفعت الفضاءات الخضراء، التي تشرف على تسييرها "أوديفال" في عام 2023، بنسبة 2.19 بالمائة، حسبما أكده مديريها في وقت سابق ل"المساء"، حيث قفز عدد الأشجار الصفية بنسبة 3.28 بالمائة، علما أن المساحات الخضراء التي تتوزع بين حدائق تضم خدمات للزوار، حدائق صغيرة، ساحات، ومساحات خضراء، قفزت من 926 إلى 960 حيز، لترتفع معها المساحات الخضراء من 4964507 إلى 5006637 متر مربع.