تتوفر ولاية قالمة على غابات ومواقع طبيعية تغطي جزءا هاما من مساحتها الإجمالية؛ إذ تتحول مع حلول فصل الصيف، إلى ملجأ آمن للعائلات؛ هروبا من الحرارة الشديدة. ويمثل المظهر الجبلي ما يقارب 38 ٪ من المساحة الإجمالية للولاية، وهو الطابع الغالب والمميز لها؛ حيث تبرز كتلتان جبليتان، وهما التل الشمالي، مكوَّنا من جبل هوارة، وجبل الدباغ، وكتلة بني صالح، والسلسلة الأطلسية في الجنوب، التي تتميز بارتفاعات كبيرة، وانحدارات شديدة؛ حيث تتمثل أعلى قمة بها في جبل ماونة بارتفاع 1411م. ويستمر امتدادها لتظهر في الضفة اليسرى لواد الشارف، كفاصل بينه وبين وادي الزناتي. أما التلال فتمثل نسبة 27 ٪ من المساحة الكلية. وتبلغ مساحة الغابات بولاية قالمة نحو 117 ألف هكتار، وتغطي 32 ٪ تقريبا من المساحة الإجمالية للولاية، وبذلك تزخر الولاية بمقومات طبيعية سياحية بامتياز، نذكر منها غابة بني صالح، وغابة ماونة، وغابة هوارة، وغابة بني مجالد، بالإضافة إلى المناطق الرطبة؛ مثل سد بوهمدان، وسد مجاز البقر، وسد زيت العنبة، وضمن رؤية إدارة الغابات في تطوير ومرافقة الموروث السياحي وتنويعه، واستحداث مناطق ذات جاذبية سياحية تغري السائح، وتطيل مدة إقامته، تسعى محافظة الغابات بقالمة، بالتنسيق مع مختلف القطاعات ذات الصلة، لتنشيط ما يسمى بالمسارات السياحية، والمشي على الأقدام على مستوى غابة "بني مجالد"، وغابة الاستجمام "عين الصفراء"، وغابة الاستجمام "كحيلة" والمحمية الطبيعية ل"بني صالح". وحسب النظام القانوني لرخصة استغلال غابات الاستجمام، وكذا شروط وكيفيات منحها، قامت محافظة الغابات لولاية قالمة، بإنجاز 3 غابات استجمام في إطار البرنامج القطاعي للتنمية لسنة 2014، وهي غابة الاستجمام "عين الصفراء" ببلدية بن جراح على مساحة 21 هكتارا، وغابة الاستجمام "كحيلة" بني صالح ببلدية بوشقوف على مساحة 22 هكتارا، وغابة الاستجمام جبل "عربية" ببلدية وادي الزناتي على مساحة 15 هكتارا، حيث تسعى المحافظة إلى إنشاء منتزه ومكان للاستجمام في هذا الجبل الغابي الجميل، من شأنه تحريك قطاع السياحة بالولاية. وبالإضافة إلى ذلك، تم اقتراح غابات أخرى للاستجمام، والملفات قيد الإعداد على مستوى محافظة الغابات على مساحة إجمالية تقدر ب259 هكتار، وهي غابة "الريحان" ببلدية بلخير على مساحة 19 هكتارا، وغابة "هماجة" ببلدية جبالة خميسي على مساحة 65 هكتارا، وغابة "بني مجالد- الأربعاء" ببلدية برج صباط على سماحة 43 هكتارا، وغابة "سيدي عيسى" ببلدية عين بن بيضاء على مساحة 51 هكتارا، إلى جانب غابة "الملعب" ببلدية قلعة بوصبع على مساحة 58 هكتارا، وغابة "بلجودي" ببلدية عين مخلوف على مساحة 23 هكتارا. وقد أعدّت محافظة الغابات بقالمة في السنوات الأخيرة، برنامجا هاما لاستغلال الفضاءات الغابية بأهداف سياحية واقتصادية واجتماعية، لا سيما أن 32 ٪ من المساحة الكلية للولاية، عبارة عن غابات تتوفر على مؤهلات سياحية كثيرة، في حين