شكلت فرص التعاون بين الجزائروكوريا الجنوبية في مجال الصيد البحري وتربية المائيات محور أشغال منتدى تم تنظيمه أمس بالجزائر، في طبعته العاشرة، من قبل المعهد البحري الكوري ووزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية، بالتنسيق مع سفارة كوريا الجنوبيةبالجزائر والوكالة الكورية للتعاون الدولي، تحت شعار "ماضي وواقع ومستقبل التعاون بين الجزائر وكوريا في مجال الصيد البحري". في كلمة قرأها نيابة عنه المفتش العام، أكد وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية أحمد بداني، أن هذه الطبعة تأتي لتسهم في تعزيز التعاون الجزائري-الكوري في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، الذي "بلغ ومازال يبلغ مستويات ممتازة"، من خلال تجسيد العديد من المشاريع التقنية والبرامج البحثية والتكوينية، والتي يستعرضها المنتدى على مدار يومين قصد مناقشة سبل تطويرها والارتقاء بها. ومن هذه المشاريع، أشار الوزير إلى المشروع التجريبي لتربية الجمبري في مياه البحر بولاية سكيكدة والمشروع التجريبي لتربية الجمبري في المياه العذبة وإنتاج أعلاف الأسماك بولاية ورقلة. واعتبر المنتدى الذي ينعقد لأول مرة في الجزائر، "محطة مهمة للاطلاع على فرص الاستثمار والتجارة بين البلدين في مختلف النشاطات المرتبطة بالقطاع". كما عبر بداني عن ارتياحه للحركية التي يعرفها قطاعه، من خلال المؤشرات الإيجابية التي ترجمت بزيادة في العرض الوطني من المنتجات الصيدية وتربية المائيات، مع تعزيز وتطوير قدرات الأسطول الجزائري للصيد البحري، حيث أشار في هذا السياق، إلى الاهتمام الكبير الذي يحظى به قطاع الصيد البحري من قبل السلطات العمومية، نظرا لمساهمته المباشرة في تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي للبلاد، وهو ما يتجلى، حسبه، في برنامج طموح يهدف أساسا إلى الرفع من القدرات الانتاجية للقطاع، عبر تطوير مختلف نشاطاته، لاسيما تنمية تربية المائيات وتطوير الصيد في أعالي البحار، بالإضافة إلى الصناعات المرتبطة بهما. من جهته، ثمن نائب مدير المعهد البحري الكوري مستوى علاقات التعاون القائمة مع الجزائر التي تعد، حسبه، شريكا مهما بلاده في هذا القطاع، منوها بضرورة تكثيف هذا التعاون المشترك لاسيما في المجال البشري والتكوين ونقل الخبرات. وفي تصريحات صحفية، وصف المفتش العام لوزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية، التعاون المشترك بين البلدين بالمثمر والجدي والفعال، تترجمه مشاريع حقيقية تم تجسيدها ميدانيا بالجزائر. وشهد اليوم الأول من المنتدى الذي تأسس سنة 2010، تقديم عدة عروض حول التغيرات والتحديات التي يشهدها قطاع الصيد البحري في دول شمال افريقيا، وكذا خبرات كل من الجزائروكوريا الجنوبية. و أبرز المسؤول الاقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال افريقيا، أحمد المزروعي، الأهمية الكبيرة لتربية المائيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودورها المهم في الأمن الغذائي والتغذية، مشيرا الى أن هذه الشعبة ارتفعت بنسبة 132 بالمائة خلال 20 عاما لتصل إلى ما يقرب من 1,8 مليون طن سنة 2021 بقيمة تزيد عن 2,5 مليار دولار في هذه المنطقة. كما نوه بفوائد الأطعمة المائية التي تعد مصدرا مباشرا للأحماض الدهنية أوميغا-3، وكذا لعدة عناصر غذائية أساسية أثبتت فعاليتها في خفض ضغط الدم والتقليل من مستويات الكوليسترول وتحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية.