❊ الجزائر ثاني أكبر شريك تجاري لروسيا في القارة الإفريقية ❊ الزيارة التاريخية للرئيس تبون لموسكو دليل على الإرادة للدفع بالعلاقات ❊ البرنامج الرئاسي رفع الناتج الداخلي إلى 225 مليار دولار ودخل الفرد إلى أكثر من 4800 دولار ❊ شراكة إفريقية روسية مربحة للطرفين تؤسس لبروز نظام دولي عادل ❊ مساعدة إفريقيا لتجاوز المديونية وتسهيل حصولها على القروض التمويلية ❊ الجزائر رصدت 1 مليار دولار لتنمية القارة وتنجز مشاريع بدول الجوار ❊ خمس أطفال القارة دون تمدرس و600 مليون دون كهرباء ولا ماء ❊ مديونية إفريقيا ألف مليار دولار والجزائر مسحت مستحقاتها لدى 14 دولة ❊ التزام متجدد بالدفاع عن قضيتي الشعبين الفلسطيني والصحراوي أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، خلال أشغال قمة روسيا-إفريقيا بسانت بطرسبورغ، أن الجزائر تتطلع لبناء شراكة إفريقية روسية قوية ومربحة للطرفين من أجل بروز نظام دولي عادل، مبرزا الجهود الجزائرية الكبيرة في دعم التنمية في القارة لاسيما للحد من المديونية وتطوير البنى التحتية في العديد من دولها. وفي كلمة قرأها الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، خلال أشغال جلسة ضمت رؤساء الدول والحكومات الإفريقية ترأسها فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، قال الرئيس عبد المجيد تبون، إن الجزائر تتطلع إلى "بناء شراكة إفريقية روسية قوية ومثمرة، مربحة للطرفين، وكفيلة بتحقيق تطلعات وطموحات شعوبنا في التقدم والازدهار وفي بروز نظام دولي عادل، قائم على احترام مبادئ القانون الدولي وتعددية الأطراف". وأضاف رئيس الجمهورية، أنه من الواجب العمل على مساعدة إفريقيا أولا في تجاوز محنة المديونية وتسهيل الحصول على القروض التمويلية "على الأقل بنفس الشروط التي تفرض على الدول الأخرى"، داعيا في ذات الصدد إلى "إعادة النظر في المقاربة الحالية المتبعة في حل إشكالية الديون، وتقليص خدمة الديون بما يسمح للدول الإفريقية بتجاوز هذا العائق الكبير للولوج إلى مسارات تمويلية جديدة". وفي استعراضه للتحديات التي تواجهها القارة لفت الرئيس عبد المجيد تبون، إلى أن خمس الأطفال في إفريقيا يعانون من عدم توفر فرص التمدرس، كما يعيش أكثر من 600 مليون إفريقي دون كهرباء ولا يصل إلى المياه الشروب إلا 25 بالمائة من ساكنة القارة، مع عجز بما يقارب 100 مليار دولار كل سنة في تمويل البنية التحتية، إلى جانب تفاقم المديونية التي قدرت بألف مليار دولار أمريكي في 2022. إصلاح مجلس الأمن لإنهاء تهميش إفريقيا من صنع القرار الدولي في هذا الإطار، نوّه رئيس الجمهورية، في كلمته بالجهود الجزائرية التي مكّنت من "محو ديون 14 دولة إفريقية، والعمل على إعادة هيكلة الديون الموجودة على عاتق دول أخرى"، مشيرا إلى الميزانية التي رصدت عن طريق الوكالة الجزائرية للتنمية الدولية للتضامن، والمقدرة ب1 مليار دولار للمشاريع التنموية بالدول الإفريقية، حيث تم الشروع في تمويل مشاريع بكل من النيجرومالي. وتعمل الجزائر أيضا في ذات المسعى التنموي القاري - كما جاء في نص الكلمة - على تجسيد مشاريع لدول الجوار على غرار طريق الوحدة الإفريقية على امتداد 10000 كلم يربط ماليوالنيجر وتونس والتشاد، والطريق تندوف (الجزائر) زويرات (موريتانيا) على مسافة 800 كلم. وبعد أن أكد بأن التعاون الإفريقي الروسي "قطع أشواطا طويلة انطلاقا من تضامن روسيا بالأمس، مع الدول الإفريقية في كفاحها ضد الاستعمار، ووصولا اليوم، إلى إرادة مشتركة لبناء شراكة سياسية واقتصادية مثمرة"، أشار رئيس الجمهورية، إلى تطلع الأفارقة إلى مساهمة روسيا في دعم جهود التنمية في القارة. كما أبرز ضرورة أن يأخذ تطوير الشراكة الإفريقية-الروسية بعين الاعتبار الطموحات الاقتصادية للقارة، وتوسيع التعاون الإفريقي الروسي وتجسيد فعلي لجوانبه الاقتصادية وفق رزنامة محددة، وضمان مشاركة قوية للإتحاد الإفريقي في هذه العملية، وحفظ ودعم القواعد الأساسية التي تحكم المجتمع الدولي وتعزيز تعددية الأطراف. كما شدد الرئيس، على أهمية إصلاح مجلس الأمن الأممي لإنهاء "تهميش إفريقيا" في عملية صنع القرار الدولي ومساندتها في مساعي تخفيف وطأة المديونية، والاستفادة من تمويل عادل ومستدام لبرامج التنمية. التأكيد على الطابع الاستراتيجي للعلاقات الجزائرية الروسية وأكد الرئيس عبد المجيد تبون، أن الجزائر تعوّل في مساعيها التنموية على علاقات التعاون التي تربطها بشركائها الأجانب، بما فيهم روسيا باعتبارها "شريكا استراتيجيا"، وهو ما تعكسه مرتبة الجزائر كثاني أكبر شريك تجاري لروسيا في القارة الإفريقية، كما نوّه بمختلف الشراكات الثنائية الجزائرية الروسية في المجالات الصناعية والفلاحية والعلمية والتقنية، فضلا عن التشاور وتبادل وجهات النظر على مستوى منتدى الدول المصدرة للغاز و"أوبك+" حول سبل استقرار أسعار سوق الطاقة العالمي. وذكر الرئيس تبون، بزيارة الدولة التاريخية والناجحة التي أجراها الشهر الفارط، إلى روسيا والتي اعتبرها "أكبر دليل على إرادتنا المشتركة للدفع بهذه العلاقات الإستراتيجية إلى أعلى المراتب". من جانب آخر أكد الرئيس، أن الجزائر وبعد استكمال ورشات إصلاحية كبرى تعكف اليوم، على بناء اقتصاد متنوع وعصري كفيل بمواجهة كل التحديات، وخاصة الأمن الطاقوي والأمن الغذائي والأمن الصحي. وأوضح رئيس الدولة، أن البلاد تشهد بهذا وبفضل برنامجه، تنمية شاملة جعلت منها وجهة استثمارية واعدة بفضل مناخ الأعمال الجديد المشجع للاستثمارات الوطنية والأجنبية"، ما سمح برفع الناتج الداخلي الخام إلى 225 مليار دولار ورفع الدخل الفردي إلى أكثر من 4800 دولار. وترمي المساعي القائمة إلى تسجيل الاقتصاد الجزائري نموا يتجاوز 5 بالمائة في أواخر 2023، ومديونية خارجية معدومة، فيما أشاد بنص إعلان قمة روسيا إفريقيا، "لاسيما من خلال الإشارة إلى محاربة الاستعمار واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها"، مجددا الالتزام الراسخ بالدفاع عن قضيتي الشعبين الفلسطيني والصحراوي العادلتين.