ينظم مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في الجزائربوهران، المؤتمر الدولي الموسوم "الجزائر بعد 70 سنة، تحديات تجديد المعرفة في العلوم الاجتماعية والإنسانية" ، أيام 9 و10 و11 ديسمبر 2024 بوهران. بالمقابل، جاء في ديباجة ملتقى "الجزائر بعد 70 سنة البحوث الناشئة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، الواقع والتحدّيات" ، أنه ينظَّم بعد النسخة الأولى التي جرت فعاليتها يومي 3 و4 ديسمبر 2017؛ تكريما للأستاذ الباحث محمد إبراهيم صالحي. وقد أولى المركز، منذ أكثر من ثلاثة عقود ولايزال، أهمية بالغة للبحوث الناشئة؛ إذ خصّص لها مجالا هاما بغرض التكوين عن طريق البحث؛ من خلال إدماج الباحثين الشباب في العديد من المشاريع المؤسساتية. وساهم في تثمين بعض مخرجاتها عبر المرافقة المؤسساتية لنشر أبحاثها الأولى، أو من خلال ضمان فرص للتكوين فترة الملتقيات الوطنية والدولية، والتي كانت غالبا ما تخصَّص لها على الهامش، جلسات لتنظيم الورشات التكوينية والنقاشية التي يستفيد منها طلبة الدكتوراه. وفي هذا السياق، رافقت مجلة "إنسانيات" مخرجات هذا النوع من البحوث؛ إذ أسست، منذ عددها الأول، فقرة قارة تسمى "موقف بحث" ، تُعنى بنشر التجارب البحثية الناشئة. كما نجحت في برمجة ونشر عددين مزدوجين للغرض نفسه، هما أبحاث أولى، العدد رقم 14 / 15 سنة 2001 (27 مقالا للبحوث الناشئة)، وأبحاث أولى، العدد رقم 29/30 سنة 2005 (27 مقالا للبحوث الناشئة)، في تخصصات العلوم الاجتماعية والثقافية. أما في مجال التكوين فقد أفضت الشراكة العلمية للمركز مع بعض جامعات الجزائر، إلى تأسيس المدرسة الدكتورالية في الأنثروبولوجيا. كما حرص على استفادتها من تجارب التكوين الدولي أثناء تنظيم الورشات المنهجية الخاصة بمنطقة شمال إفريقيا في وهران، بالشراكة مع مجلس تنمية البحوث الاجتماعية بإفريقيا CODESRIA (دكار، السنغال)، أو ورشات الكتابة العلمية للمقالات، بالتعاون مع مركز الدراسات المغاربية بالجزائر CEMA (وهران، الجزائر)، أو ورشات "منهجية البحوث" مع معهد البحوث المغاربية المعاصرة IRMC (تونس العاصمة). كما مكّن ملتقى البحوث الناشئة بالبلدان المغاربية في نسخته الأولى، من عرض تجارب بحثية رائدة من حيث جودة مخرجاتها العلمية، ونوعية مقارباتها ونتائجها، وظروف تأطيرها. وقد سمح بمناقشة بعض التحولات التي تعرفها هذه البحوث من حيث المواضيع المدروسة، والمقاربات النظرية المستثمر فيها، وكذا علاقاتها بالمؤسسات البحثية (مخابر البحث، ومراكز البحث، وفرق بحث..). وقد ساهم في مناقشة العلاقة بين نوعية التكوين ونوعية البحوث الناشئة. بيّن هذا اللقاء تنامي حالات العزلة التي تواجه مسار الطالب الباحث في الدكتوراه أثناء إعداده الرسالة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، بالإضافة إلى كشفه ملامح ضعف ارتباط بحوثه بالنسيج البحثي المؤسساتي (بحوث بعيدة عن إشكاليات المخابر ومراكز البحث)، ومحدودية الاستشهاد بالتراكمات المعرفية السابقة، و«المغامرة" في "عموميات المواضيع البحثية" دون التأصيل الضروري لها، مع ضعف آليات تثمينها ونشرها، وتدني مرئية مخرجات بحثه، ناهيك عن وجود ملامح مفارقات جيلية تطبع التأطير (ملامح قطيعة بين حصيلة المعارف السابقة ومواضيع البحوث الناشئة). وإذا كانت التجربة المؤسساتية للمركز في مجال تأطير هذا النوع من البحوث معلومة، حسب بعض المؤشرات التي أمكن متابعتها عبر السنوات الماضية، فإن التقرير الصادر عن الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، حول "الورشة الوطنية لترقية البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية" التي انعقدت يومي 22 و23 نوفمبر 2021، يدعم بعض المؤشرات سالفة الذكر. ويكشف عن وضع البحوث الناشئة وظروف تأطيرها في مرحلة التكوين الدكتورالي. ويربط واقعها بحال هذه العلوم في الجزائر بصفة عامة (صورتها الاجتماعية، وحالة الجمهرة التي تشهدها تخصصاتها، وطرق التعامل مع موروثها الكولونيالي، وضعف مرئيتها، وضعف تثمينها، وانخراطها في الخيارات الإيدولوجية، وتهميش دورها، وضعف الكيانات البحثية المؤطرة لها، والمسألة اللغوية، ودورياتها، ومصيرها المهني..). وبالمقابل، تسعى محاور الملتقى الدولي الثاني لمقاربة واقع البحوث الناشئة في العلوم الاجتماعية والإنسانية اليوم، ومقاربة ثيماتها، وأجنداتها/ استراتيجياتها البحثية. كما تهتم بفهم علاقتها بالجماعة العلمية من حيث اعتماد نتائجها، وتداولها، وعلاقتها بالتراكمات المعرفية السابقة التي تدعّم حصيلتها العلمية أو تثريها أو تنقدها، إضافة إلى محاولتها فتح نقاش نقدي حول استراتيجيات عروض التكوين والتأطير بعد تعميم نظام "ليسانس، ماستر، دكتوراه". أما محاور الملتقى فهي البحوث الناشئة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، مقاربات مفاهيمية مقارنة، وكذا علاقة البحوث الناشئة بالتأطير والجماعة العلمية، بالإضافة إلى موضوع البحوث الناشئة (التحولات الجيلية والمقاربات البراديغماتية)، علاوة على واقع البحوث الناشئة في العلوم الاجتماعية والإنسانية منذ سنة 2013، وعرض نماذج من البحوث الناشئة في العلوم الاجتماعية والإنسانية بالجزائر. وبالمناسبة، يدعو المركز كافة الباحثين والأساتذة الباحثين، إلى المشاركة في التظاهرة العلمية؛ من خلال تسجيل مقترحات مساهماتهم (مداخلة فردية، مقترح جلسة نقاشية، مقترح مائدة مستديرة) عبر الرابط symposuim.crasc.dz