طرح عدد من المستثمرين، مؤخرا، انشغالاتهم على والي عنابة عبد القادر جلاوي، في لقاء حول "واقع الاستثمار وآفاقه من أجل تنمية مستدامة في قطاعات: الفلاحة، الغابات، الصيد البحري وتربية المائيات" ، بقاعة الاجتماعات بمقر الولاية، وبحضور المديرين التنفيذيين المعنيين. وكان ضمن هؤلاء مهنيو الصيد البحري، الذين تناولوا مشكل تأخر استقدام قوارب جديدة، والتخلص من القديمة لتحسين المنتوج السمكي. ولإثراء هذا الموضوع تواصلت "المساء" مع مدير الصيد البحري بعنابة نور الدين رميتة، قبل تحويل الملف إلى الوزارة الوصية، الذي أكد انشغاله بضيوفه، فيما لم نتلقَّ أي توضيح منه حول الموضوع. وفي انتظار إيجاد حلول سريعة لمشاكل مهنيّي الصيد البحري بعنابة، يبقى القطاع بحاجة إلى دعم ومرافقة قوية من طرف الوزارة الوصية؛ من أجل ضمان تنمية مستدامة، وتحسين نشاطه بعد ركوده لسنوات عديدة نتيجة عدة تراكمات ومشاكل داخلية، كانت وراء فشل بعض البرامج الاستثمارية، خاصة في شعبة تربية المائيات، ناهيك عن السير البطيء لبعض مشاريعه، والتي سترى النور، حسب والي عنابة، خلال الأيام القادمة، منها تسلُّم مشروع رسو القوارب بشاطئ سيدي سالم. وفي سياق متصل، تم مناقشة مشاكل بعض الفلاحين والمربين بولاية عنابة، حول نقص الحواجز المائية الموجهة للسقي. وأكدت مديرية الري بعنابة جميلة بريكي، أنه تم تحيين الملف، ومنه إطلاق دراسة خاصة بتهيئة سد بوقصيبة، وكذلك تأهيل بحيرة فتزارة. هذان المشروعان سيعرفان النور مع مطلع 2025. وقد دعت المتحدثة الفلاحين للتواصل معها؛ من أجل مرافقتهم، وحل مشاكلهم. من جهته، مدير محافظة الغابات السيد بن جديد يوسف وردّا على انشغالات المستثمرين في هذا القطاع، قال إن ملف تطهير الأراضي التي لم يتم استغلالها وتم استرجاعها مؤخرا، بلغ عددها 60 هكتارا، أغلبها متقوقع ببلدية التريعات، وكذلك بالمناطق المجاورة لها منها بلدية العلمة. والعملية، حسب ذات المتحدث، تدخل في إطار الاستثمار الغابي، وتطهير الأراضي التي وُزعت منذ أكثر من 12 سنة لكن بقيت مهملة. وفي انتظار استكمال عملية التطهير التي لاتزال متواصلة إلى حد كتابة هذه الأسطر، سيتم بعد إنهاء العملية، توزيعها حسب تعليمات الوالي، على المستثمرين الحقيقيين. وفي ما يخص مخطط حرائق الغابات، لم تسجل ولاية عنابة هذه المرة، إلا بعض الحرائق المحدودة بعد تجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية التي تسهّل عملية التدخل؛ منها بناء برج مراقبة بمنطقة بوزيزي. ممثل مديرية الفلاحة يطمئن أكد ممثل مديرية الفلاحة بعنابة بخصوص إعادة توزيع بطاقة مهنيّي الفلاحة، على تسهيل الإجراءات شرط استيفاء شروط الحصول عليها، مشيرا إلى أن العملية ستنطلق خلال 11 سبتمبر القادم، ليضيف أن مصالح الفلاحة تتابع كل المشاكل المطروحة من طرف الفلاحين بالولاية. كما سيتم استرجاع الأراضي المهملة لإعادة استغلالها في الشق الزراعي. وخلال هذا اللقاء اتصل والي عنابة مباشرة، بوزير الفلاحة يوسف شرفة، للنظر في المشاكل المطروحة، والهادفة إلى تحسين القطاع بالولاية، وتشجيع المنتوج المحلي. كما استمع جلاوي إلى انشغالات المرأة الريفية. وقد دعا للنظر في المشاكل المطروحة والعالقة بهذا القطاع، خاصة ما تعلّق برخص حفر الآبار، والعتاد الفلاحي، والمواد الأولية، وبطاقة الفلاّح. وأكد المسؤول على ضرورة الالتزام بمرافقة الفلاحين، والمساهمة في رفع العوائق التي قد تواجههم على مستوى مختلف المؤسسات والإدارات العمومية. وتم الاتفاق على عقد لقاءات دورية للتكفل بانشغالات الفلاحين، ودراسة كل المقترحات التي تهدف إلى الرقي بالقطاع الفلاحي. كما كشف الوالي للصحافة المحلية، عن مشروع 500 وحدة سكنية ريفية، سيتم إطلاقها مباشرة بعد الانتهاء من كل الإجراءات، إلى جانب إنجاز 2500 وحدة سكنية في الطابع الاجتماعي الإيجاري خلال الأيام القادمة.