نجح ثنائي المنتخب الوطني يوسف بلايلي وبغداد بونجاح، في تقديم مستويات جيدة خلال كأس أمم إفريقيا الجارية بكوت ديفوار، مقارنة بباقي الأسماء الأخرى، وبما كان عليه الوضع بالنسبة للاعبين قبل أشهر قليلة فقط، من الإعلان عن القائمة النهائية ل"الكان" ؛ فبلايلي كان بدون فريق لفترة طويلة وخرج من حسابات بلماضي، في حين أن مستوى بونجاح كان غير ثابت، وتواجده في خيارات بلماضي كان متذبذبا، لكنهما تمكنا من قلب التوقعات في آخر لحظة. وجاء تألق بونجاح وبلايلي في مبارتي أنغولاوبوركينافاسو (بدون احتساب لقاء موريتانيا الذي لعب سهرة أمس)، بالنظر إلى العديد من العوامل والأسباب التي ساهمت في استعادة ابنَي الباهية روح كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، والتي كانت محطة لهما للبروز في القارة السمراء. الإصرار على العودة إلى المنتخب الوطني أول عامل ساهم في استعادة كل من بونجاح الذي سجل ثلاثة أهداف في مبارتي أنغولاوبوركينافاسو، وبلايلي، توهّجهما المعروف، هو إصرارهما على العودة إلى المنتخب الوطني بعد أن مَرّا بفترة صعبة جدا، ومنها ما عاشه بونجاح بعد كأس أمم إفريقيا 2022 بالكاميرون، عندما تعرّض لانتقادات قوية جدا، دفعت بلماضي إلى الاستغناء عنه في فاصلة مونديال 2022 ولفترة طويلة بعدها، قبل أن يعود في الفترة الأخيرة، ويؤكد أنه مازال قادرا على العطاء مع "الخضر". ومن جهته، خاض بلايلي مشوارا طويلا بالعراقيل منذ شهر مارس من عام 2023، عندما فسخ عقده مع نادي أجاكسيو الفرنسي، وبقي بدون فريق إلى غاية بداية الموسم الحالي، وانضمامه لمولودية الجزائر؛ حيث نجح في بعث مشواره الكروي من جديد، قبل أن يخضع لعمل خاص وجبار مع المنتخب الوطني، لاستعادة جاهزيته البدنية، ليتحول من لاعب خارج القائمة النهائية إلى لاعب أساسي. تحويل الانتقادات إلى عامل إيجابي تعرّض لاعبا السد القطري ومولودية الجزائر، على التوالي، لانتقادات قوية في الفترة الماضية؛ فبغداد بونجاح فقد شعبيته عند الجماهير الجزائرية، بتضييعه حسه التهديفي، في حين أن مشاكل يوسف بلايلي خارج الملعب، أثرت كثيرا على مستوياته الفنية، وحمّله الجزائريون مسألة ابتعاده عن خيارات بلماضي، لكن كلا اللاعبين حوّل تلك الانتقادات إلى عامل إيجابي، واستندا عليها للعودة بقوة؛ بدليل أن بلايلي كان يصرح في كل مناسبة، بأنه لن يستسلم، وسيقاتل إلى آخر لحظة حتى يتواجد ضمن خيارات بلماضي، وهو ما حدث بالفعل. الصداقة المتينة بينهما والتسلح بروح 2019 يربط بغداد بونجاح ويوسف بلايلي صداقة قوية بلغت أعلى درجات "الأخوة" ؛ على اعتبار أنهما نشآ في نفس المدينة، ولعبا معا في الفئات الصغرى، وهو ما يفسر الانسجام الكبير بينهما؛ إذ يمكن بلايلي أن يجد بونجاح في أي مكان داخل منطقة العمليات بدون النظر إليه. والدليل التمريرة الساحرة التي قدمها له خلال مواجهة أنغولا، والتي سجل منها الهدف الأول ل"محاربي الصحراء" . كما إن اللاعبَين دخلا كأس إفريقيا الحالية بنية رد الاعتبار ونفس معطيات "كان 2019"، عندما كانا لاعبين مهمشين في تلك الفترة، وهو ما يفسر الروح العالية التي أظهراها إلى حد الآن في كوت ديفوار. خبرتهما الكبيرة في القارة الإفريقية تَسلح بغداد بونجاح ويوسف بلايلي، خلال "كان" كوت ديفوار، بخبرتهما الإفريقية الكبيرة؛ سواء مع الأندية التي لعبوا لها؛ على غرار النجم الساحلي بالنسبة لبونجاح، أو الترجي التونسي واتحاد العاصمة بالنسبة لبلايلي، أو مع المنتخب الوطني