شوارع ومحلات تغرق في سيول الأمطار والحماية المدنية تتدخل

سوء الأحوال الجوية بعدة ولايات

أدى التساقط الغزير للأمطار بعد ولايات شرق الوطن، إلى حدوث فيضانات وسيول جارفة، تسببت في غلق عدة طرقات، وتسرّب مياه الأمطار إلى المنازل والمحلات التجارية، الأمر الذي استعجل تدخل مصالح الحماية المدنية، بالتنسيق مع ديوان التطهير، لشفط المياه وإنقاذ عدة أشخاص عالقين جرفتهم مياه السيول.
مياه الأمطار تجتاح الأحياء والمساكن والمؤسسات التربوية بسكيكدة
جندت مصالح الحماية المدنية لولاية سكيكدة، تزامنا مع تساقط الأمطار الرعدية الأخيرة خلال 48 ساعة الأخيرة، ومنذ ليلة الأربعاء المنصرم، كل إمكاناتها من عتاد وتعداد قصد مواجهة مخلفات سوء الأحول الجوية، الذي ميّزه التساقط الغزير للأمطار.
وتدخلت وحدات الحماية المدنية بسكيكدة، لأجل امتصاص مياه الأمطار التي وصل ارتفاع منسوبها حوالي 10 سم، داخل عدة منازل بحي حمروش حمودي بإقليم بلدية حمادي كرومة، إلى جانب امتصاصها لمياه الأمطار، بالتنسيق مع الديوان الوطني للتطهير، وذلك بجانب مداخل العمارات والمحلات التجارية المتواجدة بحي مرج الديب بلدية عاصمة الولاية.
كما تدخلت الوحدة الثانوية لابن عزوز، من أجل امتصاص مياه الأمطار التي اجتاحت حي 144 مسكن ببلدية ابن عزوز، كما قامت نفس المصالح بامتصاص مياه الأمطار داخل منزل بمنطقة "بارون" بلدية تمالوس، بعد أن غمرته سيول الأمطار التي تهاطلت على الولاية وبكميات جد معتبرة، وكذا امتصاص مياه الأمطار بداخل متوسطة جفال الشريف بنفس البلدية أين غمرت مياه الأمطار الحجرات الدراسية.
وقامت مصالح الحماية المدنية، بعملية امتصاص لمياه الأمطار التي اجتاحت الساحة السفلية لمتوسطة "ابن جبير" بحي الإخوة ساكر، ونفس الشيء على مستوى متوسطة صالح جفال بحي 20 أوت 55 بالتنسيق مع ديوان التطهير، إلى جانب امتصاص مياه الأمطار على مستوى حي "لاسيا" بمدينة سكيكدة وكذا ببلدية الحدائق، إلى جانب أيضا قيامها بعملية امتصاص مياه الأمطار التي بلغ منسوب ارتفاعها حوالي 40 سم، وهذا على مستوى السكنات المجاورة للتكوين المهني بلدية حمادي كرومة.
فيضانات عارمة تجتاح مدينة عزابة
عاشت مدينة عزابة، شرق سكيكدة فيضانات عارمة، بسبب السيول التي أحدثتها الأمطار الرعدية التي تساقطت على المدينة، أين غمرت المياه عددا من المساكن والمحلات التجارية بكل أحيائها كحي لمجادي الذي حاصرته المياه، كما حاصرت كل السكنات بعد أن ارتفع منسوب مياه الأمطار التي ظلت تتساقط طيلة 48 ساعة، وما "زاد الطين بلة"، انسداد البالوعات، وسط استياء كبير للمواطنين.
سقوط امرأة في بالوعة وتسجيل أكثر من 7 حوادث مرور
وفي سياق رداءة الأحوال الجوية، قام أعوان الحماية المدنية، بإسعاف ونقل إلى مستشفى المدينة، امرأة تعرّضت للسقوط ببالوعة صرف المياه بحي بويعلى ببلدية سكيكدة، مسبّبا لها إصابات بآلام مختلفة في الجسم. كما سجّلت نفس المصالح، منذ صبيحة الأربعاء الماضي، إلى منتصف النهار، حادثين مرورين بالطريق السيار "شرق-غرب" بإقليم بلدية عزابة، أسفر عن حدوث 7 إصابات مختلفة، إضافة إلى حادث مرور آخر ببلدية عزابة أدّى إلى إصابة شخص بجروح، وحادث مروري آخر ببلدية بين الويدان، أدّى إلى إصابة شخص واحد بآلام مختلفة، وبعد أن قدّمت لهم الإسعافات الأولية في عين المكان، نقلوا على متن سيارات الإسعاف إلى مختلف المصالح الاستشفائية المعنية.
الحماية المدنية تدعو المواطنين للحذر والحيطة
دعت مديرية الحماية المدنية بسكيكدة، المواطنين أمام استمرار التهاطل الغزير للأمطار الرعدية مع هبوب رياح قوية، إلى الابتعاد عن الأودية والجسور وأعمدة الكهرباء، مع تجنب السيول الجارفة والمناطق المغمورة بالمياه، سواء بالنسبة للأشخاص بداخل مركباتهم أو الراجلين، مع مطالبتهم بعدم المجازفة بقطع أو عبور الطرق المغمورة بالمياه.
كمت ذكّرت مصالح أمن ولاية سكيكدة، من جهتها، أصحاب المركبات من أجل قيادة آمنة أثناء تساقط الأمطار، للحفاظ على نظافة نوافذ السيارة للحصول على رؤية واضحة، وصيانة الأنوار الأمامية لتحسين الرؤية عند القيادة، مع القيادة ببطء، مع الحرص على عدم القيادة في الطرق المغمورة بالمياه، وإن لم تكن هناك الخيارات، على الأقل التحلي بالحذر، إلى جانب توجيه عجلة القيادة بهدوء دون تسرع، حتى لا تنزلق السيارة وتفقد التحكم بها، مع ترك مسافة بين السيارات لتفادي التصادم.
مواطنو حي الإخوة بوحجة متذمرون
للإشارة، عبّر مواطنو حي الإخوة بوحجة المعروف باسم حي مرج الذيب بسكيكدة أوّل أمس، عن استيائهم وتذمرهم الكبيرين، للوضع الكارثي الذي يعرفه الحي بسبب الفيضانات المتكررة التي تجتاحه مع تساقط الأمطار، ممّا أدى إلى عزل أجزاء منه، فيما لم يتمكن البعض خاصة الأطفال من الخروج من منازلهم بعد أن حاصرتهم مياه الأمطار منذ أمسية الأربعاء إلى غاية نهار الخميس، فيما أغلقت بعض المحلات التجارية، ورغم تدخل مصالح الحماية المدنية منذ الصباح إلى المساء، فإنّ أجزاء من الحي ما تزال محاصرة بالمياه.
وخلال حديثهم مع المساء، أبدى سكان الحي، انزعاجا كبيرا وتذمرا من الوضع الذي لم يتغير منذ أكثر من 25 سنة، في ظل الوعود غير المجسّدة التي كثيرا ما سمعوها من كل المنتخبين المحليين الذين تداولوا على المجلس البلدي، ودليلهم التدني الكارثي لمحيط الحي، الذي نبتت في طرقه المهترئة الحشائش الضارة، التي نمت بفعل تدفق المياه الراكدة المنبعثة من أقبية العمارات مع انتشار الروائح الكريهة، ناهيك عن الفئران التي غزت الحي، والناموس والبعوض، واهتراء الأعمدة الكهربائية ونقص الإنارة العمومية، فيما تبقى العديد من البالوعات دون أغطية، مما يشكل خطرا على المارة خاصة ليلا.