تم في السنوات الأخيرة، تهيئة 3 غابات للاستجمام في كل من "عين الصفراء" ببلدية بن جراح على مساحة 21 هكتارا، وغابة "كحيلة" ببني صالح ببلدية بوشقوف على مساحة 22 هكتارا، وغابة جبل "عربية" ببلدية وادي الزناتي على مساحة 15 هكتارا. كما تتوفر غابات الاستجمام على مرافق؛ منها أماكن للعب الأطفال، ومضامير للمشي، وأماكن للاستراحة، مع تزويد هذه الغابات بالطاقة الشمسية. وتعمل فرق محافظة الغابات على مرافقة قاصدي الغابات للتنزّه والاستجمام لحماية الغطاء النباتي من الحرائق، وبعض السلوكات المعادية للبيئة. محمية "بني صالح": مناظر طبيعية خلابة غنية بالتنوع النباتي تزخر جبال "بني صالح" بمناظر طبيعية خلابة ساحرة، وتُعد من بين المناطق الغنية في الجزائر من حيث التنوع النباتي، حيث توجد بها أصناف عديدة؛ كأشجار الزان، والكاليتوس، والبلوط، وأجود أنواع الفلين والصنوبر الحلبي والبحري، والأعشاب والنباتات الطبية والعطرية والتزيينية، بالإضافة إلى الغطاء النباتي الثانوي؛ مثل الضرو، والريحان، والبرواق، والزعرور، والديس، والخزامى... وغيرها، إلى جانب توفرها على ثروة حيوانية نادرة؛ مثل الحجل والبوم، وكذا الزواحف والحشرات، والضربان، والذئب والثعلب، ناهيك عن الأيّل البربري النادر. وتتربع المحمية على مساحة 80 ألف هكتار بين ولايات قالمة وسوق أهراس والطارف، منها 4667 هكتار بولاية قالمة ببلديتي بوشقوف ومجاز الصفا. وتم بموجب القرار الولائي رقم 2234 المؤرخ في 30 ديسمبر 2015، تصنيف 4667 هكتار من غابة "بني صالح" المتواجدة بتراب ولاية قالمة؛ ك "محمية طبيعية"؛ لتميّزها باحتضان أواخر قطعان "الأيل البربري" في شمال إفريقيا؛ إذ يُعد هذا الحيوان مهدَّدا بالانقراض، وهو محمي في الجزائر. وتُعد المحمية مصنَّفة بنص القانون؛ إذ يعوَّل عليها في السياحة الجبلية للولايات الثلاث المجاورة، ومصدرا للتنوع البيئي والتوازن الإيكولوجي، حيث تستقطب السيّاح من مختلف مناطق الوطن. كما تستقطب الطلبة الجامعيين والباحثين في الدراسات الجامعية لتحضير رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في عدة تخصصات؛ منها البيئة، والإيكولوجيا، والبيولوجيا، وعلم الغابات... وغير ذلك. قمة جبل "لالة ماونة": مقصد السيّاح شتاء وصيفا تقع قمة جبل "لالة ماونة" التي ترتفع عن سطح البحر ب1411 متر، على بعد 20 كلم جنوب مدينة قالمة؛ حيث تتميز بتضاريس جبلية وعرة، وتزخر برسومات صخرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، إلى جانب العديد من الثروات الغابية كالفلين والزان. ويقال إن قمة جبل "ماونة" هي مزار للمرابطة "ماونة"؛ حيث يتواجد على القمة كوخ مغطى بنبات الديس. والمكان لايزال إلى يومنا هذا مقدّسا بالنسبة للعائلات، ويستقطب السيّاح وعشاق السياحة الجبلية في فصل الشتاء أثناء سقوط الثلج، وفي فصل الصيف للاستمتاع بالهواء النقي. وعن قمة "لالة ماونة"، قالت الفنانة التشكيلية والرسامة من أصل ألماني الراحلة "بيتينا هاينن عياش" ذات يوم، بأن قمة الجبل تشبه المرأة النائمة على ظهرها؛ حيث ترى سفوح القمة صخورا متراصة؛ كأنها ثغر امرأة ابتسمت. غابة الاستجمام "عين الصفراء": أهم مناطق الراحة والترفيه يقع الموقع المناخي "عين الصفراء" بجبل "ماونة" الذي يبلغ ارتفاعه 1400 متر. ويتميز بالطبيعة الخضراء الساحرة؛ حيث الغابات الكثيفة، والمناظر الخلابة، والهواء النقي المنعش، ودرجة الحرارة المعتدلة، ومنابع المياه المنعشة. وتم في السنوات الأخيرة، تهيئة غابة الاستجمام، ومخيّم للشباب بالمنطقة، وأصبحت أهم مناطق الراحة والاستجمام والترفيه السياحي بقالمة. سد "بوهمدان": مقصد للتنزّه على ضفافه "سد بوهمدان" شريان ولاية قالمة، ويُستعمل أساسا في ري محيطات السقي، وفي الشرب. كما يحوز على ثروة سمكية معتبرة. وتبلغ سعته الإجمالية 185 مليون متر مكعب. وأصبح في السنوات الأخيرة مقصدا للجولات السياحية والتنزه على ضفافه للاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الساحرة، وزرقة الماء على طول مساره. تجدر الإشارة إلى أن والي قالمة حورية عقون عقدت، مؤخرا، جلسة عمل خُصصت لمتابعة وتقييم وضعية غابات الاستجمام التي تتوفر عليها الولاية، ومدى تقدم الأشغال بالاستثمارات ل 3 غابات استجمام، وهي "عين الصفراء" بجبل ماونة ببلدية بن جراح، وغابة الاستجمام "جبل عربية" ببلدية وادي الزناتي، وغابة الاستجمام "كحية" ببلدية بوشقوف؛ حيث أُعد برنامج هام بالولاية لاستغلال الفضاءات الغابية بأهداف سياحية واقتصادية واجتماعية. "القلتة الزرقة": مياه الشلال تجذب السيّاح تُعد منطقة حمام النبايل من بين المناطق السياحية الجبلية التي يفضل ناس قالمة ومواطنو المناطق المجاورة لها، زيارتها؛ حيث الهدوء والانتعاش. وإن موقع "القلتة الزرقة" من المواقع الطبيعية الجميلة بولاية قالمة؛ حيث يختبئ وسط سلسلة جبلية صعبة المسالك، ويجذب السيّاح لمياهه المتساقطة من الشلال على علو 20 مترا انطلاقا من قمة الجبل إلى أسفله. وتمتاز مياهه ببرودة شديدة؛ حيث تُعد "القلتة الزرقة" من أهم المواقع السياحية الجبلية للاستجمام بالولاية؛ إذ يتمتع زائر هذا المكان بسحر المناظر الجميلة للغابات، والانتعاش بمياه الينابيع الطبيعية المتواجدة بالمنطقة، في ديكور سياحي تصنعه المنابع المائية. وقد أصبح هذا الموقع السياحي يشهد توافد الكثير من الزوار. ويمكنه أن يكون قيمة مضافة لقطاع السياحة والقطاع الاقتصادي، مع فتح مسالك استكشافية جبلية لممارسة رياضة المشي بين الجبال، وتنظيم خرجات ورحلات سياحية للتعريف بما تزخر به ولاية قالمة بصفة خاصة، والجزائر بصفة عامة؛ من مؤهلات، ومقومات طبيعية خلابة. جبل "الشرامط": منظر بانورامي ساحر يصنع جبل "الشرامط" المتواجد ببلدية حمام النبايل، مشهدا فنيا سياحيا رائعا، حيث يسجل، هو الآخر، حضوره بقوة؛ إذ أصبح يستقطب محبّي السياحة الجبلية للتمتع بمنظره البانورامي الساحر، ومن شأنه أن يشكل ثروة سياحية حقيقية.