قدّم الملحن والموسيقيّ الشهير صافي بوتلة، مساء أول أمس، ماستر كلاس احترافي حول الموسيقى والسينما، لحساب برنامج الدورة الرابعة من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. وعرض على الحاضرين الكثير من القطع الموسيقية لاستكشاف عالمه الفريد، مع دعم شرحه بمثال عملي؛ مثل فيلم "فاطمة نسومر" لبلقاسم حجاج، موضحا: "يجب، في البداية، استخلاص موضوع رئيس من مشهد محدّد "؛ فبالنسبة له الدراسة الفيلمية هي مصدر الإلهام. وتابع بوتلة: "ثم أضيف الطبول في مشهد يرصد أنهم في صدد الخسارة؛ يجب أن يظهر هذا الانتظار". ويصرّ الفنان على تكرار الموضوع للحصول على تناسق في الفيلم، ثم تحليل مشاهد أخرى من الفيلم. وخلال النقاش الذي عرف حضور المخرجين مرزاق علواش ورشيد بن علال وعدد من الفنانين وعشاق الموسيقى، أكد صافي بوتلة على ضرورة التفكير في القراءة، والرسم، وجميع الفنون للقدرة على الإبداع. وقال بإصرار: "يجب أن نثري أنفسنا". وقال إنّه لا يملك سرا لوصفة الإبداع. ومن جهته، طرح المخرج مرزاق علواش موضوع الذكاء الاصطناعي، وأنه يُستخدم، بالفعل، في مجال تأليف الموسيقى السينمائية، وأن مهندس الصوت قد استخدمه، بالفعل، في فيلمه الأخير تماما، بينما أعرب رشيد بن علال عن خوفه من رؤية بعض المهن تختفي بسبب التكنولوجيا. وفي هذا الشأن أوضح صافي بوتلة أن "من الضروري اعتماد كل ما هو متاح". كما "يجب التقدّم بوتيرة التكنولوجيا". صافي بوتلة موسيقي وملحن جزائري، من مواليد 6 جانفي عام 1950 في ألمانيا. عمل مع مغنين مثل الشاب خالد عام 1987. وسجل ألبوما بعنوان "كوتشي". تابع دراساته الثانوية والموسيقية بين الجزائر 1966 وباريس 1969، قبل أن يحصل على منحة من وزارة التعليم العالي في الجزائر، للدراسة في "معهد بيركلي للموسيقى" في مدينة بوسطنالأمريكية. وفي عام 1992 دخل ألبومه "مجنون" قائمة أحسن 10 ألبومات في الجاز. نشّط العديد من الحفلات في الجزائر، وفرنسا، وكندا والولايات المتحدةالأمريكية. ووضع موسيقى لأعمال سينمائية كثيرة؛ منها فيلم "بن بولعيد"، و"الخبز الحافي"، و"ليتل سنغال"، وغيرها.