ألحقت الأمطار الغزيرة، التي تهاطلت على مخيم الداخلة للاجئين الصحراويين، أضرارا مادية معتبرة، وقد تأثرت المساكن الهشة والخيم وجرف الوادي الكثير من الأمتعة، وإثر هذه النكبة الطبيعية، سارعت السلطات الولائية بتندوف إلى التنقل إلى عين المكان، لمعاينة حجم الأضرار، واوفدت قافلة تضامنية إلى اللاجئين الصحراويين بمخيم الداخلة المنكوب، جراء سيول الأودية. انطلقت القافلة التضامنية وفرق من الحماية المدنية، للمساعدة وإسعاف السكان بهذه المنطقة المتضررة، وكان والي تندوف، دحو مصطفي، مرفوقا برئيس المجلس الشعبي الولائي وبقية السطات المدنية والعسكرية، قد عاين الوضع في الميدان، وأعطى تعليمات للوقوف إلى جانب المتضررين، وتقديم المساعدات اللازمة من طرف مصالح الأشغال العمومية و"سونلغاز"، وتم فتح الرواق الاجتنابي للوادي بعيدا عن موقع تواجد المخيم، وقد شرعت المصالح التقنية الجزائرية في شفط المياه داخل المخيم، ومراقبة وضعية العدادات الكهربائية، تفاديا للأخطار المحتملة. تجدر الإشارة إلى أنه، إثر تهاطل الأمطار، أول أمس الإثنين بالمنطقة، والتضرر المادي لمخيم العزة والكرامة بالداخلة، هبت نداءات تضامنية عبر مختلف ولايات الجمهورية الصحراوية، للتوجه إلى ولاية الداخلة، بمخيمات اللاجئين الصحراويين، من أجل التدخل والإنقاذ وتقديم المساعدات المادية، من أفرشة وأغطية ومواد غذائية للمتضررين. ووصف أحد المناضلين الصحراويين، هذه الهبة التضامنية للجزائر، بالسلوك الحضاري المعهود عند الشعب الجزائري المساند لكفاح الشعب الصحراوي، والمآزر له في كل النكبات الطبيعية والمناخية. من جهة أخرى، هب الشباب الصحراوي بسياراته رباعية الدفع من كل ولايات الجمهورية العربية الصحراوية إلى الداخلة، للمساهمة في إجلاء العجائز والشيوخ والأطفال، وبرزت هنا معالم التضامن التي خطها دم الشهيد على جباه المناضلين الصحراويين، الذين لم يتأخروا عن إخوانهم بالداخلة المنكوبة. من جهتها، استنفرت السلطات الصحراوية طاقاتها للتدخل وإسعاف المتضررين، والحيلولة دون تسرب المياه إلى الخيم والمساكن الهشة، وثمن اللاجئون الصحراويون هذه التدخلات السريعة من لدن الشعب الجزائري السخي. فيما وصف بعض الصحراويون وقوف الجزائر إلى جانب الشعب الصحراوي في كل المحن، بالشيء المعهود للجزائر المساندة لقضايا التحرر في العالم، وبالأخص لكفاح الشعب الصحراوي، وثمنوا عاليا هذا التدخل السريع الذي أملاه الضمير الجزائري الحي واليقظ. القافلة التضامنية مع اللاجئين الصحراويين، إثر الأمطار الأخيرة بولاية الداخلة، نظمتها ولاية تندوف، بالتنسيق مع الجيش الوطني الشعبي، وكانت محملة بالمواد الغذائية والأفرشة لفائدة المتضررين من فيضان الوادي.