يستمر التصعيد الصهيوني على الجبهة اللبنانية بالتزامن مع مواصلة إسرائيل فصول إبادتها الجماعية في قطاع غزة بعيدا عن أعين الإعلام المنشغل حاليا بما يحدث في لبنان وتطوّرات المواجهة بين إسرائيل وإيران بما ينذر بتطوّرات أخطر ستشهدها هذه المنطقة مع حلول الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى". فعشية الذكرى الأولى لأحداث السابع أكتوبر التي زعزعت الكيان الصهيوني، أكدت تقارير إعلامية أمس أن إسرائيل تحضر لرد قوي على إيران ولضرابات على لبنانوغزة اللذان يشهدان عدوانا همجيا يحصد يوميا المزيد من الضحايا الأبرياء أمام أعين العالم اجمع الذي لا يزال في موقع المتفرج. وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفض الكشف عن هويته أن إسرائيل "تجهز ردا" عشية الذكرى الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023. ويبدو أن حكومة الاحتلال تريد رد الاعتبار لجيشها الذي "قهرته" المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ويواجه حاليا مقاومة شرسة في جنوبلبنان على يد عناصر "حزب الله"، وتريد أن تمحي من ذاكرة الإسرائيليين تلك مشاهد التي أسقطت صورة "الجيش الذي يقهر" بمحاولة إيهام رأيها العام بسيطرتها على كل جبهات القتال التي فتحتها. ولذلك واصل الطيران الحربي الصهيوني غاراته المكثفة على لبنان، خاصة على الضاحية الجنوبيةلبيروت معقل حزب الله، والتي أفادت معلومات أمس، بأنها شهدت أول أمس الجمعة قصفا قد يكون الأعنف استهدف حسب ما روّجت له وسائل إعلام عبرية القيادي في "حزب الله"، هاشم صفي الدين، الخليفة المحتمل لحسن نصر الله. وإلى غاية أمس بقي مصير صفي الدين مجهول خاصة وأن مصادر من "حزب الله" نفسه أكدت فقدان الاتصال به منذ يوم الجمعة. وتعرّضت الضاحية الجنوبيةلبيروت لقصف إسرائيلي وصف بأنه أضخم من الضربة التي اغتيل فيها الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله، استهدف عدة مبان دمرت بالكامل. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن "الغارات استهدفت اجتماعا لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله والخليفة المحتمل لنصر الله في قيادة الحزب". من جهته أعلن "حزب الله" أمس، أنه شنّ رشقات صاروخية على القاعدة العسكرية الصهيونية "رمات ديفيد" القريبة من حيفا والواقعة على بعد نحو 45 كلم من الحدود اللبنانية، كما أكد أنه استهدف بصاروخ دبابة من نوع "ميركافا" في جنوبلبنان بالقرب من الحدود التي تشهد معارك ضارية بين عناصر "حزب الله" التي تواصل التصدي لقوات الاحتلال الساعية للتسلّل عبر النقاط الحدودية. بالتزامن مع ذلك، حذّر المفوض السامي الأممي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أمس من أن لبنان في مواجهة "أزمة مروعة" في ظل القصف الصهيوني المكثف على عدة مناطق في هذا البلد العربي والذي خلف سقوط الاف الضحايا بين قتلى وجرحى وفجر موجة نزوح عارمة. وقال المسؤول الأممي في زيارة تضامنية الى العاصمة بيروت بأن "مئات آلاف الأشخاص من المعوزين أو النازحين، يعانون بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية"، مضيفا "لقد جئت إلى هنا للتضامن مع المتضرّرين ولدعم الجهود الإنسانية والدعوة إلى المزيد من المساعدات الدولية". أما قوة الأممالمتحدة المؤقتة "يونيفيل" المنتشرة على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، فقد أعلنت أمس "الاحتفاظ بمواقعها" رغم طلب الجيش الإسرائيلي "نقل" بعضها. وأشارت "اليونيفيل" في بيان لها إلى أن الجيش الإسرائيلي طلب في 30 سبتمبر الماضي "انسحاب القبعات الزرق من بعض مواقعهم" وأبلغها "بنيته القيام بعمليات توغل برية محدودة في لبنان"، مضيفة "لكن قوات حفظ السلام تحافظ على وجودها في جميع المواقع".