أكّد السينمائي الفرنسي روني فوتيي الذي شارك في الكفاح من أجل استقلال الجزائر أنّ للأفارقة الحقّ في امتلاك ذاكرتهم المصوّرة، وأضاف لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الملتقى حول السينما الأفريقية المنظّم في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي "أنّه قد حان الوقت للشروع في نقاش حول الذاكرة المصوّرة للأفارقة وحول حرية الصورة قصد السماح للمواطنين بالتعبير وتجاوز الحواجز التي تفرضها حقوق الإنتاج عندما يتعلّّق الأمر بالذاكرة". واستدل بصور بثّت منذ سنة حول الإنترنت والتي تسترجع لقطات من فيلمه "إفريقيا 50" الذي أنجزه سنة 1950، ومقتطفات من الخطاب "المثير للجدل" الذي ألقاه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الاستعمار بتاريخ 26 جويلية 2007 بداكار (السينغال). وأضاف السيد فوتيي أنّ هذا الفيلم القصير من حوالي 10 دقائق والذي يحمل عنوان "ساركواستعمار" يعارض تصريحات ساركوزي من خلال صور فيلم "إفريقيا50" الذي أنجز في كوت ديفوار، مما أدّى إلى سجن المخرج لمدة سنة لتصويره الفيلم من دون رخصة. وأشار السيد فوتيي "لقد جئت للشروع في نقاش حول استعمال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال للسماح ببثّ واسع للصور"، موضّحا أنّ "هذا النقاش يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الجوانب القانونية من أجل تمكين الناس من كلا الضفتين من الاستفادة من الصور التي أنجزها أناس آخرون بغية التعبير عن الرأي". كما أوضح في هذا الصدد أنّ أصواتا في فرنسا دعته لاستخدام "حقّه" بهدف وقف بثّ هذا الفيلم عبر الانترنت، ورد يقول "إنّني لا استطيع فعل ذلك بما أنّ هذا الفيلم قد تعرض للرقابة وأنّ أيّ قناة تلفزيونية لم ترغب في بثّه"، مضيفا أنّه ناضل دوما من أجل حرية الصورة. وتطرّق السيد فوتيي أيضا إلى مسألة فتح الأرشيف المصوّر طبقا -كما قال- للقانون الفرنسي الذي يسمح به في أجل ستين سنة، وتابع قوله انّه يشتغل حاليا على إعادة صور أحد الأفلام التي أنجزها بمدينة براست (فرنسا) سنة 1950 عن مسيرة أحد العمال من براست قتل بالرصاص خلال المظاهرات العمالية التي عرفتها هذه المدينة. في هذا الصدد، أكّد السيد فوتيي أنّ هذا الفيلم قد تمّ منعه وإتلافه لأنّه كان يتطرّق لشهادات رجال شرطة، يؤكّدون خلالها أنّهم أطلقوا الرصاص بأمر من ضابط من مصالح الأمن، وكان التعليق الخاص بالفيلم -كما قال- للشاعر بول ايلوار وقد تمّ بثّه في شوارع مدينة براست وقت المظاهرات. ويعدّ ريني فوتيي السينمائي الذي أنجز أوّل فيلم عن الثورة الجزائرية والذي حكم عليه بسببه عدّة مرات في فرنسا، ويتعلّق الأمر بفيلم "الجزائر تحترق" الذي أنجزه في الجبال مع جيش التحرير الوطني بشرق البلاد، وقد تمّ إخراج هذا الفيلم بفضل مداخيل فليم آخر أنجزه بتونس أيام الاحتلال الفرنسي والذي تعرّض بسببه ريني فوتيي للطرد من هذا البلد قبل أن يعود للمشاركة في الكفاح المسلح للشعب الجزائري.