تواصل قوات الاحتلال الصهيوني أمس، ولليوم الثاني على التوالي حصار مستشفى "الأمل" في مدينة خان يونس بقطاع غزّة، وتغلق جميع مداخله بالتزامن مع قصف عنيف وإطلاق نار كثيف، في استهداف صريح وعلني للطواقم الطبية والنازحين والمرضى الموجودين فيه. ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن آليات الاحتلال بمختلف أنواعها تحاصر في هذه اللحظات مستشفى "الأمل" وهو الأكبر في جنوب القطاع وتغلق جميع مداخله، موضحة أنها تقوم بأعمال تجريف واسعة في محيطه وأن جميع طواقمه تحت الخطر الشديد حاليا ولا تستطيع الحركة نهائيا. وكانت آليات الاحتلال الصهيوني بمختلف أنواعها قد حاصرت الأحد، مستشفيي "الأمل" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و"ناصر" في مدينة خان يونس. وحذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني مجازر جماعية في مجمع "ناصر الطبي" ومستشفى" الأمل" في خان يونس جنوبي قطاع غزّة. وقالت إن قوات الاحتلال ترتكب أبشع أشكال الجرائم والتنكيل بحق مجمع "ناصر الطبي" ومستشفى "الأمل" ومحيطهما والمتواجدين فيهما من طواقم طبية للإسعاف ومرضى ونازحين. وفي سياق آخر اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني 5 شبان فلسطينيين من رام الله والبيرة بالضفّة الغربية، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية، نقلا عن مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اعتقلت 5 شبان فلسطينيين بعد أن داهمت منازلهم وعبثت بمحتوياتها. واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، منذ بدء عدوانها على قطاع غزّة في 7 أكتوبر، 7755 فلسطيني من مناطق متفرقة بالضفة الغربية بما فيها القدس، حسبما أورده بيان مشترك لهيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني. وتشهد مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين يوميا حملات اعتقالات ومداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، يصحبها إطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام على الشباب الفلسطينيين، وزادت وتيرة تلك الحملات بالتزامن مع العدوان الصهيوني غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة. من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أنه رغم الإجماع الدولي الحاصل على حماية المدنيين وإدخال المساعدات بالطرق كافة البحرية والبرية والجوية، غير أن مسؤولي الاحتلال يواصلون تعميق مسارات الإبادة الجماعية والتهجير ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة لليوم 171 على التوالي، دون أن يغيروا فيها شيئا أو يستجيبوا لأي من المطالب أو المناشدات الدولية أو أن يعيروها أية اهتمام. وأوضحت في بيان لها أمس، أن تكرار مسؤولي الاحتلال لتحديهم المواقف الدولية باجتياح رفح على مدار الساعة في ظل التصعيد التدريجي لقصف المنازل في المدينة كما حصل خلال ال24 ساعة بتدمير 5 منازل خلفت عن ما يزيد عن 30 شهيدا وعشرات الجرحى والمفقودين وتعميق التجويع والتعطيش والقتل باستخدام الغذاء والمياه كأسلحة في حرب الإبادة، يهدف إلى فرض التهجير على سكانه، كما أن جوهر ما يرتكبه جيش الاحتلال في القطاع هو تكريس الفصل بين الضفة الغربية والقطاع لضرب مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة. وأكدت الوزارة أن ذلك كله يعتبر أحد مرتكزات رؤية مسؤولي الاحتلال الاستعمارية العنصرية من العدوان، مشددة على أن الإبادة حقيقية والتهجير قادم في حين أن المواقف الدولية الشكلية لا ترتقي لمستوى حرب الإبادة والتضامن الدولي معنوي في ظل جعجعة دولية لا تقوى على توفير الخبز للمدنيين الفلسطينيين. وشددت على أن الشعب الفلسطيني ضحية مستمرة ليس فقط للاحتلال وإنما لازدواجية معايير دولية دفعنا ثمنها غاليا منذ بداية الصراع وحتى الآن، حيث أثبت المجتمع الدولي عجزه وغياب إرادته في حل الصراع وتحقيق السلام، وفي الوقت ذاته أثبت فقط قدرته على إعادة إنتاج الفشل في تطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية على الحالة لفلسطين المحتلة، وهذه المرة فشله في حماية الإنسانية والانحياز لها، كحد أدنى واجب الوجود وشرط أساس لشرعية وجود المؤسسات الدولية الأممية.