يسدل الستار، اليوم، بوهران، على الطبعة 40، من كأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس، بإقامة المقابلتين النهائيتين عند الرجال والسيدات، والمباراتين الترتيبيتين عند الرجال والسيدات كذلك للحصول على المركزين الثالث والرابع، بالقاعة متعددة الرياضات للمركب الأولمبي"هدفي ميلود". يجمع لقاء الرجال بين الزمالك المصري والترجي التونسي، أما لقاء السيدات، فسيكون أنغوليا خالصا، ومكررا لنهائي كأس "السوبر" الإفريقي، بين بريميرو أوغستو، ومواطنه بيترو أتليتيكو ، أما اللقاء الترتيبي للرجال، فسيجمع بين الأهلي المصري وشبيبة سكيكدة، في حين يلتقي في لقاء السيدات، الأهلي المصري بنادي أوتوهو الكونغولي، وكانت ذات القاعة للمركب الأولمبي، شاهدة أول أمس على مواجهتين قويتين، برسم الدور نصف النهائي بين أندية شمال افريقيا لدى الرجال ، وصفوة الكرة النسوية الإفريقية تتصدرها الاندية الأنغولية. سكيكدة بوجهين مختلفين وتضيع تأهلها بغرابة غريب أمر فريق شبيبة سكيكدة، الذي ضيع فرصة تأهله إلى الدور النهائي، بالتالي كتابة تاريخ متجدد لكرة اليد الجزائرية، لما انقاد إلى خسارة وبفارق 04 أهداف أمام نادي الزمالك، وهي الخسارة التي ترسمت في الشوط الأول، الذي انتهى بفارق (8 أهداف) ولمصلحة المصريين بنتيجة (20-12)، وهو فارق فاجأ أهل الاختصاص الجزائريين، ومعهم الجماهير القليلة، والذين كانوا ينتظرون من ممثل كرة اليد الجزائرية استماتة قوية، واستعدادا حسنا. فنادي الزمالك صال وجال، وبكل حرية، وسجل أهدافه بسهولة كبيرة في هذه المرحلة الأولى، وخصوصا عن طريق الجناحين، والأيسر بالتحديد كما بينت ذلك الدقائق 06 (6-2)، والد19(16-07)، ليترسم الفارق في 08 أهداف عند نهاية الشوط الأول، ودائما لمصلحة الزمالك (20-12)، ولقد كانت الأخطاء القاتلة المتتالية المرتكبة من قبل السكيكديين، وخاصة عند بناء الهجمات فرصا لا تعوض للمصريين لاستغلالها، وتحويلها إلى مرتدات أثمرت أهدافا كثيرة، وأحيانا في ظل شباك فارغة لنادي سيكيكدة، الذي حاول مرارا الاستفادة من لاعب سابع دون الحارس كما يسمح به قانون اللعب لكن دون جدوى. الشوط الثاني كان مغايرا تماما بالنسبة لنادي سكيكدة، الذي ظهر بكامل إمكانياته البدنية والفنية والتكتيكية، وخصوصا بثقة كبيرة في النفس، ترجمت إلى صلابة واضحة، وعمل دفاعي جيد، وهو ما مكّن ممثل الجزائر من تقليص الفارق إلى 06 أهداف عند الد 33 (20-14)، و(23-17) في الد45، ثم تقلص إلى فارق 05 أهداف في الد50 (28-23)، بفضل الأداء الحسن للثلاثي السكيكدي لغيغزة شمس الدين وبن الشيخ الحسين ولحسن جاب الله، دون نسيان التألق الواضح للحارس بوسمال عادل، الذي نال عن جدارة لقب أحسن لاعب في المباراة، لكن دون أن يقبض وزملائه على الأهم، وهو التأهل الذي فلت من بين أيديهم، ولمصلحة نادي الزمالك الذي يدين كثيرا لخبرته، التي أوته من مفاجأة الجزائريين له، وتعبيد طريق كسب المباراة، وبواقع (30-26). صرح لخضر عروش، مدرب سكيكدة، معلقا على المباراة، وإقصاء فريقه قائلا: "لعبنا ضد فريق قوي، كانت لدينا طموحات للذهاب بعيدا في المنافسة، لكن اصطدمنا بواقع أن فريقنا هاو منذ 30 سنة، وواجه أندية محترفة، في الشوط الأول كنا خارج الإطار، وارتكبنا أخطاء أضرت بنا كثيرا، وحاولنا إصلاح ما يمكن إصلاحه في الشوط الثاني، وتمكنا من تقليص الفارق ، والمهم أننا كسبنا الاحتكاك ،وننتظرمن السلطات المعنية احتضاننا، ومساعدتنا خاصة من جانب الإمكانيات". الترجي التونسي يقهر المارد المصري القمة الثانية للدور نصف النهائي، التي جمعت بين المرشح الأول لنيل اللقب الأهلي المصري، وغريمه الترجي التونسي، كانت قمة بأتم معنى الكلمة، حيث وفت بكل وعودها من حيث الإثارة والتشويق والندّية الكبيرة، وتمكن خلالها النادي التونسي من الفوز، وبالتالي التواجد في المحطة النهائية، بعدما أطاح بالأهلي بنتيجة (25-21)، وكان الشوط الأول تونسيا أيضا بواقع (10-09). فالمصريون، لم يجدوا ضالتهم هذه المرة أمام البطل التونسي، الذي قلب عليهم الطاولة، ومعها كل التوقعات التي وضعته مسبقا في خانة ضحايا النادي المصري، الذي استسلم عنوة لمنطق التونسيين، حيث لم تفده لا تكتيكات مدربه دافيد دافيس، ولا مهارات لاعبيه خاصة الدوليين منهم الذين تداولوا على محاولات إخراج فريقهم من الوحل التونسي الذي غرق فيه، فضاع الفوز المرتجى، ومعه اللقب الذي كانوا يحلمون الظفر به، وإضافته لخزائنه، التي كانت استقبلت منذ أيام فلقط كأس "السوبر" الإفريقي، ومن ثم الاحتفال كما يجب بالعيد 117 لتأسيس نادي الأهلي. كان الترجي التونسي ندا حقيقيا للأهلي المصري، ومن بداية المقابلة، حيث وضع نصب عينيه مرمى الحارس المصري الدولي عبد الرحمان محمد الذي غابت عنه فطانته وصلابته هذه المرة أمام عزيمة التونسيين ممثلة في الرباعي الخطير بوغانمي أسامة ومرغالي أشرف وجربالي إسلام، وعبدلي بلال الذي دك مرماه بأهداف متتالية، وعن طريق القذف من بعيد، وخارج منطقة العمليات، وهو ما سمح للترجي من أخذ الأسبقية في النتيجة مع توالي دقائق المباراة، وبالاستناد دائما على نقاط قوته، ومفاتيح لعبه المهمة، التي غلقت أمام المصريين كل سبل استدراك تأخرهم، بزيارة مرماهم بصفة سريعة ومتتالية ، كما زاد الحارس التونسي نمل أصيل من بسالته وتألقه، اللذين توجاه بلقب أحسن لاعب في المباراة، وقبل ذلك الاحتفال مع زملائه، وكامل الوفد التونسي بالتأهل إلى المباراة النهائية بعد ترسيم فوزهم على المصريين، وبنتيجة (25-21). وصرح نمل أصيل حارس عرين الترجي التونسي عقب المباراة قائلا: "خضنا تحديا كبيرا أمام الأهلي المصري في طريق مسيرنا نحو النهائي ن، لقد كنا أكثر استعدادا وتركيزا وإصرارا لتخطي عقبة المصريين، ونجحنا في ذلك بفضل الروح القتالية وتنظيمنا التكتيكي الجيد . أشكر كثيرا جماهيرنا الوفية على مساندتها لنا ، ونعدهم ببذل الجهد اللازم للفوز بالكأس وإهدائها لهم". سيطرة اليد النسوية الأنغولية بالنسبة لمباراتي السيدات، فقد افرزت نهائيا أنغوليا خالصا، ومكررا لمنافسة كأس "السوبر" الإفريقي، وهو ما كان منتظرا، ذلك أن الكرة النسوية الأنغولية، هي التي تتصدر حاليا الواجهة الأنغولية، أندية ومنتخبات، ومنذ سنوات. فصاحب "السوبر" الإفريقي بريمرو أوغستو، فاز على نادي أوتوهو الكونغولي بنتيجة عريضة، وبفارق 20 هدفا (31-11)، ومواطنه بيترو اتليتيكو أزاح من طريقه نادي الأهلي المصري بواقع (24-19). وصرح مدرب الأهلي عادل محمد عادل، بعد مباراة فريقه، فقال: "أنا راض على بعض لاعباتي ، فريقنا يحوز على لاعبات صغيرات في السن، كما يكسب في ذات الوقت بعض الخبرات، لكن كان صعبا علينا إزاحة الكرة النسوية الأنغولية التي تتسيد الساحة الإفريقية ، كانت رغبتنا كبيرة في بلوغ القمة ،وعدم الاكتفاء بالتمثيل المشرّف، ولكن الحمد لله على ما كان، وسنواصل العمل بنفس الجدية للمستقبل". بالنسبة للفريقين الجزائريين، نادي الأبيار وفتيات بومرداس، فلم يلعبا أول أمس، مقابلتهما الترتيبيتين، وأحيلا على ترتيب الدور الأول، والذي كان مخيبا على طول الخط، بعدم تحقيق ممثلي كرة اليد النسوية الجزائرية لأي فوز فيه .