بلغ عدد النشاطات الطبية التي قامت بها القوافل الطبية المتنقلة التابعة لمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لفائدة سكان مناطق الظل بقسنطينة، أزيد من 2750 فحص طبي في ظرف 15 يوما فقط في مرحلتها الثالثة، الممتدة من 19 فيفري إلى 3 مارس لفائدة 65 منطقة. وعرفت هذه المبادرة الصحية التي حملت شعار "خدمتكم واجبنا، صحتكم مسؤوليتنا" وجاءت تطبيقا لتوصيات الجهات العليا في البلاد للتكفل بسكان المناطق المعزولة والنائية ومساعيها لتوفير أساسيات العلاج عبر مختلف مناطق الظل المنتشرة عبر كامل تراب الوطن، تجاوبا، واستحسانا كبيرين من سكان هذه المناطق عبر كامل تراب الولاية؛ حيث تم تقديم مئات الفحوصات من قبل القوافل الطبية المدعمة بعيادة متنقلة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية في مختلف التخصصات؛ على غرار تخصص أمراض النساء والتوليد، وطب الأطفال، وجراحة الأسنان، وأمراض الطب الداخلي، والأمراض العقلية، والكشف عن سرطان عنق الرحم... وغيرها من الكشوفات والفحوصات الطبية، فضلا عن توسيع البرنامج الوطني لتلقيح الأطفال. وحسب حصيلة خلية الإعلام والاتصال بالمديرية، فإن فحوصات الطب العام أخذت حصة الأسد بالنسبة لمواطني مناطق الظل؛ بتسجيل أزيد من 694 فحص طبي، يليها تخصص جراحة الأسنان العامة والمتخصصة ب 627 فحص، وكذا 288 فحص في تخصص أمراض النساء والتوليد، و230 فحص خاص بالطب النفسي، و165 فحص خاص بالمساعدة الاجتماعية، فضلا عن تسجيل المؤسسات العمومية التي أوكلت لها مهمة الفحص الطبي، 139 فحص خاص بطب الأطفال، و67 فحصا في الطب الداخلي. أما الفحوصات الخاصة بطب الأمراض الصدرية، فقد سجلت مديرية الصحة قيام الأطباء المختصين بأزيد من 76 فحصا. أما الرعاية العامة والحقن فقد تم تقديم 50 تدخلا، إضافة إلى 144 تدخل في مجال التغذية الصحية، فيما بلغ عدد عمليات تلقيح الأطفال 23 عملية أو تدخل، فضلا عن استفادة المواطنين من حملات توعويه حول داء السكري، وارتفاع ضغط الدم والتربية الغذائية، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الثدي، والرضاعة الطبيعية. ومن جهة أخرى، أضاف مسؤول خلية الإعلام والاتصال بالمديرية أمير عبدون، ل"المساء"، أن برمجة هذه القوافل الطبية جاءت بعد تقييم نجاح العمليتين الأولى والثانية، اللتين لقيتا استحسانا كبيرا من قبل المواطنين، والتي دامت قرابة ثلاثة أشهر، حيث تمت العملية وفق برنامج مضبوط يشمل كل مناطق الظل على مستوى الولاية، مشيرا في نفس السياق، إلى أن جل القوافل كانت مدعمة بعيادة متنقلة، مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية في مختلف التخصصات، تتكفل بنقل الكشوفات والفحوصات الطبية المتخصصة؛ على غرار تخصص أمراض النساء والتوليد، وطب الأطفال، وجراحة الأسنان، وأمراض الطب الداخلي، والأمراض العقلية، والكشف عن سرطان عنق الرحم... وغيرها من الكشوفات والفحوصات الطبية؛ من خلال تجنيد المؤسسات العمومية للصحة الجوارية. وخفّفت هذه القوافل الطبية المتنقلة عناء سكان المناطق المعزولة التي تفتقر لهياكل صحية ثابتة، تضمن خدمات صحية نوعية؛ بسبب افتقار جل مناطق الظل عبر كامل تراب الولاية، لمراكز الصحة العمومية، فضلا عن أن سكان مناطق الظل يشتكون من مشاكل صحية متكررة، أبرزها وفيات الأمومة نتيجة مضاعفات ما بعد الولادة، ونقص التلقيحات بالنسبة للأطفال، وضغط الدم، والسكري،... وغيرها؛ الأمر الذي يستلزم ضمان العيادات الطبية المتنقلة؛ كخطوة عملية لتدعيم هذه المناطق، خاصة أن السكان لا يستطيعون التنقل إلى أقرب عيادة من أجل إجراء فحوصات طبية في حال المرض أو الحاجة إلى الطبيب أو الأدوية. وأضاف مسؤول الإعلام والاتصال بمديرية الصحة، أن المبادرة التي أطلقتها مديريته منذ أكتوبر 2021، جاءت تطبيقا لتوصيات رئيس الجمهورية، الرامية إلى التكفل الأمثل بسكان مناطق الظل، وسعيا منها للمضي قدما في سبيل تطبيق البرنامج المسطر، والقاضي بتقريب الخدمات الصحية من المواطنين القاطنين بالمناطق المعزولة، وبالأخص الذين يفتقرون لهياكل صحية قاعدية، تضمن لهم خدمات صحية نوعية. وكانت الانطلاقة في موسمها الثالث من مناطق الظل ببلدية الخروبوقسنطينة؛ بتسخير فرق طبية وشبه طبية متنقلة تابعة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية، مدعمة بكوادر طبية تابعة إداريا للمؤسسات العمومية الاستشفائية، الموزعة على تراب الولاية. وأوضح عبدون أن العملية شملت مختلف البلديات؛ كبلدية قسنطينة، والخروب، وحامة بوزيان، وكذا عين أعبيد، ومناطق الظل بهذه البلديات؛ على غرار منطقه كاف الكحل، وتافرانت، والجباس، وكذا دوار الطبابلة، ودوار براهمية، وعين قجاو، إضافة إلى مشتة سليماني، ومشتة عين دباب، ومشتة أم المروج، ومنطقة الضبابية، وغيرها من المشاتي التي حصلت على التغطية الصحية للمرحلة الثالثة من فعاليات الأيام المفتوحة للترقية الصحية بمناطق الظل، وكانت فرصة لتنظيم حملات تحسيسية بالموازاة مع تقديم فحوصات طبية متخصصة. وأضاف المتحدث أن الفحوصات التي قامت بها أطقم المؤسسات العمومية للصحة الجوارية الست، مكنت من إجلاء العديد من المرضى؛ على غرار إجلاء سيدة طاعنة في السن من تحصيص أول نوفمبر، كانت تعاني من مرحلة متقدمة من التعفن جراء القدم السكرية وارتفاع ضغط الدم، والتي تم إجلاؤها إلى المستشفى الجامعي ابن باديس لأخذ العلاج المناسب، وكذلك إجلاء سيدة أخرى من منطقة فيراندو، كانت تعاني أزمة ربو حادة، ليتم تحويلها إلى مصلحة الأمراض الصدرية بنفس المستشفى، مع التكفل بعدد من النساء وتوجيههن للمتابعة الصحية على مستوى مصالح الأمومة والطفولة، فضلا عن توجيه 31 طفلا إلى وحدات الكشف بالمؤسسات التربوية، وتقديم مساعدات مادية وأدوية للمحتاجين.