مع اقتراب كل موسم رياضي، تبدأ الساحة الكروية الجزائرية تشهد سخونة في سوق التحويلات للاعبين أوما يصطلح عليه بعملية اصطياد العصافير النادرة؛ إنها حرب غير معلنة بين رؤساء الأندية يسعى فيها كل من موقعه للظفر بصفقة مربحة وإقناع لاعب ما لتقمص ألوان ناديه لموسم واحد ولو كلفه الأمر دفع مبالغ مالية طائلة تفوق في بعض الأحيان أضعاف ميزانية بلدية نائية. هي ليست مبالغة أوتضخيم للأمور، وإنما واقع حقيقي لمسناه في نادي وفاق سطيف الذي أخذناه كعينة لهذه الظاهرة التي باتت تصنع الحدث على الساحة الكروية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، ظاهرة استحسنها البعض ويرى فيها الطريقة المثلى لرفع المستوى وتطوير كرتنا لمواكبة ركب أكبر الأندية العربية، فيما تراها الأغلبية الأخرى سواء من متتبعي أحوال كرتنا أومن الفضوليين أوحتى البعض من ممارسي هذه اللعبة الأمور من زاوية معاكسة تماما. حاولنا الاتصال برئيس نادي وفاق سطيف السيد عبد الحكيم سرار، للحديث معه حول هذا الملف الذي يصنع حاليا الحدث في الساحة الرياضية، لكن تعذر علينا ذلك بسبب تواجد حكوم بالعاصمة الفرنسية باريس لمعاينة مركز ليوناردو دافنشي أين سيعسكر أشبال المدرب رشيد بلحوت تحضيرا للموسم المقبل، فكان لقائنا بذراعه الأيمن رئيس الفرع السيد حسان حمار. مخطئ من يعتقد أن الاتصالات بأي لاعب تبدأ مباشرة بعد نهاية الموسم، هذا ما كشف عنه السيد حسان حمار نائب رئيس نادي وفاق سطيف، الذي أكد أن التفكير في عملية الاستقدامات تحسبا للموسم القادم تبدأ في أغلب الأحيان منتصف الموسم الكروي، قبل الاتصال بأي لاعب، وأضاف قائلا: "يجب دراسة العديد من النقاط، يأتي في مقدمتها متطلبات واحتياجات الفريق في المناصب، بعدها تبدأ عملية معاينة اللاعب مع الأخذ بعين الاعتبار المقاييس المعمول بها الخاصة بمردود اللاعب المزمع استقدامه، ومؤهلاته التقنية، بالإضافة إلى أمور أخرى منها، وضعية اللاعب المعني بالاستقدام هل هو غير مرتبط بعقد مع فريقه". وفي هذه الحالة - يضيف محدثنا- يكون الطريق معبد للدخول مباشرة في اتصالات مع اللاعب المعني أومناجيره الخاص، وفي حالة العكس، هنا تكون الأمور صعبة نوعا ما، حيث يتطلب الأمر التفكير في طريقة للتفاوض مع اللاعب وإقناع رئيس ناديه حول إمكانية شراء العقد. وبخصوص المضاربات بين رؤساء الأندية، أوضح السيد حسان حمار ان سوق اللاعبين تفرض ذلك وهو أمر منطقي، مشيرا إلى أن كل رئيس نادي له طرقه الخاصة في إقناع اللاعب بالانضمام إلى فريقه، فإذا عرض على اللاعب مبالغ معينة من قبل نادي آخر ما على الرئيس إلا إغرائه بدفع أكثر. أما عن اختيار اللاعبين وجهتهم لأكبر الأندية الجزائرية على غرار وفاق سطيف، وشبيبة القبائل واتحاد العاصمة، أكد السيد حسان حمار أن أغلبية هؤلاء اللاعبين هدفهم الأول الحصول على الأموال، فيما يفضل البعض الآخر تقمص ألوان هذه الأندية باعتبارها بوابة عبور للاحتراف، كما هو الشأن بالنسبة للوفاق خلال الأربع سنوات الأخيرة، حيث باتت سطيف قبلة ووجهة لأغلبية اللاعبين.