تعود جوليان لامب إلى أصولها الإفريقية لتقرر منذ سنوات العيش بوطنها الأم جنوب إفريقيا وهي التي عاشت وترعرعت في مدينة باريس، لتعيد بذلك اكتشاف إفريقيا من الجزائر إلى الرأس الأخضر. - كيف وجدت تجربة الانتقال من باريس إلى جنوب إفريقيا؟ * تجربة رائعة، ضرورية لأي إنسان خاصة الفنان، كنت بحاجة لأن أتنفس هواء بلدي وأن أقترب منه أكثر، فرغم السنوات الطويلة التي عشتها في باريس إلا أن الوطن كان بداخلي يشدني دائما وعندما قررت كانت العودة وكان تحقيق الحلم سواء الشخصي أو المهني. - ما هو برنامج بلدك في المهرجان الثقافي الإفريقي فيما يتعلق بفنون العرض والرقص؟ * أشارك ضمن فرقة زيزونوس بازار بقيادة جوليا ريهام والتي تقدم عروضا متعددة الوسائط في الرقص العصري والفلكلوري المعصرن بمعنى أننا في جنوب إفريقيا نرقص الفلكلوري بطرق عصرية والعكس نرقص العصري بحركات فلكلورية إفريقية. ما يميز موسيقانا والموسيقى الإفريقية عموما هو أنها موسيقى ريتمية وتحمل رموزا ذات قيم اجتماعية. نستعمل في عروضنا التي نقدمها طيلة المهرجان السينما الفوتوغرافية كما نحاول بكل الطرق العصرية أن نمزج الطبوع والفنون لنخرج برؤية جديدة وذات معنى أصيل. - ما هي مكانة الرقص في الثقافة الجنوب - إفريقية؟ * له مكانة مهمة جدا وهو ما نحاول استغلاله فنيا وهو متنوع الطبوع لحمل قيم اجتماعية وثقافية ثرية كما كان الرقص أداة وسلاحا في المظاهرات والاحتجاجات في عهد الحكم العنصري (الأبرتايد) وكان كل المناضلين وأبناء الشعب يؤدونه وهم يضربون بالسياط والقنابل والرصاص وهي صور هزت العالم ودحرت الاستعمار. الرقص حاضر أيضا في المناسبات الدينية وفي الكنائس حيث تنشد الأغاني مصحوبة برقصات معينة. - هل يعكس هذا الفن التعددية العرقية والثقافية الموجودة في بلدكم؟ * إن الهوية في بلدنا متعددة لذلك نحارب التفرقة في الأعراق كما نحرص على عدم إظهار هذا الاختلاف حتى في العرض الذي قدمناه بالجزائر، كلنا واحد وكلنا جنوب إفريقي بما في ذلك المغتربون، نحن متفتحون ونسعى لتقديم وإنتاج صورة مشرقة عن بلدنا. - كيف هي علاقتك بالجزائر وهل من سوابق معرفة بينكما؟ * علاقتي بالجزائر بدأت من فرنسا إذ تعرفت على بلدكم فيها من خلال أصدقائي الجزائريين الذين كنت أعيش معهم في الضواحي الباريسية كنت أتصور الجزائر في مخيلتي وهم يحكون عن "لبلاد" وعن العطل وعن وهران، تيبازة وتيزي وزو، بعدها اكتشفت من خلال فضولي التاريخ المشترك بين الجزائروفرنسا، واكتشفت تاريخ استعمار إفريقيا الذي تجسد في الجزائروجنوب افريقيا وعلمت أن ثراء الدول الغربية كان نتيجة نهب ثرواتنا ومع ذلك أدعو إلى تجاوز كل هذا. - كيف وجدت الجزائر وكيف كان استقبال الجمهور للعروض المقدمة؟ * أولا اندهشت من البنايات والهندسة الأوربية لمدينة الجزائر مما يدل على أن الاستعمار مر من هنا، كما سعدت بالجو الفني عبر كافة أرجاء العاصمة وفي كل مكان نحط به وبهذه القدرة على جمع كل تلك الثقافات في آن واحد لصنع الخير والأمل عكس من يجتمعون على صنع الشر والمكيدة للشعوب الأخرى. لايهم، فرحت باستقبال الجزائريين لنا بكل لطف وترحاب أما الجمهور خاصة بالساحات العمومية فوجدته هادئا، يعبر عن إعجابه بالتصفيق لا شغب ولا صراخ ولا أعمال تخريبية مما يدل على تحضر الجزائري، لكن ما تأسفت له هو غياب النساء عن تلك المواعيد، أتمنى أن تحضر المرأة الجزائرية لنرحب بها كما أتمنى أن أتنقل بحرية أكثر عبر الشوارع والمحلات للتسوق ومصافحة الجزائريين بعيدا عن الأطر الرسمية.