في فترة سابقة؛ حيث كانا أكثر اللاعبين تأقلما مع الظروف المناخية القاسية هنا في بواكي، وعلى وجه التحديد الحرارة الشديدة مقارنة ببعض اللاعبين المحترفين في القارة العجوز، وهو الأمر الذي يفسّر اعتماد بلماضي عليهما بصفة أساسية هنا في كوت ديفوار. أصداء هدّاف منتخب غينيا الاستوائية يتجاوز بونجاح وصل مهاجم منتخب غينيا الاستوائية إيميلو نسو، إلى هدفه رقم خمسة في كأس أمم إفريقيا 2023، بعد أن سجل ثنائية أول أمس، في لقاء كوت ديفوار (4 0)، وهو الذي كان سجل ثلاثية في مواجهة غينيا بيساو، ليتجاوز بذلك حصيلة بغداد بونجاح مع "الخضر" (بدون احتساب مباراة موريتانيا)؛ حيث سجل نجم السد القطري ثلاثة أهداف مع المنتخب الوطني؛ بمعدل هدف أمام أنغولا، وثنائية في مرمى بوركينافاسو. متابعة قياسية للحصة التدريبية ل"الخضر" شهدت الحصة التدريبية للمنتخب الوطني، أول أمس، وقبل مواجهة موريتانيا، حضورا إعلاميا قياسيا، فبالإضافة إلى العدد الكبير من ممثلي وسائل الإعلام الجزائرية، تواجد عدد كبير من الصحفيين الفرنسيين والإيفواريين والكاميرونيين، لتغطية تدريبات زملاء محرز، ليبقى "الخضر" من أكثر المنتخبات متابعة إعلاميا في هذه المسابقة. "الكاف" تحقق في أحداث مباراة الكونغو الديموقراطية والمغرب قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فتح تحقيق في الأحداث التي عرفتها مباراة الكونغو الديموقراطية والمغرب، لحساب الجولة الثانية من المجموعة السادسة، والتي شهدت اعتداءات من طرف بعض لاعبي المنتخب المغربي على نظرائهم من الكونغو الديموقراطية، واتهام قائد الأخير شانسيل مبامبا، المدربَ وليد الرغراغي، ب "العنصرية". وأكدت الكاف في بيان لها: "فتحت "كاف" تحقيقا ضد الاتحادين المغربي والكونغولي لكرة القدم عقب أحداث مبارتيهما"، مضيفة: "لن تدلي كاف بأي تعليق آخر حول هذه المسألة، حتى يكتمل التحقيق". الاتحاد الكونغولي احتج بقوة على "العنصرية" احتج الاتحاد الكونغولي لكرة القدم على تلك الأحداث بقوة، ودافع عن قائده شانسيل مبامبا بشدة، مشيرا إلى أن الأخير تعرض للاعتداء الجسدي واللفظي من طرف زملاء النصيري وحتى المدرب الرغراغي. وقال في بيان له تحت عنوان: "رسالة سخط من الاتحاد الكونغولي عقب الإهانات والاعتداءات العنصرية على شانسيل مبامبا"، إن مدافع أولمبيك مرسيليا "تعرّض في نهاية المباراة، لتصريحات فظة من قبل اللاعبين المغاربة. كما إنهم اعتدوا على بعض اللاعبين في الطريق إلى غرفة تبديل الملابس". اللاعب الكونغولي تعرّض للعنصرية في منصات التواصل ولم تتوقف الإهانات وحملات العنصرية ضد اللاعب شانسيل مبامبا عند هذا الحد، بل تعرّض لهجوم كاسح في منصات التواصل الاجتماعي. وجرى وصفه بعبارات عنصرية مقيتة من طرف المغاربة؛ سواء عبر حسابه الرسمي في " أنستغرام" أو عبر المنصات الأخرى، وبطريقة لم يسبق لها مثيل. وحاول هؤلاء تحميله مسؤولية ما حدث؛ الأمر الذي دفع بالعديد من الهيئات واللاعبين، إلى مساندة نجم أولمبيك مرسيليا. تخوفات من تعامل الكاف "المكيالي" مع القضية ويخشى المتابعون أن يتعامل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بسياسة الكيل بمكيالين مع هذه القضية، خاصة أنه يخضع لسيطرة اللوبي المغربي. وتحرُّكه وإصداره بيانا بهذا الشأن، لا بد منه بعد الضجة العالمية بخصوص العنصرية التي تعرّض لها لاعب منتخب الكونغو الديموقراطية، والتي شوّهت صورة كأس أمم إفريقيا 2023، التي تجري في قلب القارة السمراء.