بدأ الشك يتسرب إلى الأممالمتحدة بسبب التعثر الذي يعرفه مسار السلام في الصحراء الغربية بعد أن بلغ مسار التسوية الأممي طريقا مسدودا بفشل المفاوضات غير الرسمية التي بادر بها الموفد الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس. وكشفت صحيفة ''البايس'' الإسبانية في عددها الصادر أمس أن الأممالمتحدة أصيبت بخيبة أمل وأصبحت تشك في إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع القائم في الصحراء الغربية بين جبهة البوليزاريو والمحتل المغربي من خلال إقناعهما بالجلوس إلى طاولة المفاوضات المباشرة. ونقلت الصحيفة ذات الاطلاع الواسع بخبايا النزاع في الصحراء الغربية أن كريستوفر روس أبلغ في تقرير مفصل وجهه شهر جوان الماضي إلى الدول الخمسة المعروفة باسم أصدقاء الصحراء الغربية هذه القناعة التي انتهى إليها بعد سلسلة اتصالات وجولات من المفاوضات غير الرسمية بين مفاوضي جبهة البوليزاريو والمغرب. وتضم مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية الدول المتابعة لملف هذه القضية وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى إسبانيا الدولة المستعمرة السابقة والتي مازالت في نظر القانون الدولي المسؤول على مستعمرتها إلى غاية تقرير مصيرها. وحسب الصحيفة التي نشرت مضمون رسالة روس على موقعها الالكتروني فإن الموفد الأممي الخاص أكد أنه لا الرباط ولا البوليزاريو أبديا إرادة سياسية للشروع في مفاوضات حقيقية''. قبل أن يضيف انه لم يتمكن من إقناعهما بتغيير موقفهما. وطالب روس لأجل الخروج من وضعية الانسداد هذه تمكينه من دعم خاص من مجلس الأمن الدولي ومجموعة الأصدقاء ''لدفع طرفي النزاع إلى استئناف مفاوضاتهما'' التي يمكن أن تنهي الوضع القائم بالنسبة لآخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وقال مقرب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للصحيفة الاسبانية أن نداء المساعدة موجه إلى فرنساوإسبانياوالولاياتالمتحدة بدعوى أنها الدول المعنية أكثر بتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وقال روس إن الوضع القائم لم يعد مقبولا على المدى الطويل محملا تعنت الرباط وتمسكها بموقفها الاستعماري مسؤولية دخول مسار التسوية في طريق مسدود في تلميح إلى خطاب العرش الذي ألقاه العاهل المغربي محمد السادس شهر جويلية الماضي عندما أكد أن الرباط لن تتخلى عن شبر من أرض الصحراء الغربية بدعوى أنها تدخل في إطار سيادتها الترابية. وكان السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي أكد أول أمس ''أن تخاذل المجتمع الدولي تجاه القضية الصحراوية لن يثني الصحراويين عن مواصلة كفاحهم لتحقيق أهدافهم المشروعة في الحرية والاستقلال. وقال الدبلوماسي الصحراوي في كلمة ألقاها في متحف المجاهد بالجزائر العاصمة ''أنه يخطئ من يظن أن انتهاج المغرب لسياسة الهروب إلى الأمام ودعمه من قبل فرنسا سيثني الصحراويين عن مواصلة الكفاح حتى تحقيق النصر''.