يعيش المنتخب الوطني منذ خروجه المبكر، من كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار، حالة من الغموض والانسداد قد تؤثر بشك مباشر على مستقبل التشكيلة الوطنية، قبل شهر ونصف فقط من عودة زملاء فارس شايبي إلى أجواء المنافسة، بمناسبة تنظيم الدورة الدولية الودية شهر مارس بالجزائر بمشاركة منتخبات ألبانيا (هناك حديث عن انسحابه) وبوليفيا وجنوب إفريقيا، ثم خوضهم لتصفيات كأس العالم 2026 بداية شهر جوان المقبل، بمواجهة غينيا وأوغندا في الجولتين الثالثة والرابعة على التوالي. ويسود جدل كبير وسط كرة القدم الجزائرية، بخصوص مستقبل جمال بلماضي مع "الخضر"، والذي لم يتحدد بشكل رسمي لحد الساعة ما بين رحيله أو بقائه، في وقت لا يبدو فيه الوقت في صالح المنتخب الوطني أو الاتحاد الجزائري لكرة القدم، المطالب بإنهاء حالة الانسداد الحالية، حتى يعود "الخضر" إلى سكة التحضيرات والاستعداد لاستئناف المنافسة. حل قضية جمال بلماضي في أقرب وقت ويبقى ملف المدرب جمال بلماضي، في الفترة الحالية أولوية قصوى بالنسبة للاتحاد الجزائري لكرة القدم ورئيسه وليد صادي، المطالب بغلقه وإيجاد حل لهذه القضية، التي أصبحت تشغل الرأي العام في أقرب وقت ممكن، سواء من خلال إنهاء العلاقة مع نجم أولمبيك مرسيليا السابق بطريقة ودية، والابتعاد عن أي مشاكل أخرى قد تصل إلى "التحكيم الدولي"، خاصة أن بلماضي محمي بعقده ويحتفظ بكل حقوقه في حال استبعاده. ويؤكد العديد من المتابعين بأنه ليس من صالح المنتخب الوطني ولا الفاف، إطالة الجدل القائم بخصوص هذه القضية، لأن ذلك سيعرقل تحضيرات زملاء عوار في الفترة المقبلة، في وقت هم فيه بحاجة ماسة إلى بعث مشوارهم واستعادة ثقة الجماهير الجزائرية في الفترة المقبلة. إنهاء الجدل بخصوص هوية المدرب الجديد لن يكون أمام الاتحاد الجزائري لكرة القدم خيار، سوى تسريع عملية تعيين مدرب جديد للمنتخب الوطني، في حال استقر على إنهاء العلاقة مع جمال بلماضي بهدوء ودون مشاكل وتبعات أخرى، على اعتبار أن "الخضر" سيكونون معنيين بالعودة إلى المنافسة بعد شهر ونصف، وبالتالي فهم بحاجة إلى مدرب جديد ودائم، وليس لمدرب يقودهم بصفة مؤقتة، كما جرى الترويج له في الفترة الماضية، على اعتبار أن المنتخب الوطني ليس حقل تجارب. ولا يمكن للفاف، أن تطيل عمر أزمة شغور العارضة الفنية للمنتخب الوطني في هذه الحالة، لأن الأمر سيفتح المجال أمام التكهنات والتخمينات، التي ستزيد من تعميق أزمة "الخضر" الفنية، وعليه يجب على الاتحاد الجزائري القيام بالخيار الصحيح والمناسب في أقرب وقت ممكن، لوضع زملاء آيت نوري على السكة الصحيحة، من أجل العودة إلى الواجهة في أقرب وقت ممكن. إعادة الهدوء والثقة وسط اللاعبين تسببت النتائج المسجلة في كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار في إحباط كبير، لدى لاعبي المنتخب الوطني، الذين تعرضوا لصدمة قوية ضربت معنوياتهم في الصميم، وباعتراف مدربيهم في مختلف الأندية الأوروبية، كما زادت قضية المدرب بلماضي من تعقيد المشكلة، الأمر الذي يستدعي من "الفاف" الاستقرار على قرارات نهائية ومناسبة، من أجل إعادة الهدوء وسط زملاء إسماعيل بن ناصر، لمحاولة النهوض من جديد في الفترة المقبلة. ويحتاج لاعبو المنتخب الوطني في الفترة القادمة، إلى الهدوء واستعادة الثقة من أجل رد الاعتبار والتصالح مع الأنصار، وهي المعطيات التي لن تتحقق على أرض الواقع، إلاّ في حال إنهاء حالة الجدل بخصوص مستقبل العارضة الفنية ل«محاربي الصحراء"، سواء ببقاء جمال بلماضي أو تحديد خليفته في أسرع وقت. ضخ دماء وروح جديدة في المنتخب أثبتت مشاركة "الخضر" المخيبة في كأس إفريقيا بكوت ديفوار، الحاجة الماسة لضخ دماء وروح جديدة تحسبا للفترة المقبلة، من خلال الاستقرار على مستقبل بعض الكوادر، الذين وصلوا إلى مرحلة تستدعي منهم اتخاذ قرار حازم، بخصوص مستقبلهم الدولي، بالنظر إلى تقدمهم في السن وتراجع مستوياتهم الفنية، على غرار إسلام سليماني وسفيان فيغولي وعيسى ماندي وحتى رياض محرز، الذي يمر بأصعب فترة له مع المنتخب الوطني. ويرى الكثير من المحللين، بأن الوافدين الجدد على المنتخب الوطني، مؤخرا، في صورة آيت نوري وشايبي وعوار ولعروسي وغويري، بحاجة للقيام بأدوار قيادية في الفترة المقبلة وبناء مستقبل التشكيلة الوطنية عليهم، من منطلق أنهم سيكونون في قمة عطائهم الكروي، بحلول موعد تنظيم كأس العالم 2026، التي تعد الهدف الرئيس ل«الخضر" في الفترة المقبلة، فضلا عن العودة إلى التألق في كأس أمم إفريقيا 2025 المقررة بالمغرب.