دق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، ناقوس الخطر من أن 90 في المئة من الذين يواجهون خطر الموت جوعا في السودان محاصرون في مناطق الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. قال البرنامج الأممي، إن هذا الوضع يجعل من إيصال المساعدات الإنسانية لهم أمرا صعبا، مشددا على ضرورة الوصول بشكل منتظم ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في السودان.وتأتي التحذيرات الجديدة بعد أخرى مماثلة قبل أيام، أعلن على إثرها برنامج الغذاء العالمي، أن الأزمة الغذائية التي يمر بها السودان قد تكون الأكبر من نوعها على الإطلاق، محذّرا من فوات الأوان في حال عدم توفير المساعدات اللازمة وإيصالها في أقرب وقت ممكن. وتؤكد الأممالمتحدة، أن السودان بحاجة لنحو أربعة مليارات دولار لتوفير المساعدات الضرورية المستعجلة، وأكدت سابقا أن حوالي خمسة ملايين شخص مهددون بانعدام غذائي كارثي في الأشهر المقبلة وهو أعلى مستوى.ورغم تعهد المانحين في مؤتمر باريس مؤخرا، بتوفير مساعدات تزيد قيمتها على ملياري دولار للسودانيين، فإن ما تم جمعه منذ افتتاح المؤتمر لا يتجاوز 9 مليون دولار. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، عدنان حزام، إن الصراع الحالي تسبب في أزمة إنسانية لملايين السودانيين، وأثّر على جميع جوانب الحياة داخل البلاد وخلّف أكثر من 8 ملايين نازح بدون مأوى أو غذاء، كما أن منشآت القطاع الصحي تضررت بشكل كبير حيث أن أكثر من 70 في المائة منها لا تعمل والأخرى تفتقر للأطر الطبية.وأكد أن جميع مناطق السودان تعاني من هذا التوتر الذي خلق واقعا إنسانيا مأساويا، غير أن العالقين في مناطق الصراع هم الأكثر تضررا حيث يصعب توفير الماء والمواد الغذائية والوصول إلى الخدمات الصحية. وأشار المتحدث، إلى أن الصليب الأحمر الدولي يحاول القيام بدوره الإنساني من خلال تزويد عشرات المستشفيات بالمعدات، ودعم مؤسسات المياه لتوفير مياه صالحة للشرب وكذلك إيصال المساعدات الغذائية، كما ساهم كوسيط في عملية إطلاق المحتجزين لدى طرفي النزاع، وكذلك هو حلقة وصل بين الأهالي في مختلف مناطق البلاد.