شارك أمس مئات الفلسطينيين في مسيرة احتجاجية جابت شوارع مدينة غزة طالبوا خلالها من الفرقاء السياسيين الفلسطينيين بالعودة إلى الطاولة واستئناف الحوار الشامل كونه "الوسيلة الأفضل" لإنهاء حالة الانقسام السياسي الحاصل منذ سنتين. وخرج مئات الفلسطينيين إلى شوارع مدينة غزة تلبية لدعوة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفعوا خلالها لافتات وشعارات دعوا فيها إلى الوحدة الوطنية ورفض "حوار المحاصصة ومحاولات اقتسام السلطة بين فتح وحماس". ودعا المتظاهرون الذين جابوا شوارع غزة واستقروا قرب النصب التذكاري للشهيد المجهول وسط المدينة إلى الشروع في "حوار شامل باعتباره الوسيلة الأفضل لنجاح الحوار". وترفض الجبهة الشعبية والعديد من فصائل الفلسطينية الأخرى حصر الحوار الفلسطيني الفلسطيني الحالي بين حركتي حماس وفتح دونها غيرهما من الفصائل الأخرى. والإشارة واضحة إلى جلسات الحوار التي سعت الحكومة المصرية عبر مدير مخابراتها الجنرال عمر سليمان إلى تنظيمها في محاولة لإنهاء حالة الانقسام التي تضرب السلطة الفلسطينية منذ أكثر من عامين بسبب خلافات سياسية بين الحركيتين المذكورتين. وفشلت كل جولات الحوار هذه التي انطلقت منذ بداية شهر مارس الماضي بسبب خلافات وصراع خفي يحمل بصمة خلاف حاد في المنطلقات السياسية لكل من حركة فتح وحماس وهو ما أدى استمرارا حالة الاحتقان بين الحركتين إلى حد الآن دون بريق أمل للتوصل إلى أرضية توافقية لإنهاء الصراع بين اكبر فصيلتين في الخارطة السياسية الفلسطينية. ودفعت مثل هذه الوضعية بالفصائل الفلسطينية الأخرى إلى مطالبة حركتي فتح وحماس والراعي المصري بإنهاء الحوار الثنائي والعودة إلى حوار شامل يضم كل الفصائل. وكانت الجلسة الأخيرة للحوار الوطني الفلسطيني التي عقدت في القاهرة بين حركتي فتح وحماس فشلت في الاتفاق على القضايا العالقة بينهما وأعلنت الحركتان تأجيل الجلسة التي كانت مقررة في 25 جويلية بالقاهرة إلى 25 أوت المقبل.