أبرز ملامح تنوع الحضارات والثقافات وتعاقبها في تندوف، تنوع الأكلات الشعبية في البلاد، فقد جمع المطبخ التندوفي، عناصر من مطابخ عدة، شكلت على مر التاريخ، ميزة للمنطقة، نتعرف على بعضها الذي مثل انعكاسا لنمط حياة السكان. "بلغمان".. طعام أهل الصحراء من بين أبرز الأكلات المحلية بتندوف؛ أكلة "بلغمان"، التي تميز المجتمع الصحراوي خصوصا، فلها خصائص التكيف مع عاملي الترحال وخصوصية الأرض الزراعية في الصحراء، ويطلق على هذه الأكلة أيضا "لوكيل لكحل" (الأكل هو الأسود)، وهو من أشهر الأكلات وأيسرها إعدادا وتحضيرا، حيث تعد من طحين الشعير، أو ما يعرف محليا ب«الدقيق المقلي". تتمثل كيفية تحضير هذه الأكلة في قيام الطاهي بوضع دقيق الشعير المجفف والمطحون في إناء القدحة. تعتبر أكلة "البلغمان"، وجبة مغذية وسريعة التحضير، ينظر إليها على أنها أساس زاد المسافرين، إذ أنها تحفظه من الجوع والعطش لمدة طويلة، وغالبا ما يحضر "البلغمان" في وجبة السحور في شهر رمضان الكريم، كما تحضر أيضا للأشخاص الذين يعانون من تراكم الدهون المضرة في وعاء المعدة، ويحتوي المكون الأساسي لهذه الأكلة "الشعير"، على مواد فعالة، أهمها النشا والبروتين والأملاح المعدنية، ومنها الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم. "البنافة".. أكلة تتربع على عرش الوجبات التندوفية يتميز المطبخ التندوفي أيضا، بأكلة "البنافة" الشعبية، أو ما يطلق عليها "الطاجين"، وهي أكلة تقليدية اشتهرت في عدد من مناطق البلاد، تتكون من اللحم المقطع أو غير مقطع، حسب الرغبة، بالإضافة إلى البطاطس المقطعة، وكذلك البصل، ويوضع الكل في قدر واحد ويطبخ، ثم يوضع في إناء التقديم، يغمس الخبز في الصلصة ويتم تناول الطعام. كما يفضل أغلب سكان تندوف لحم ظهر الإبل، المعروف محليا ب«الفلكة"، والذي يطهى مع البصل والقليل من التوابل التي تميز المطبخ الموريتاني، بينما يفضل آخرون شيّ لحم الغنم، لما له من فوائد كثيرة لجسم الإنسان. "خبز الملة".. سر التراب الساخن كما يعرف سكان وادي تندوف، طهي "خبزة الملة"، وهي خبزة تقليدية مصنوعة من الشعير، تدفن في التراب الساخن لمدة قصيرة، ثم تقطع إلى قطع صغيرة في إناء خشبي يسمى "القصعة"، يضاف إليه مرق لحم الإبل وشحمها، ثم يضاف إليه أيضا الدهن، ويعتبر حطب الجداري أحسن ما تطهى عليه "خبزة الملة" التندوفية، وينتشر بأودية تندوف، وله فائدة صحية ممتازة، وعليه يتم إعداد الشاي، وغالبا، لا تجد عائلة تندوفية لا تطبخ طعامها وأكلها على غير حطب الجداري والفحم. "لقليلة".. شعير القمح الشهي هناك أكلة أخرى تسمى "لقلية"، وتعتبر من أهم المأكولات الشعبية بتندوف، خاصة بالنسبة للكبار، تصنع من شعير القمح، تغلى في التراب الناعم في إناء حديدي، ثم تقوم المرأة التندوفية البدوية، المكافحة والمصارعة لقوارع الزمن وقساوة الطبيعة، بطحنها في الطاحونة التقليدية، وهي من الحجر، لتتحصل بعد ذلك على دقيق يسمى "دقيق المقلي"، يصنع منه طعام "البلغمان"، كما سبق وأشرنا إلى ذلك. "الدشيشة" بلبن النوق تصنع "الدشيشة" من مادة الشعير، وتطبخ في إناء مرجن أو قدر، وتحضر كأكلة شعبية، بعد أن يضاف إليها لبن النوق وزبدة الغنم، بالإضافة إلى كل ذلك، لابد من الإشارة إلى استعمال "الرب" (بضم الراء)، عند تناول فطور الصباح، وهو عصير التمر، إلى جانب استعمال بعض الأعشاب الصحراوية والنباتات، مثل "التيلوم"، وهو نبات صحراوي، يشبه البصل، لكنه يختلف عنه في الرائحة والطعم، ينتشر في محيط لقرارة، وهو محيط فلاحي ينتج العديد من الخضروات، وبسبب الجفاف وقلة الأمطار، اختفت نبتة "التيلوم"، كما يتناول أهل المنطقة "الترفاس" المرفوس بالدهن، وهو من أشهر الأطباق وأحبها.