والمؤلم كما وقفت المساء عنده، حتى عملية قرط البالوعات كثيرا ما تتم بطريقة ابتدائية وبوسائل جد بدائية، بعد أن يترك ما يتم إخراجه بجانب البالوعة دون رفعه. وإذا كان الحي قد استفاد من مشاريع من أجل التكفل بكل النقاط السوداء الموجودة به ومنه إعادة الاعتبار له، إلاّ أن المواطن يبقى يتساءل، إلى متى تتجسّد تلك المشاريع على أرض الواقع؟
تفعيل مخطط النجدة الولائي
تدخّلت مصالح الحماية المدنية لولاية سكيكدة، أوّل أمس، من أجل إنقاذ 8 أشخاص كانوا عالقين داخل حافلة لنقل المسافرين، وكذا 4 آخرين كانوا على متن سيارتين سياحيتين، وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه وادي فندق على مستوى إقليم بلدية عزابة شرق عاصمة الولاية، كما أدى ارتفاع منسوب مياه وادي الصفصاف بالمكان المسمّى "الساسي بوعصيدة" ببلدية رمضان جمال، إلى إجلاء 20عائلة من سكناتهم كإجراء وقائي.
وحسب خلية الإعلام للحماية المدنية، فإنّ عملية امتصاص مياه الأمطار متواصلة، في مختلف أحياء بلدية سكيكدة، وحمادي كرومة، وعزابة، ورمضان جمال، والحروش، جندل والحدائق.وفي سياق الاضطرابات الجوية بسكيكدة، تمّ تفعيل مخطط النجدة الولائي بوضع مركز قيادة عملي على مستوى الوحدة الثانوية بعزابة، إلى جانب تفعيل الخلية الولائية المكلفة بمتابعة الاخطار الناجمة عن التقلبات الجوية على مستوى الولاية، وكذا تنصيب أخرى على مستوى المركز التنسيق العملياتي بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية، فيما ترأّست الوالي حورية مداحي، خلية الازمة بمقر الوحدة الثانوية للحماية المدنية برمضان جمال، للوقوف على الوضع العام الذي تشهده المنطقة جراء التقلبات الجوية التي تميّزت بتهاطل كثيف للأمطار، مما أدى إلى فيضانات عارمة غمرت العديد من أحياء سكيكدة، بالخصوص تلك المتواجدة بالجهة المنخفضة من المدينة وعلى مستوى بلديات أخرى، أين تعدّر على المواطنين مغادرة مساكنهم، فيما ظلت العديد من المحلات التجارية والمخابز مغلقة.
انسداد العديد من الطرقات والمحاور الولائية
تسببت التقلبات الجوية والأمطار الرعدية الغزيرة التي تساقطت على سكيكدة وضواحيها طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة ودون انقطاع، في غلق العديد من الطرقات والمحاور الولائية، حيث تمّ تسجيل صعوبة في السير على مستوى الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين بلديتي الحروش والغدير بسبب التساقط الغزير للأمطار، كما تسببت الأمطار الطوفانية في غلق الطريق الولائي رقم 33 في شطره الرابط بين بلديتي زردازة واولاد حبابة بسبب ارتفاع منسوب مياه سد زردازة.
من جهة أخرى، دعت الحماية المدنية السكان المحاذين لوادي الصفصاف الذي يمرّ ببلديات زردازة، الحروش، صالح بوالشعور، رمضان جمال، بني بشير، حمادي كرومة وسكيكدة لاتّخاذ الحيطة والحذر، وهذا بعد أن تقرّر فتح مصب سد زردازة الذي يصب مباشرة في وادي الصفصاف.
* بوجمعة ذيب
قسنطينة.. 30 تدخلا لمصالح الحماية المدنية
سجلت مصالح الحماية المعدنية بولاية قسنطينة، عشية أول أمس الخميس، إلى غاية صباح الجمعة، 30 تدخلا، عبر مختلف الطرق الوطنية والولائية، بسبب التهاطل الكثيف للأمطار، منذ الثلاثاء الفارط، والتي عرفت ذروتها بين يومي الأربعاء والخميس، مع تسجيل غلق عدد من محاور الطرق.
وتدخل أعوان الحماية المدنية، على مستوى الطريق الوطني رقم 27، بمقطع الطريق المار عبر حي جبلي أحمد المعروف باسم الكانطولي، أين تم إنقاذ 4 سيارات كانت عالقة بالمياه، بعدما انقطاع الطريق بسبب ارتفاع منسوب المياه، كما تدخلت نفس المصالح لشفط المياه من محور الدوران على مستوى مدخل بلدية ديدوش مراد، الذي أغلق في وجه حركة المرور، صباح أمس، وكان التدخل أيضا بمحطة القطار ببلدية أولاد رحمون.
