فوج عمل لإعداد مشروعي قانوني للأحزاب والجمعيات    ندوة بمناسبة إحياء الذكرى 73 لوفاة البطل محمد بلوزداد    فتح سوق حرة"Free shop" بمطار الجزائر الدولي مارس القادم    طرقات: تدخلات ميدانية متواصلة لفتح المحاور المغلقة جراء تراكم الثلوج    مولوجي تشيد بقرار الرئيس تبون القاضي بتمديد فترة عطلة الأمومة    محادثات حول النقاش رفيع المستوى للأوضاع في الشرق الأوسط    تمديد فترة عطلة الأمومة ب14 أسبوعا    طرق وطنية وولائية مقطوعة بسبب تراكم الثلوج    مشروع القانون الجديد للسوق المالية جاهز    منظمة "غلوبال اكشن" الدنماركية تتعرض لهجوم عنيف بدوافع سياسية    تخفيضات تصل 60% خلال موسم الاصطياف القادم    بلمهدي يوقّع بالسعودية على اتفاقية الحجّ لهذا الموسم    تكريس المفهوم الحقيقي للممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب    فتح رأسمال بنك التنمية المحلية يندرج في إطار عصرنة القطاع المالي والنقدي    استراتيجية وطنية لتطوير المناهج وتجويد التعليم    وقف إطلاق النار في غزة يدخل ساعة الحسم    وزارة التربية الوطنية تنظم احتفالا وطنيا بمناسبة سبعينية الثورة التحريرية    العدوان الصهيوني : شهداء وجرحى في غارة للاحتلال على مدينة غزة    رئيس المجلس العسكري في بوركينا فاسو : ماكرون أهان كل الأفارقة    تأكيد على أهمية تكثيف التشاور الثنائي القائم بين البلدين..العرباوي يبحث مع السفيرة الأمريكية قضايا إقليمية ودولية الراهنة    دورة تكوينية لأصحاب المشاريع المصغرة    حكم مباراة يونغ أفريكانز يثير مخاوف إدارة مولودية الجزائر    16 مليار دينار لتدعيم التنمية المحلية    آيت نوري أفضل مدافع في الدوري الإنجليزي الممتاز    تسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته    عرض "أعصاب وأوتار" خلال رمضان المقبل    زكري مستعد للإطاحة بمحرز ونادي الأهلي السعودي    بلمهدي يستقبل مسؤولين سعوديين مكلّفين بتنظيم موسم الحج    نجيبة جيلالي تدعو إلى توسع اقتصادي يحترم البيئة    الخطوط الجوية الجزائرية: نقل قرابة 8 ملايين مسافر في 2024    الطبعة الثالثة للدورة الوطنية للكرات الحديدية في اللعب الثلاثي من 16 إلى 18 يناير ببلدية الرباح بالوادي    رئيس حركة مجتمع السلم يشدد على أهمية تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة محاولات استهداف الجزائر    كأس الجزائر: الاتحادية الجزائرية تكشف عن برنامج الدور ثمن النهائي    ملاكمة/ الجزائر: المجمع التقني الوطني يومي 7 و8 فبراير بالجزائر العاصمة    ناشطة سويدية تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك بحزم لدعم تحرير الصحراء الغربية    خالفة مبارك:حقد فرنسا على الجزائر تصاعد منذ اطلاق مشروع الجزائر الجديدة واهتمام الرئيس تبون بالذاكرة الوطنية    الأمم المتحدة تحذر من استمرار الكيان الصهيوني في إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة    اتفاقية شراكة مع شركة نفطال    10 جرحى في اصطدام تسلسلي ل 11 مركبة    نحو توزيع 122 ألف هكتار خلال 2025    توقيع اتفاقية مع صيدال لإنتاج المواد المشعة    شباب قسنطينة يتأهّل    وزير الثقافة يُعاينُ ترميم القصور التاريخية    تتويج الفائزين بجائزة الرئيس للأدب الأمازيغي    بوغالي يثمّن دور التنوع الثقافي في تعزيز الهوية    البارصا تُتوّج بالسوبر    النتائج تُعرف منتصف مارس    التكنولوجيات تحيل أجهزة التلفاز على الأرشيف    "الشبيه" إدانة مباشرة للإنسان الآلة    تشديد على التباعد الاجتماعي لوقاية فعالة    "قصر تافيلالت" بغرداية ..من بين الفائزين بالجائزة الدولية للسكن    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    بلمهدي يستقبل بجدة مسؤولين سعوديين مكلفين بتنظيم موسم الحج    بلمهدي يستقبل بجدة مسؤولين سعوديين مكلفين بتنظيم موسم الحج    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التهريج فن إسعاد الآخرين ومؤدِّيه بحاجة لمن يسنده
لاعب الخفة نجيب حفاف المدعو "ريمو" ل"المساء":
نشر في المساء يوم 27 - 08 - 2024

ارتبط الاحتفال بالمناسبات السعيدة وأعياد الميلاد في السنوات الأخيرة في الجزائر، بحضور المهرج، الذي تحوّل إلى عنصر ضروري لإقامة مثل هذه المناسبات بالنظر إلى دوره الهام في إبهاج وإضحاك الحضور خاصة الأطفال. وبعدما كان دوره مرتبطا بالتظاهرات الثقافية على خشبة المسرح أو بدُور الشباب، انتقل، أمام قلة العروض، إلى البحث عن سبل أخرى لدعم نشاطه اقتصاديا؛ من خلال الترويج لما يقوم به من عروض. وهي حال المهرج نجيب حفاف المدعو "ريمو"، الذي قال: "المهرج يصنع فرحة الآخرين. ويحتاج دائما لمورد مالي ليعيش ويستمر".
التقته "المساء" مؤخرا، وحول ما لا تعرفه مهنة المهرج، وأهم التحديات التي تواجه هذا النوع من الفنون الذي يقوم بأصعب مهمة، وهي رسم الابتسامة على شفاه الصغير قبل الكبير، كان هذا الحوار.
❊ المساء: حدثنا عن بدايتك مع فن التهريج.
❊❊ المهرج نجيب حفاف: قبل ولوجي فن التهريج كنت من محبي الموسيقى؛ مارستها منذ كان عمري عشر سنوات. ثم مارست المسرح، وذهبت إلى أبعد من ذلك؛ حيث توجه اهتمامي إلى ألعاب الخفة التي سرعان ما أتقنتها. ولكي أوسع من نشاطاتي الفنية دخلت عالم التهريج؛ حاولت الجمع بين المميزات الفنية؛ أي بين الموسيقى وألعاب الخفة والقدرة على إضحاك الغير، إلى مهرج متكامل إن صح التعبير. أحاول في كل مرة أن أرسم الابتسامة على وجه كل من يشاهد عرضي.
❊ هل تعتقد أن ممتهن التهريج ينبغي أن تتوفر فيه مواصفات معيّنة؟
❊❊ التهريج ليس بالأمر الصعب، ولكن في اعتقادي وبحكم تجربتي التي امتدت على مدار خمس سنوات، فإن هذا النوع من الفنون يحتاج لأن يتمتع المهرج بقدرات مميزة، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أيّاً كان أن يمارسه. وفي المقابل، لا بد أن يتعلم بعض المهارات؛ لأن الأمر يتعلق بسيكولوجية الأشخاص، وبالتالي يحتاج المهرج لفهم الحضور ليكون قادرا على إضحاكهم، وصنع جو من المتعة والمرح. ويبقى التعلم في أي مجال هاما جدا لتطوير المهارات والنجاح.
والتهريج من المهام التي ينجح فيها من يملكون نسبة ذكاء عالية، ومهارات مميزة، وروحا مرحة، وخفة ظل.
❊ متى يمكننا القول بأن المهرج نجح في أداء دوره؟
❊❊ متعة المهرج الحقيقية هي على خشبة المسرح. ولكي نقول إنه نجح في أداء عمله لا بد أن يكون هو استمتع بعرضه أوّلا...
الفنان عند صعوده على خشبة المسرح، بعيدا عن الكسب المالي، لا بد أن يستمتع بما يقدمه؛ فإن بلغ هذا الحد سينعكس على جمهوره، الذي، بدوره، سيستمتع بالعرض، ويظهر عليه من خلال التفاعل مع ما يقدمه.
❊ كانت عروض المهرج تقام على الخشبة، واليوم ارتبطت أيضا بأعياد الميلاد؛ ما تعليقك؟
❊❊ التهريج مهنة كغيرها من المهن، يحتاج صاحبها كي يواصل، إلى مورد مالي. وبحكم أن العروض تخضع للعرض والطلب، نشهد في بعض الفترات طلبا كبيرا، خاصة خلال موسم العطل. وهناك مواسم أخرى يقل فيها العمل؛ مثل الدخول الاجتماعي. وحينها يتفرغ الفنان إلى تطوير نفسه؛ الأمر الذي جعلنا نوسع من نشاطنا. وعوض حصره على بعض التظاهرات، اخترنا ربط مهنة التهريج بأي مناسبة سعيدة لنقدم فيها عروضنا؛ مثل أعياد الميلاد، وحفلات النجاح، والأعراس؛ بمعنى أن أي مناسبة سعيدة يمكن أن يقدم فيها المهرج عرضه.
❊ فيمَ تتمثل أهم التحديات التي تواجه المهرج؟
❊❊ هناك نوعان من التحديات التي تواجه المهرج؛ أولهما عدم وجود العتاد الذي يستعين به في عمله؛ فمثلا أنف المهرج أو حذاؤه يبدو شيئا بسيطا، ولكن المهرج يحتاج إليهما ليصنع المهرج نفسه، وينجح في عرضه.
أنا، على سبيل المثال، أجلب في كل مرة عتادي من خارج الوطن. وبالمناسبة، أوجه نداء إلى التجار بالاستثمار في هذا النشاط؛ لأننا بحاجة إلى مثل هذه الأدوات التي يغفل عنها الكثيرون، وحضورها ضروري لنجاح العرض.
أما التحدي الثاني فيتمثل في المقابل المادي للعروض، والذي لا يخضع لقائمة محددة، وإنما يخضع للسلطة التقديرية للمهرج وصاحب العرض؛ فمثل هذه المهن تحتاج إلى عتاد وأكسسوارات لإنجاح العرض، وبالتالي يكون من الصعب تحديد القيمة المالية.
وعلى العموم، فإن متوسط العرض لا يتجاوز مليون سنتيم لمدة ساعة أو ساعتين أو نصف يوم، وهو مبلغ ضئيل جدا مقارنة بعروض المهرج في باقي الدول الأخرى.
والمؤكد أن السعر لا يعكس مطلقا جودة العروض. ويخضع للحالة الاجتماعية لطالب العرض.
❊ ما هي العروض التي تتلقى طلبات أكثر؟
❊❊ أنشط كل العروض المرتبطة بالمناسبات السعيدة، إلا أن أكثر العروض التي نتلقى فيها طلبا كبيرا، هي العروض الخاصة بأعياد الميلاد، التي تتم خاصة في الروضات، والمنازل، أو في بعض الفضاءات المفتوحة؛ مثل الغابات.
وعلى الرغم من أن هذه الثقافة دخيلة على مجتمعنا، إلا أن الهدف منها هو صنع التميّز. وليس هناك أفضل من المهرج، الذي يمكنه أن يصنع جوا بهيجا، مفعما بالحيوية والنشاط.
❊ كلمة أخيرة ؟
❊❊ التهريج مهنة تحتاج إلى مقابل لتستمر. والمهرج قبل أن يصنع متعة الغير يصنع متعته الشخصية. وقدرتُه على إضحاك الغير أو رسم الابتسامة على شفاه الحضور، دليل على نجاحه، وهذا يكفيه ليتمسك بها، ويستمر فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.