احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بسكيكدة، نهاية الأسبوع المنقضي، أشغال الملتقى العلمي الموسوم ب "التسويق للموروث الثقافي والسياحي في ظلّ التحوّل الرقمي، الفرص والتحديات"، نظّمته مديريتا السياحة والصناعة التقليدية والثقافة والفنون للولاية، بالتنسيق مع مخبر اقتصاد مالية وإدارة الأعمال لجامعة 20 أوت 55. شارك فيه أساتذة وخبراء وباحثون من جامعات الشلف، وسكيكدة، والبليدة2، والجزائر3 و2، وقسنطينة3، وتبسة، وجيجل، وباتنة، والطارف، وسطيف1، وبشار، وتلمسان، وأم البواقي، وغليزان، والوادي وجامعة سوسة بتونس. وبالمناسبة، أشارت الدكتورة سارة زرقوط من قسم العلوم التجارية بجامعة 2 أوت 55 ورئيسة الملتقى، إلى " المساء"، إلى أن الملتقى العلمي الموسوم ب "التسويق للموروث الثقافي والسياحي في ظل التحوّل الرقمي: الفرص والتحديات" والمندرج في إطار إحياء اليوم العالمي للسياحة، يهدف إلى تنسيق الجهود من أجل حماية الموروث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، من خلال مختلف التحوّلات الرقمية التي يشهدها قطاع التسويق عبر المنصات والتطبيقات الرقمية، التي من شأنها، كما أضافت، أن تروّج للموروث كمورد سياحي يمكن الاستفادة منه، ناهيك عن مناقشة متطلبات التحوّل الرقمي، وسبل تفعيله؛ لتنشيط السياحة، ومنه الترويج للموروث الثقافي في الجزائر، إلى جانب تحديد أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه التحوّل الرقمي في القطاع السياحي والتراثي بالجزائر، وكذا استكشاف متطلّبات التنسيق والشراكة بين مختلف الجهات المعنية، لإنجاح عملية التحوّل الرقمي في القطاع السياحي، بما فيها استعراض ممارسات ونماذج ناجحة لتسويق السياحة الثقافية والتراثية في بلدان أخرى، وإمكانية الاستفادة منها، وكذا التعرف على أشكال التسويق الرقمي الفعّالة في مجال السياحة الثقافية والتراثية. ومن جهته، قال الأستاذ مصطفى دربان بروفيسور بمعهد الآثار بجامعة الجزائر2، خلال حديثه مع "المساء"، إنّ الآثار عنصر هام في الجانب التاريخي والحضري للإنسان؛ كونها من مقوّمات الجزائري. ولأنّ الآثار، كما أضاف، عبارة عن لمسة عن الهوية التاريخية للجزائر؛ لأنّها تمثل تعاقب الحضارات التي عرفتها بلادنا منذ فترات ما قبل التاريخ والتي تمتدّ إلى 2.4 مليون سنة، وبالتالي، كما قال، هو تاريخ عريق، ولنا حضارات عديدة مرّت على بلادنا من الفترات القديمة إلى الفترات الإسلامية وغيرها؛ فمقوّماتنا تستمد من كلّ تلك المراحل الزمنية. ومن هذا المنطلق أوضح الأستاذ البروفيسور دربان، أنّ الجزائر تزخر بموروث أثري مهم جدا لترويجه، يتطلّب، فقط، تثمينه، كما أضاف. من جهتها، أكّدت الأستاذة المحاضرة بجامعة "محمد الصديق بن يحي" بجيجل سعاد بوطالب ل"المساء"، أهمية التوثيق للموروث الثقافي، خاصة أنّه يشمل عدّة عناصر في الهوية الوطنية؛ كالانتماء، والمواطنة، والتاريخ، والدين، مشدّدة على ضرورة المحافظة على تلك القيم لمجابهة خطر التحوّل التكنولوجي من خلال إيجاد إحداثيات لنا داخل هذا التحوّل الرقمي، لتؤكّد جهود الدولة في مجال التوثيق الرقمي للموروث الثقافي، الذي أعطته، كما أشارت، الخطوات الأساسية لتوثيقه. وسلّط الملتقى العلمي "التسويق للموروث الثقافي والسياحي في ظل التحوّل الرقمي: الفرص والتحديات" ، الضوء على العديد من المحاور التي تمّت مناقشتها؛ سواء حضوريا، أو بواسطة التحاضر عن بعد. ومن بين أهمها التعريف بالمعالم السياحية والتراثية ومتطلبات التحول الرقمي لتنشيط السياحة والترويج للموروث الثقافي في الجزائر، والتعرف على مختلف الاستراتيجيات وأشكال التسويق المعتمدة في مجال السياحة الثقافية والتراثية؛ من التسويق الرقمي، والتسويق بالمحتوى، والتسويق عبر المؤثرين، إلى جانب صعوبات التحوّل الرقمي لتنشيط السياحة، والتعريف، والتسويق بالتراث المحلي بالجزائر، ودور معاهد التكوين ومؤسّسات التعليم العالي في مواكبة الاحتياجات الرقمية لقطاع السياحة والفندقة، وكذا دُور المؤسسات الناشئة في دعم النشاط السياحي والتسويق له. كما تمّت مناقشة واقع المنصات الرقمية والتطبيقات السياحية في الجزائر، وآفاق تطويرها، والإعلام الرقمي، والتعريف بالموروث السياحي المحلي في الجزائر، وغيرها من المحاور.