وتدخل أعوان الحماية المدنية، على مستوى عدة شوارع ببلدية حامة بوزيان، لتحويل مجرى المياه وشفطها على مستوى العديد من المنازل، بحي الكيلومتر الخامس، ببلدية قسنطينة، بعدما غمرتها مياه الأمطار وتم إنقاذ سيارتين، علقتا بالمياه بمحيط محطة المسافرين الشرقية، كما تدخل الأعوان من أجل شفط المياه بوحدة لإنتاج الأدوية بمنطقة النشاطات لزيغود يوسف، وكذا حي حمادي كرومة، مع تسجيل سقوط جدار الحديقة بحي السوناتيبة وتضرر عدد من الطرقات.
وشملت تدخلات الحماية، إنقاذ حافلة نقل، كانت عالقة بالأوحال، على مستوى الطريق الوطني رقم 79 بمنطقة قطار العيش، ببلدية الخروب، أين تم تحويل الركاب إلى حافلة أخرى، كما تم صباح أمس، إسعاف عائلة تتكون من 5 أفراد، بالمدينة الجديدة علي منجلي، بسبب استنشاقهم لغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة، وتم نقلهم إلى مستشفى علي منجلي.
* زبير. ز
فيما نقلت حالة حرجة للمستشفى.. السيول تجتاح النسيج العمراني بباتنة
شهدت ولاية باتنة، عشية أول أمس، تهاطلا غزيرا للأمطار، تسبب في حالة من الذعر والخوف وسط المواطنين، بعد أن تسببت في إغراق العديد من الأحياء بالأوحال، إذ تسببت في تعطيل حركة المرور، قبل أن تخترق الوديان عددا من التجمعات الحضرية خصوصا بالجهة الشرقية عبر الطريق الوطني رقم 87 بإقليم دائرة تيمقاد وسريانة على مستوى الطريق الوطني 75 الرابط بين باتنة وبحي المجزرة بمدينة باتنة.
وسجلت مصالح الحماية المدنية، 3 تدخلات على مستوى منزلين بكل من الشمرة وحي المجزرة بباتنة، لامتصاص المياه، بالإضافة إلى تقديم يد المساعدة لسيارة عالقة في الأوحال على مستوى الطريق 87 بإقليم دائرة تيمقاد.
كما شوهدت وحدة سريانة على مستوى الطريق الوطني 75 الرابط بين باتنة وسطيف، لتقديم يد العون والمساعدة للمارة بسبب ارتفاع منسوب المياه في بعض النقاط. وقد أدى انسداد مجاري المياه لهذه الوضعيات، بعدما جرفت السيول الحجارة والأوحال، حسبما لوحظ بعين المكان.
ونقلا عن بيان مصالح الحماية المدنية بباتنة، فإن وحدتي المعذر وجرمة مدعمتين بفرقة الغطاسين وفرقة البحث والتدخل، تدخلت في الأماكن الوعرة لإنقاذ شخصين على الأكثر عالقين بعد ما جرفت السيول سيارتهما بمنطقة طورنة بجرمة.
وقد تجندت المصالح المعنية، تحت الإشراف المباشر للمدير الولائي، ووضعت في حالة استنفار قصوى منذ الساعات الأولى من تهاطل الأمطار لتقديم يد العون والمساعدة للمواطنين.
وتم صباح أمس، حسبما استفيد من خلية الإعلام للحماية المدنية، إنقاذ شخص يبلغ من العمر 60 سنة، ونقله في حالة جد حرجة للمستشفى، بعدما جرفته السيول، وهو على متن سيارته بمنطقة طورنا بجرمة.
وتمكنت وحدتا المعذر وجرمة، مدعمتين بفرقة الغطاسين وفرقة البحث والتدخل في الأماكن الوعرة، من إنقاذ شخص بعد تلقي نداء من قبل مواطنين.
* ع. بزاعي