أشاد رئيس البرلمان الصحراوي، حمة سلامة، بالمكانة التي بلغتها الجزائر في الوقت الراهن على المستوى الإقليمي والدولي، من خلال دبلوماسيتها النشطة وعلاقاتها المتميزة مع قوى دولية وازنة، بما ينعكس ذلك ايجابا في خدمة القضية الصحراوية وإيصال صوتها إلى أعلى المستويات. وقال السيد حمة سلامة، خلال استضافته أمس، إلى جانب السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، في منتدى جريدة "الشعب" إننا "نسجل بارتياح موقع الدولة الجزائرية الذي أصبح اليوم، رقما صعبا في المعادلة بفضل برنامج الرئيس عبد المجيد تبون، في أن تصبح الجزائر جديدة". وأضاف سلامة، الذي يترأس الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليزاريو والدولة الصحراوية المتواصلة أشغالها ببومرداس، أن تواجد الجزائر اليوم مع الكبار على غرار روسيا والصين وتركيا يخدم القضية الصحراوية، التي أصبحت متواجدة في كل مكان بدليل بيانات الزيارات التي قام بها الرئيس تبون، إلى الخارج والتي لم تخلو من ذكر القضيتين الفلسطينية والصحراوية. بل واعتقد بأحقية الجزائر بأن تكون عضوا دائما في مجلس الأمن، كونها أصبحت اليوم دولة محورية ورقما صعبا، وأعطت ما أعطت في السابق من التضحيات وما تتوفر عليه من الإمكانيات الاقتصادية وما تتمتع به من مبادئ. وهو ما جعله يبدي تفاؤلا أكثر بأن تعطي هذه المكانة التي تتبوؤها الجزائر حاليا وهي المقبلة بداية من شهر جانفي القادم، على الانضمام إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم ومساعي الانضمام أيضا إلى منظمة "بريكس"، نفسا ودفعا جديدا لمسار تسوية القضية الصحراوية المصنّفة لدى الأممالمتحدة في خانة مسائل تصفية الاستعمار. وفي هذا السياق عاد المسؤول الصحراوي، إلى تطورات القضية على مدى خمسة عقود كاملة من الكفاح والنضال، قال أنها بقدر ما هي حبلى بالمكاسب والانجازات أثبتت كذلك صمود شعب بلاده الذي تمكن من جعل "جولة الأسبوع" الذي تحدث عنها الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، لطي ملف الصحراء الغربية تدوم نصف قرن كامل. وقال إن شعب الصحراء الغربية نجح اليوم، في إقامة دولته بمؤسساتها المختلفة والحفاظ على تواجد قضيته الواضحة على المستوى الأممي ومجلس الأمن الدولي، رغم أن هذا الأخير لم يتحمّل مسؤوليته في تطبيق مخطط السلام وتنظيم استفتاء تقرير المصير. ولأنه أكد أن جبهة البوليزاريو استطاعت أن تظهر أمام المنتظم الدولي، تعنّت وتمرد المغرب على الشرعية الدولية، فقد شدد أيضا على أن المغرب يضيع من جديد فرصة السلام التي كانت متاحة أمامه بانتهاجه سياسة الهروب إلى الأمام، وفتح الباب أمام الكيان الصهيوني ليأتي إلى المنطقة من خلال اتفاق التطبيع المخزي الذي يندرج كما أكد حمة سلامة في إطار خلق سياسة الكراهية والعداوة والحقد بين دول وشعوب المنطقة، ويدفع بها إلى عدم الاستقرار واللاأمن وعدم التعاون ضمن مشاكل كبيرة هي في غنى عنها. وهو يعدد العوامل التي دفعت بجبهة البوليزاريو، إلى استئناف الكفاح المسلّح من انتهاكات وخروقات مغربية فضيعة في حق المواطنين الصحراويين في المدن المحتلّة وتمرد المخزن على الشرعية الدولية، تطرق رئيس البرلمان الصحراوي، إلى المشاكل التي يعاني منها المخزن حتى مع أقرب حلفائه على غرار إسبانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي. من جهته وفي رده على سؤال ل«المساء" حول إمكانية أن تحذو فرنسا نفس حذو إسبانيا في دعم المقترح المغربي ل«الحكم الذاتي" وما تمارسه الرباط من ضغط على باريس في هذا الاتجاه، استبعد السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، إمكانية أن تحذو فرنسا مثل هذا الاتجاه بالنظر أولا إلى صورتها كعضو في مجلس الأمن الدولي. ويضاف إلى ذلك الوضعية الحرجة التي تتخبط فيها وهي مثلها مثل المغرب بحاجة إلى من ينقذها بسبب ما تعانيه من رفض في مستعمراتها السابقة بإفريقيا التي تُطرد منها تباعا. وقال طالب عمر، إن ذلك يجعلها في غنى عن أن تزيد لنفسها مزيدا من الانتقادات والتوترات، وهناك من يطالب باريس بإعادة مراجعة سياستها باعتبار أن أسلوبها الاستعماري قد انتهى في ظل ما تشهده المستعمرات القديمة لفرنسا بإفريقيا من حركات تريد استكمال استقلالها الذي تحصلت عليه ستينيات القرن الماضي، بالتحرر الاقتصادي من التبعية الفرنسية. وبنظرة متفائلة يرى السفير الصحراوي، أن ما تشهده منطقة الساحل الإفريقي وحتى المتغيرات الحاصلة على المستوى الدولي، المتجهة إلى إفراز نظام جديد قائم على التعددية القطبية يصب في خدمة عدالة القضية الصحراوية.