هو إطار سابق في شركة وطنية، اختار ساحة البريد المركزي ليقاسم المارة هوايته في جمع كل ما هو قديم من صور شخصيات وطنية وطوابع بريدية تمثل مختلف الحقبات التاريخية للجزائر، وصور جزائريات يرتدين أزياء تقليدية تمثل العديد من مناطق الجزائر العميقة.. إنه عمي الشريف ذو الإرادة القوية والروح الشبابية. هذا الرجل المتقاعد منذ السبعينيات، اختار أن يكون في إحتكاك دائم مع الناس في مكانه القار منذ سنوات برصيف ساحة البريد المركزي، والذي جعل منه ديكورا لا يمكن تصور المكان بدونه. والمتصفح لألبوم الصور الذي يعرضه عمي الشريف، يغوص في عمق تاريخ الجزائر وأصالتها، فصور أزقة العاصمة العتيقة ومعالمها الخالدة القديمة تشعر من يراها اليوم بحلاوة الماضي الجميل، بالإضافة إلى الصور التي تمثل أزياء مختلف مناطق الوطن، والتي تعبر عن ثراء وتنوع الثقافة الجزائرية وجمال وأناقة نسائها. وما يشدّ الزبائن هنا، رحابة صدر عمي الشريف، فمن يشتري صورة لمكان أو لشخصية ما، لا يمكن أن يذهب قبل أن يسمع حكايتها منه وهذا ما يجذب الناس إليه. ويقول محدثنا إن المتردّدين عليه يشكّلون كل الفئات العمرية، كما يزداد إقبال الأجانب في فصل الصيف على سلعته. وبينما يبيع معروضاته، يحدث أن يأتي شخص ليعرض عليه قطعا نقديا قديمة أو مجموعة من الطوابع البريدية فيتحوّل عمي الشريف من بائع إلى مشتر. وحتى هواة الشخصيات الرياضية لفترة الستينات والسبعينات، فقد وجدوا ضالتهم لديه بحكم أنه من المناصرين الأوفياء لفريق شبيبة القبائل من أيام دردار آيت عامر، زعدود.. وغيرهم. أما عن الأسعار التي يبيع بها عمي الشريف تحفه، فتتراوح بين 30 دج و350 دج حسب نوعية القطعة النقدية أو الصورة الفوتوغرافية، والأجمل في ذلك أن عمي الشريف لا يزال يملك القوة والعزيمة، فهو ينتقل إلى مختلف مناطق وولايات الوطن كعنابة ووهران ليحاول إيصال تاريخ الجزائر القديمة رغم تقدم سنه.