نظم الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة بنيويورك، السفير عمار بن جامع، بمقر الأممالمتحدة، لقاء غير رسمي جمع المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بمجلس الأمن ومجموعة من أفراد العائلات الفلسطينية الذين عانوا وعائلاتهم من همجية قوات الاحتلال وجرائمه الفظيعة التي ما يزال يرتكبها ضد المدنيين العزل بقطاع غزة. شكل اللقاء فرصة للعائلات المشاركة لمخاطبة صانعي القرار بمجلس الأمن، وجها لوجه ليحكوا مرارة تجاربهم الأليمة وقساوة الأحداث المروعة التي مروا بها منذ العدوان الصهيوني. وأعطيت بالمناسبة الكلمة لأفراد العائلات المشاركة، الواحد تلو الآخر ليرووا على مسامع الأشهاد تفاصيل الأحداث التي تعرضوا لها هم أو أفراد عائلاتهم وهو ما جلب تعاطف كل المشاركين دون استثناء. وروت إحدى المشاركات بحسرة بالغة قصة قصف منزل عائلتها الذي راح ضحيته قريباها عزيز وحاتم طفلان لم يتجاوزا الخامسة عشرة، إضافة لأحد عشر فردا آخرين من أفراد عائلتها، في حين نجا حمزة من القصف، لينقل إلى المستشفى، حيث عاش هناك ألما لا يطاق لمدة أسبوع، قبل أن يرتقي هو الآخر شهيدا متأثرا بجروحه في ظل غياب الدواء والمعدات الطبية اللازمة لعلاجه.وبنفس الأسى، قصت مشاركة أخرى على أعضاء المجلس ما حدث لأختها إيمان التي قتل زوجها في قصف لقوات الاحتلال وهي حامل بابنها الذي أنجبته مطلع هذه السنة، ليس فقط في غياب الرعاية الصحية اللازمة بل وفي ظل غياب الكهرباء أيضا.ولد ابن إيمان وأعطته اسم زوجها المغدور به صبري، إلا أن عوضها هذا لم يدم طويلا حيث توفي الطفل بعد 20 يوما من ولادته، فجسم صبري البريء لم يصمد أمام قساوة البرد ونقص الحليب. كما راحت ضحية أخرى تروي مأساتها وهي تغالب دموعها إثر قصف منزل عائلتها الذي راح ضحيته أخواها أحمد ومحمد، حيث انتقلت بعدها إلى بيت جدتها الذي تحول فيما بعد إلى مقبرة بعد استهدافه، في حين تعرضت أختها سارة لحروق في معظم جسمها وكابدت ألما لا يطاق قبل أن تنجح ،بعد شهرين من المعاناة وغياب التكفل اللازم في التنقل إلى مصر ثم الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج، إلا أن فريق الأطباء لم يستطع معالجة الطفلة سارة كلية حيث اضطر إلى بتر أربع من أناملها لأن خروجها من جحيم غزة جاء متأخرا جدا. وعقب تدخلات أفراد عائلات الضحايا، عبر العديد من ممثلي أعضاء مجلس الأمن في لحظة تفيض إنسانية بعيدا عن وظائفهم الدبلوماسية، عن تعاطفهم مع المآسي والفظائع التي تعرض لها الفلسطينيون. كما أعربوا عن عميق امتنانهم للسفير عمار بن جامع على هذه المبادرة الحسنة التي مكنتهم من الاستماع إلى قصص ما كانوا ليطلعوا على تفاصيلها لولا هكذا لقاء.وجدد كافة المتدخلين عزمهم على مضاعفة الجهود للتوصل إلى حل نهائي يضمن حقوق الفلسطينيين في الأمن والعيش الكريم.